آخر الأخبار

تقارير: حفتر يواصل إمداد قوات «الدعم السريع» بالسلاح رغم الانتقادات

شارك الخبر
مصدر الصورة

منذ بدء الحرب في السودان، اتهم حفتر مرات عديدة بدعم التوتر في المنطقة من خلال تزويد قوات الدعم السريع بالسلاح والعتاد، ورغم نفيه المستمر فإن التقارير الدولية كافة كانت تؤكد صحة هذه الرواية.
ومؤخراً، أكدت صحيفة محلية سودانية ضبط شحنة ضخمة من الأسلحة تتبع “الدعم السريع” في السودان، بعد كمين أشرفت عليه استخبارات الجيش السوداني.

وتضمنت الشحنة، حسب الصحيفة، أكثر من عشرة آلاف قطعة سلاح متنوعة، وذخائر أسلحة متوسطة وثقيلة بكميات ضخمة.
ووفقاً للصحيفة، فإن تقارير الاستخبارات العسكرية السودانية، أكدت تحرك الشحنة قبل أيام من مدينة بنغازي عبر 4 جرارات ضخمة تحمل أسلحة ومعدات حربية، حيث جرى شحنها بواسطة المهرب الليبي “محمود الشامي”.

وكان الشامي مكلفاً بالتسليم لشخص ينتمي لقبيلة القرعان في قاعدة السارة (على بعد 350 كيلومتراً من مدينة الكفرة) يدعى عبد الرحمن أردخي، ليسلمها بدوره إلى محمد بخيت دوديه، وهو تابع لـ “الدعم السريع” وينتمي إلى قبيلة المحاميد.
وكان “دوديه” مكلفاً بتوصيل الشحنة لشخص من قبيلة التاما، يقيم في مدينة أدري التشادية ويدعى منصور آدم أبو دكو. ولفتت الصحيفة السودانية إلى أن المهربين وضعوا شعارات لمنظمات دولية تعمل في مجال العون الإنساني على الجرارات الأربعة، كي تدخل السودان تحت مظلة وستار الإغاثة.
وفي حزيران/يونيو الماضي، نفى اللواء المتقاعد خليفة حفتر، دعم قواته أحد أطراف الحرب الدائرة في السودان، رافضاً اتهامها بذلك.
جاء ذلك في كلمة مصورة لحفتر خلال لقائه برؤساء الأركان ومديري الإدارات في قواته بمناسبة عيد الأضحى نقلتها الصفحة الرسمية لقواته.

وقال حفتر: “هناك من يحاول تسويق الأكاذيب والمعلومات المغرضة حول علاقتنا بأحد الأطراف في السودان، وهي تصريحات مرفوضة جملة وتفصيلاً”.
وقبلها وخلال جلسة لمجلس الأمن، اتهم مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس، كتيبة “سبل السلام” (السلفية) التابعة لقوات شرق ليبيا المتمركزة في مدينة الكفرة (جنوب شرق) المتاخمة للحدود السودانية بإيصال شحنات ذخائر ومدافع هاون لقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

تلك الشحنات، وفق الحارث، مرسلة من قوات اللواء 106 الذي يديره خالد حفتر، نجل قائد قوات شرق ليبيا. وفي هذا الخصوص، قال حفتر: “نحن نحرص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى”.

وادعى أن ذلك “عقيدة ومنهج” تلتزم به قواته “في التعامل مع الدول المجاورة التي تحتم علاقتنا حسن الجوار معها، وأن نكون مع أول الحريصين على تعزيز هذه العلاقات وفقًا لمبدأ الاحترام المتبادل”.

وأوضح حفتر أنه “من منطلق تلك المبادئ، فتحنا حدودنا الجنوبية لمئات الآلاف من الأشقاء السودانيين لإيوائهم وتقديم كل سبل الراحة لهم، ونحن نقدم الغذاء والدواء والكساء لهم وهذا واجبنا، فمرحبا بهم بين أهلهم في بلدهم ليبيا”.
وتابع: “نحن مع وحدة ‎السودان وسلامة أراضيه”. ودعا “السودانيين لوقف الاقتتال والاحتكام لصوت العقل”. وعلى إثرها، أصدر مجلس النواب الليبي بياناً قال فيه إنه “يستغرب ما جاء في كلمة المبعوث السوداني في مجلس الأمن الدولي، حيث زج باسم ليبيا في الصراع المسلح بين الأشقاء السودانيين في الوقت الذي فتحنا فيه -رغم أوضاعنا الصعبة- ذراعينا للإخوة السودانيين”.
وأضاف: “نؤكد أن هذه الاتهامات باطلة، وندعو الإخوة السودانيين إلى إعلاء صوت العقل، ونحن مستعدون لفتح حوار بينهم في ليبيا لحقن الدماء والإصلاح بين الأشقاء”.

وفي شباط/فبراير الماضي، أكد المعهد الألماني للدراسات العالمية والإقليمية، في تقرير حديث نشر قبل يوم واحد، أن عمليات تهريب وقود وسلاح واسعة جرت عبر ليبيا ودول أخرى إلى قوات الدعم السريع في السودان.
وأضاف في تقرير له عن الحرب في السودان، أن مجموعة فاغنر نقلت منذ نيسان/أبريل 2023 منظومات الدفاع الجوي المحمولة والذخيرة إلى قوات الدعم السريع من ليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد.

ولفت المعهد إلى أن حفتر زوّد هذه القوات بالوقود والأسلحة عبر القواعد الجوية والبرية، خاصة قاعدة الويغ بالقرب من الحدود مع تشاد والنيجر، حيث يقود كتائب عدة تنقل الوقود والمعدات الطبية واللوجستية بالتعاون مع فاغنر، وفق المعهد.
وقبل ذلك، كشف تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن قوات الدعم السريع في السودان والميليشيات المتحالفة معها اعتمدت على خطوط إمداد عسكرية جديدة تمر عبر عدة دول من بينها ليبيا، كاشفاً قتل ما بين عشرة آلاف إلى 15 ألف شخص في غرب دارفور العام الماضي.
وقدم التقرير إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بعدما اعتمد على مصادر استخباراتية قورنت مع تقديرات الأمم المتحدة التي تفيد بأن حوالي 12 ألف شخص قتلوا في جميع أنحاء السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 نيسان/أبريل من العام الماضي.

وجاء في تقرير الأمم المتحدة بأن “الدعم السريع” اعتمدت على شبكة مالية معقدة في دعم مجهودها الحربي في السودان بجانب المجتمعات العربية الحليفة، وخطوط الإمداد العسكرية الجديدة التي تمر عبر تشاد وليبيا وجنوب السودان.
واعتمد التقرير على تقارير سابقة كشفت تنفيذ “الدعم السريع” والميليشيات العربية المتحالفة معها أعمال عنف عرقي في غرب دارفور، وانتهاكات ترقى للتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية، ولكن لم ترد إحصاءات عن أعداد القتلى.

القدس العربي

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر

إقرأ أيضا