تبادلت قيادة الجيش و مليشيا الدعم السريع الكوادر الاسلامية المجربة في عمليات القتل والبطش والارهاب، وانتقل عدد من ضباط وكوادر الحركة الاسلامية إلى مليشيا الدعم السريع بغرض تدريب قواتها على العمل العسكري في مواجهة حركة الجماهير المتصاعدة. كما أستطاعت عائلة دقلو أن تجذب عددا من الضباط إلى صفوفها بالصرف السخي عليهم في شكل رواتب وحوافز خرج على إثرها عدد مهول من محترفي الاجرام في حق الشعب وانضموا إلى صفوف المليشيا.
وفي ظل استمرار الحرب بدأت تلك الدمى العسكرية المحترفة تعيد حساباتها وولائها من جديد .. و عاد بعض الضباط إلى مواقعهم في الجيش المختطف من قبل فلول الأخوان المسلمين.
الضجة التي ثارت حول المجرم كيكل ورجوعه إلى الجيش والعفو عن كل الجرائم التي ارتكبها بحق المواطنين المدنيين لن تخفى ما قام به من جرائم أثناء وجوده في صفوف المليشيا، والنتائج الوخيمة التي تعرض لها سكان الجزيرة الأبرياء في شكل عمليات الانتقام الهمجية التي شنتها المليشيا على السكان، وكأنهم مسؤولين عن عمليات انتقال الدمى بين المليشيا والجيش.
هذه التجربة المريرة تؤكد للمرة الالف أنه لا فرق بين الطرفين – طرفى الحرب الكارثية – الا في عمق وعدد الجرائم المرتكبة في القتل والنهب و الاغتصاب.
تعيش مناطق متفرقة بمنطقة الجزيرة همجية وعنف البادية من المليشيا والحرائق التي تتسبب فيها البراميل المحرقة التي يرميها طيران الجيش.
دانت القوى السياسية والمجتمعية الجرائم التى ارتكبت في الجزيرة من قبل الطرفين. و هذه خطوة مهمة نرحب بها. الأهم كيفية العمل الجماعي لغل أيدى القتلة من الطرفين.
الواقع أن استمرار الحرب وهى تدخل شهرها التاسع عشر هو نتيجة الامدادات والمساعدات التي تصل إلى الطرفين من حكومات بعينها، وهذا يضع واجب كشف دور هذه الحكومات وتعريتها أمام كل القوى التي قد تختلف مواقفها تجاه إيقاف الحرب وحول تلك الدول. من المهم أن تتصدى كل القوى الحية داخل وخارج السودان لهذه المهمة الانسانية. إيقاف الحرب الآن يتطلب الوضوح والجرأة في تسمية الحكومات التي تصب الزيت على نار الحرب بأسمائها والتقدم بنداء جامع للمنظمات الدولية والأقليمية مطالبا هذه الدوائر بلعب دورھا کاملا في حماية المدنيين وتوقيع العقوبات المناسبة على الحكومات التي ظلت تخرق المواثيق الدولية لحقوق الانسان وقرارات الأمم المتحدة والمنظمات الاقليمية.
تسمية حكومات الامارات ومصر وتشاد و ايران وتحميلها مسؤولية المشاركة في جرائم ضد الانسانية خطوة مهمة في هذا الاتجاه لتكون نقطة وخطوة اولى تجاه العمل اليومي الجماعي لكل القوى الحية داخل وخارج البلاد بالتعاون والتضامن مع كل الشعوب المحبة للسلام لوقف الحرب وحماية المدنيين.
الميدان 4248،، الثلاثاء 29 اكتوبر 2024م.