آخر الأخبار

تدفق اللاجئين السودانيين يوميًا إلى الكفرة يثقل كاهلها

شارك الخبر
مصدر الصورة

منذ اندلاع النزاع في السودان وتدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية هناك، أصبحت مدينة الكفرة وجهة لموجات اللاجئين الباحثين عن ملاذ آمن. ولكن، ومع وصول ما يقارب 500 لاجئ سوداني يوميًا، يجد المجتمع المحلي نفسه أمام تحديات إنسانية وأمنية غير مسبوقة، تتفاقم مع محدودية الموارد والخدمات المتاحة في هذه المدينة الحدودية. ويصف عميد بلدية الكفرة، مسعود عبدالله، هذا التدفق اليومي بأنه “يثقل كاهل المدينة”، خاصة في ظل ضغوطات متزايدة على القطاعات الصحية والأمنية.

ومع وصول هذه الأعداد المتزايدة من اللاجئين، برزت تحديات صحية معقدة على السطح. فقد أكد عميد بلدية الكفرة في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24” أن اللاجئين يحملون بعض الأمراض الخطيرة، مثل التهاب الكبد، الإيدز، الملاريا، والدرن، ما يُلقي بظلاله على النظام الصحي الهش أصلاً. وللتعامل مع هذه الأزمة، خصصت البلدية مركزًا صحيًا متكاملًا بغرض توفير الرعاية الصحية الأساسية للاجئين وعلاج الحالات المرضية العاجلة. ومع ذلك، يعاني المركز من نقص حاد في الأدوية والكوادر المؤهلة للتعامل مع هذه الحالات المرضية المتزايدة، مما يعكس صعوبة تحقيق استجابة كافية للاحتياجات الصحية المتفاقمة.

في ظل هذه التحديات، تعمل بعض المنظمات الإنسانية على تقديم يد العون للبلدية من خلال توفير الأغطية والمواد الغذائية للأسر اللاجئة. ويتجاوز عدد الأسر المستقرة حاليًا في الكفرة مائة ألف أسرة، ومعظمهم يعتمدون بشكل كبير على هذه المساعدات الإنسانية المحدودة. وتقوم المنظمات المحلية والدولية بتوزيع الغذاء والمستلزمات الأساسية، إلا أن تزايد الأعداد الوافدة يفرض ضرورة مضاعفة الجهود الإنسانية لتلبية الطلبات المتزايدة على المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب.

من ناحية أخرى، تسبب وجود اللاجئين في زيادة الضغط على الأجهزة الأمنية في الكفرة. فقد تم تسجيل عدد من حوادث السرقة والانتهاكات داخل المدينة، ويعتبر المسؤولون أن تزايد الأعداد يعزز من التحديات الأمنية ويفرض أعباء إضافية على قوى الأمن. وقد تم تكثيف دوريات الشرطة في عدة مناطق حساسة داخل المدينة، لكن التحدي يبقى في المحافظة على استقرار الوضع الأمني في ظل هذه الضغوطات. وتهدف البلدية إلى تعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية والمنظمات الإنسانية لتوفير بيئة آمنة ومستقرة للاجئين والمجتمع المحلي على حد سواء.

ويختتم عميد بلدية الكفرة مسعود عبدالله بالقول إن الأزمة الحالية تتطلب تدخلاً دوليًا لدعم المدينة التي أصبحت ملاذًا لهؤلاء اللاجئين. ويرى أن الوضع سيظل يتفاقم ما لم يتم تعزيز الدعم المادي والفني للبلدية وللمنظمات الإنسانية العاملة في الميدان. كما يطالب بأن يتم التنسيق مع الدول المجاورة لإيجاد حلول أكثر استدامة وفعالية، تساعد على تخفيف العبء عن مدينة الكفرة والحد من التدفق المستمر للاجئين، خاصة في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية في السودان.

تمثل الأزمة الحالية تحديًا كبيرًا للكفرة، التي وجدت نفسها فجأة في مواجهة معضلة إنسانية وأمنية معقدة. ومع غياب الدعم الكافي، يُترك مستقبل المدينة وسكانها في مواجهة عواقب قد تتجاوز طاقتها، وتستدعي مزيدًا من التنسيق والدعم بين الأطراف المحلية والدولية لإيجاد حلول تساهم في استقرار الوضع وتحسين الظروف الإنسانية للاجئين السودانيين والمجتمع المحلي.

وكالات

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر

إقرأ أيضا