آخر الأخبار

مركز الألق: سيدتان فقط في رئاسة التحرير من أصل 17 مؤسسة إعلامية سودانية

شارك الخبر
مصدر الصورة

 

كشفت دراسة حديثة أن أكثر من 90% من المؤسسات الإعلامية السودانية تعاني من نقص كبير في التمثيل الجندري داخل إداراتها، حيث لا تتجاوز نسبة النساء في الهيئات الإدارية لهذه المؤسسات 1%.

أظهرت الدراسة، التي أجراها مركز الألق للخدمات الصحفية، أن امرأتين فقط يشغلن منصب رئاسة التحرير من بين 17 مؤسسة إعلامية شملها المسح.

عُرضت نتائج الدراسة في ورشة عمل أقيمت في مؤسسة طيبة برس بالعاصمة الأوغندية كمبالا، تحت عنوان “تأثير النساء في مسار السلام: القيادة والتمكين الاقتصادي”، بحضور صحفيين يومي السبت والأحد.

اتجاهات الإعلام في التغطية

ركز المسح الذي شمل شهر (أغسطس) من عام 2024 على دراسة السياسات التحريرية المتبعة في المؤسسات الصحفية والمواقع الإخبارية فيما يتعلق بتغطية قضايا النساء.

وشملت الدراسة التي قدمتها الأمينة العامة لمركز الالق، رئيسة تحرير صحيفة الميدان، مديحة عبدالله، تحليل القضايا التي يُركز عليها إعلاميًا، ومدى ارتباط تلك التغطيات بالأحداث الجارية، أو ما إذا كانت هناك متابعة مستمرة لقضايا المراة بمختلف فئاتها الاجتماعية.

كما تطرق المسح إلى مدى الاهتمام بالفئات الاجتماعية المختلفة من النساء والأسباب التي تقف وراء منح الأولوية لبعض القضايا دون غيرها.

بالإضافة إلى ذلك، بحث المسح في مدى التنسيق بين المؤسسات الصحفية والمنظمات المدنية، والشراكات التي تجمع بينهما ومدى نجاح تلك الشراكات في تعزيز تغطية قضايا النساء.

كما تناول المسح الأسئلة المتعلقة بالهيكلية الإدارية للمؤسسات الإعلامية وعدد الصحفيين والصحفيات العاملين فيها، بهدف تقييم مستوى المساواة الجندرية داخل هذه المؤسسات وتأثير ذلك على اتخاذ القرار.

أُرسل الاستبيان إلى 17 مؤسسة صحفية وموقعًا إخباريًا، واستجابت 13 مؤسسة، ما أتاح رؤية شاملة حول توجهات الإعلام تجاه قضايا النساء خلال تلك الفترة.

نتائج المسح

أظهرت النتائج أن معظم التغطيات الإعلامية تركزت على أوضاع النازحين واللاجئين داخل وخارج السودان، حيث تم تناول أوضاع النساء والأطفال ضمن التقارير الصحفية.

غير أن غالبية المصادر والإفادات التي استندت إليها التقارير جاءت من رجال، فيما لم تُجرَ سوى مقابلات محدودة مع النازحات واللاجئات.

كما برزت تغطية قضايا العنف الجنسي والاغتصاب بشكل كبير في المؤسسات المستهدفة بالمسح، معتمدة في ذلك على تقارير دولية ومحلية، وإلى جانب ذلك، نالت أخبار المجاعة اهتمامًا واسعًا، استنادًا إلى تقارير منظمات حقوقية ودولية.

رغم هذا الاهتمام بالقضايا الإنسانية، أشارت الدراسة إلى أن العديد من المواقع الإخبارية، ورغم إعلان التزامها بحقوق الإنسان وحقوق النساء والأطفال في ديباجاتها، إلا أن تغطياتها الصحفية لم تؤكد على هذه الالتزامات بشكل واضح.

وفي كثير من الحالات، اُدرجت قضايا النساء ضمن تغطيات أوسع حول النازحين واللاجئين، دون تخصيص تقارير مستقلة تركز على الانتهاكات التي يتعرضن لها.

نقص في تغطية المبادرات النسوية

واحدة من أبرز النقاط التي كشفت عنها الدراسة هي غياب التغطية الإعلامية للمبادرات النسوية والعمل النسائي من أجل وقف الحرب، حيث لم تحظَ هذه الجهود بالاهتمام الكافي خلال فترة الرصد، وكذلك لم يُسلط الضوء على مساهمات النساء في العمل الطوعي والحقوقي وغرف الطوارئ.

وركزت المؤسسات الإعلامية التي شاركت في المسح، إلى حد كبير، على عرض النساء كضحايا للحرب، مع إبراز الدور الإنجابي للمرأة بشكل أكبر، وهو ما يعكس استمرارية الصورة النمطية للنساء في وسائل الإعلام.

كما بررت إحدى الصحف ضعف التعامل مع النساء كمصادر للمعلومات بأن وجودهن في مواقع اتخاذ القرار في الأحزاب ضعيف، رغم أنها تسعى لإبراز آراء النساء الخبيرات في المجتمع المدني.

أحداث لم تحظَ بالاهتمام الكافي

سلطت دراسة مركز الألق الضوء على حدثين لم يحظيا بالتغطية الإعلامية المناسبة، الحدث الأول هو البيان الختامي الصادر من الشركاء الدوليين عقب محادثات جنيف في 22 أغسطس 2024، والذي دعا إلى حماية المدنيين وضمان مشاركة النساء في مفاوضات السلام.

هذا  البيان وفقاً  للمسج، نُشر فقط في صحيفة سعودية واحدة (الأخبار)، فيما لم تلتفت إليه معظم وسائل الإعلام السودانية.

الحدث الثاني تمثل في زيارة القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان لإحدى مناطق الولاية الشمالية في 29 أغسطس 2024، حيث طالبت مجموعة من النساء بوقف الحرب.

ورغم أهمية هذه المطالبة التي تعبر عن صوت ملايين السودانيين المتعبين من الصراع، لم تغطِ الحدث سوى صحيفة واحدة وأورده موقع إخباري واحد، بعد أن أصبح “ترند” على وسائل التواصل الاجتماعي. وبعض الصحف نشرت أخبار زيارة البرهان، لكنها تجاهلت احتجاج النساء.

تغطية محدودة لمبادرات السلام

ومن بين الأحداث التي لم تحظ بالتغطية الكافية، اجتماع عدد من النساء السودانيات لدعم جهود السلام في القاهرة الذي أوردته فقط صحيفة سودانية واحدة، وموقع “اليونتامس” في 10 نوفمبر 2025.

كما أن مؤتمر كمبالا، الذي عُقد في أكتوبر 2023 تحت عنوان “النساء السودانيات للتأثير على مسار السلام ودعم بناء التحالفات”، لم يُنشر عنه سوى خبر واحد في صحيفة سودانية، رغم أهمية المؤتمر الذي قدّم رؤية نسائية حول السلام في السودان.

المبادرات النسوية لوقف الحرب

تطرق المسح للمبادرات النسوية التي انطلقت منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، للمساهمة في وقف الحرب، وتقديم الدعم الإنساني والنفسي للنازحين والمعنفات، والمطالبة بإشراكهن في عمليات السلام، من بينها منصة السودان للسلام التي تأسست في مايو 2023 وتضم أكثر من 40 تنظيمًا نسائيًا، وتعمل على إنهاء الحرب، ومراقبة انتهاكات حقوق الإنسان، وتمكين النساء لتحقيق سلام مستدام، وقد ساهمت المنصة في التحضير لمؤتمر كمبالا وأطلقت عدة مبادرات لدعم جهود السلام.

الى جانب ذلك فهنالك حملة “نساء ضد الظلم” التي نشأت في 2017 وتركز حاليًا على توثيق انتهاكات الحرب، والعمل على إيصالها للمحاكم الوطنية والدولية، بالإضافة إلى دعم السلام والمشاركة النسائية في بناء الدولة المدنية، فيما تعمل

مبادرة “مناصرة دارفور” منذ 2023 على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في دارفور، وتقديم الدعم للناجين والناجيات، كما تسعى جمعية “تاء التانيث” النسوية، لتمكين النساء في شمال كردفان والمناطق الأخرى، وتركز على تقديم الدعم النفسي وتوزيع المساعدات الإنسانية.

وهناك مبادرة “أنتي ما براك” التي تأسست في 2023، وتهدف إلى دعم النساء النازحات، وتعزيز جندرة العمل الإنساني بالتنسيق مع 13 منظمة نسوية، أما تجمع كنداكات أم درمان فقد ركز على التحول الديمقراطي وبناء الدولة المدنية، وشارك في قيادة الحراك الثوري ودعوات وقف الحرب.

وتشكلت آلية “معًا نستطيع” بعد اندلاع الحرب، وتضم 28 منظمة نسوية تسعى لتمكين المرأة في عمليات السلام وفقًا للقرار الأممي 1325، كما قدم الاتحاد النسائي السوداني، العديد من المبادرات لدعم النازحين وتحقيق السلام، بما في ذلك تقديم المساعدات وتنظيم فعاليات لدعم حقوق النساء اللاجئات.

وتأسست جمعية “نساء مفكرات” عقب الحرب وتضم 14 خبيرة سودانية، وتهدف لضمان مشاركة النساء في عمليات السلام والمفاوضات، وإيقاف العنف القائم على النوع الاجتماعي، أما الحارسات، فهي منظمة نسوية تأسست خلال الثورة السودانية في 2018، وتركز على دعم النساء والفتيات المتضررات من الحرب عبر تقديم الدعم النفسي والقانوني.

وشمل اليوم الأول للورشة، جلسة عن الجندرة النسوية وأمن وسلامة النساء بين النظرية والواقع، قدمتها دكتورة عائشة الكارب، تناولت فيها مفاهيم الجندر النسوية والقرار 1325، إلى جانب إعلان كمبالا.

دبنقا

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر

إقرأ أيضا