أعادت القوة المشتركة للحركات المسلحة والمكونة لحماية المدنيين في إقليم دارفور، نشر قواتها بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وسط نذر تمدد المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى وسط الفاشر بدلاً من شمال وشرق المدينة.
وتأتي عملية إعادة تموضع القوة المشتركة بعد ساعات من تعرض احد دورياتها إلى كمين مسلح أدى إلى مقتل قائد برتبة رائد أثناء قيامهم بتأمين خروج مدنيين نازحين من المدينة في بلدة “شقرة” جنوب غرب الفاشر.
وذكرت القوات المشتركة في تصريح إعلامي الثلاثاء، أنها عززت من إرتكازاتها الدفاعية عن الأسواق ومقرات المنظمات الأحياء، وقالت أنها “لن تنسحب وتتراجع عن مهمة حماية المواطنين”.
ونقل مصدر عسكري بالقوات المشتركة لـ(عاين)، ان الأوضاع الامنية المتسارعة بمدينة الفاشر، وضعت الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام السودان في جوبا- مسار دارفور- أمام خيارات صعبة فيما يتعلق بموقف الحياد وحماية المدنيين.
وقال: “أما مواصلة المهمة التي قد تضعها في مواجهات مباشرة مع قوات الدعم السريع، أو الانسحاب من المدينة المهمة، وترك المدنيين ومصيرهم مع المليشيات”.
ومنذ اسبوع، تتصاعد وتيرة المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع شمال وشرق مدينة الفاشر متسببة في تعطيل الخدمات الأساسية.
وتتهم لجان الطوارئ المحلية قوات الدعم السريع بإغلاق الخط الرئيسي الناقل للمياه بشمال دارفور وهو المغذي لمدينة الفاشر بحجة وجود قيادات من عناصر النظام السابق بالمدينة.
في ذات السياق، أعلنت قوات الدعم السريع الثلاثاء، سيطرتها على موقع رئيس للجيش في مدينة “أم كدادة” كبرى محليات الولاية تبعد نحو (200) كيلومتر من الفاشر، وتقع على الطريق الرئيسي الذي يربط الولاية بالعاصمة الخرطوم بعد انسحاب قوات الجيش من المنطقة.
وتستقبل مدينة “أم كدادة” نحو عشرة الف نازح فروا الى المدينة من مناطق مختلفة من نيالا وزالنجي والجنينة بجانب ولاية الخرطوم عقب تصاعد وتيرة القتال بين الطرفين.
وقال عضو لجنة الطوارئ بمحلية أم كدادة حسين بشارة لـ(عاين)، إن “الهجوم على على مدينة أم كدادة تسبب في نزوح أعداد كبيرة من المدنيين بعد أن شهدت المنطقة إطلاق مكثف أدى لمقتل اثنين من المدنيين وإصابة ثلاثة آخرين”. وأشار إلى تعرض سوق المدينة ومنازل المواطنين وممتلكاتهم وسياراتهم إلى النهب خلال الهجوم.
وتسعى قوات الدعم السريع إلى إحكام قبضتها على إقليم دارفور غربي البلاد، والذي يربط السودان عبر حدود برية مع دول تشاد وليبيا وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان، وذلك بعد سيطرتها على 3 مدن رئيسية في الإقليم من أصل خمس خلال الأيام القليلة الماضية، بما في ذلك مقرات الجيش بتلك الولايات، وهي نيالا في الشمال وتعد ثاني أكبر المدن السودانية بعد العاصمة الخرطوم ومركز قيادة الجيش في الولايات الغربية، إضافة إلى زالنجي في الوسط والجنينة في الغرب، فيما لا يزال يحتفظ الجيش بقواعده في الفاشر شمال دارفور والضعين في الشرق.
عاين