آخر الأخبار

امتحانات الشهادة السودانية.. معركة الطلاب لعبور "خطوط السيطرة"

شارك الخبر
مصدر الصورة

 

تقرير: رشا حسن

في خطوة أشعلت مزيدًا من الجدل، أعلنت وزارة التربية والتعليم عن موعد لامتحانات الشهادة السودانية، مقررةً أن ينتقل الطلاب من مناطق سيطرة الدعم السريع إلى مناطق يسيطر عليها الجيش السوداني. هذه الخطوة فاقمت من معاناة الطلاب، خاصة في مدارس مثل مدرسة خالد بن الوليد في منطقة أركويت بالخرطوم، حيث ينتظر حوالي 400 طالب وطالبة الامتحانات، لكنهم يواجهون عوائق وصعوبات جمّة في الخروج من الخرطوم، إذ يتواجدون في مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

فما هي خطوات الوزارة لمعالجة أزمة هؤلاء الطلاب؟
معاناة التعليم

أكد المدير الإداري لمدرسة خالد بن الوليد بالخرطوم، إسماعيل أحمد، استمرار العملية التعليمية بالمدرسة منذ عام، مشيرًا إلى أنه بعد امتصاص الصدمة الأولى للحرب، أصبح هناك قبول بين الطلاب لفتح المدارس، حتى لو جزئيًا. في البداية، أقيمت كورسات في منازل بعض المعلمين، ومع تزايد عدد الطلاب، بات من الضروري البحث عن مكان أوسع.

وأوضح أحمد في حديثه لـ”الراكوبة” أن فكرة إعادة فتح مدرسة خالد بن الوليد في أركويت نشأت منذ عام، وتم تقسيم الأشخاص إلى لجان للبحث عن معلمين متطوعين وتجهيز البيئة المدرسية، بالإضافة إلى التنسيق مع بعض الجهات الرسمية في الخرطوم لبدء الدراسة. وذكر أنه تم جمع 200 طالب وطالبة و45 معلمًا ومعلمة في البداية، ثم انطلقت الدراسة.

وأشار المدير الإداري إلى استمرار الدراسة حتى الآن، حيث أكملت عامًا، مضيفًا أن عدد الطلاب يتفاوت حسب الحالة الأمنية للمنطقة، وأصبح الآن يتجاوز 300 طالب وطالبة في ولاية الخرطوم ككل. ولفت إلى التحديات التي تواجههم في كيفية تمكين هؤلاء الطلاب من أداء امتحانات الشهادة السودانية.

وأضاف أنه عقد اجتماعًا مع المهتمين بالعملية التعليمية في الخرطوم لطرح مشكلات الطلاب المتعلقة بامتحانات الشهادة السودانية وتقديم الحلول المناسبة للجهات المختصة مؤكدا بانه حتى لان لم تكن هناك استجابة، وناشد الجهات المعنية أن تأخذ قضية الشهادة السودانية بجدية، مؤكدًا أن من حق كل طالب الجلوس للامتحانات واجتياز هذه المرحلة، وأن التعليم حق طبيعي لأبناء الوطن ويجب أن يتمتعوا به الأجيال.

وأشار أحمد إلى أن هناك أدوارًا مفقودة نتيجة غياب المنظمات الدولية والوطنية عن دعم التعليم في السودان، مما حال دون تقديم المساعدة اللازمة للشعب السوداني لتجاوز محنته.

حياة جديدة
أما الطالبة بمدرسة خالد بن الوليد بالخرطوم، سارة خلف الله، فتقول إنه قبل فتح المدرسة لم يكن هناك أي برنامج، وكان اليوم يمر في النوم فقط. وأضافت: “سمعت أن هناك مدرسة تعمل، فتوجهت مباشرة إلى مدرسة خالد بن الوليد وبدأت الدراسة فيها.”

وأكدت سارة في حديثها لـ”الراكوبة” أن الحصص مكتملة، واليوم الدراسي يسير بسلاسة وبصورة طبيعية، مشيرة إلى أن المسافة بين المدرسة والمنزل قريبة، ولم تواجهها أي مشاكل حتى الآن. وأضافت أنها بعد نهاية اليوم الدراسي تعود إلى المنزل وتبحث عن الماء، وبعد حصولها عليه وتناول وجبة الغداء، تبدأ في مراجعة دروسها التي تحتفظ بها في فلاشات.

وأوضحت سارة أن قطع خدمات الإنترنت والاتصال أثر عليها بشكل كبير في الدراسة والتواصل مع الأهل، مضيفة أنها لا تستطيع الذهاب إلى مكان استارلنك بشكل يومي، ووصفت مكان تواجد خدمة الاستارلنك بأنه خطر.

أمل الدراسة
ويرى الطالب بمدرسة خالد بن الوليد في ولاية الخرطوم، مجاهد موسى، أن فتح المدرسة ساعدهم كثيرًا، خاصة في ملء الفراغ الذي كان يسيطر على يومهم. وأضاف أن بدء العملية التعليمية بمدرسة خالد بن الوليد أشعل فيه شغفًا للدراسة.

وأشار موسى في حديثه لـ”الراكوبة” إلى أن أحد التحديات التي يواجهها هو الجهل، حيث لم يكن هناك أي معلومات جديدة قبل فتح المدرسة، لكن بعد فتحها تغيرت حياته. كما أوضح أن انقطاع خدمات الاتصال والإنترنت والكهرباء أثر عليه، مضيفًا أنه يراجع دروسه مساءً كل يوم.

استئناف التعليم

وقال المتحدث الرسمي باسم لجنة المعلمين السودانيين، سامي الباقر، إن موقفهم من امتحانات الشهادة السودانية يتمثل في ضرورة استمرار العملية التعليمية، لأن توقفها يُعد ضياعاً لمستقبل البلاد، وتوقف التعليم يعني توقف المستقبل بأكمله، ولذلك يجب استئناف العملية التعليمية وفقاً لمبدأ العدالة والشمول.

وأشار الباقر في حديثه لـ”الراكوبة” إلى أهمية مراعاة العدالة في امتحانات الشهادة السودانية، في ظل الصراع بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، مضيفاً أن هناك طلاباً في مناطق سيطرة الدعم السريع وآخرين في مناطق سيطرة الجيش، وهؤلاء الطلاب لم يختاروا ذلك. وحرمانهم من الشهادة السودانية يعتبر معاقبة لهم على أمر لم يكن لهم يد فيه.

وشدد الباقر على ضرورة أن تراعي الجهات المعنية أوضاع الطلاب الموجودين في مناطق النزاع، وطالب بوجود حلول لهذا الأمر. كما ناشد طرفي الصراع بإعلان هدنة لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء السودان، لتمكين الطلاب السودانيين من أداء امتحانات الشهادة السودانية.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر

إقرأ أيضا