آخر الأخبار

ماذا بعد سيطرة الجيش السوداني على منطقة جبل موية؟

شارك الخبر
مصدر الصورة

تقرير: رشاحسن

في قلب المعارك التي اندلعت بوحشية في العاصمة الخرطوم وامتدت إلى ولايات السودان المختلفة، استطاعت قوات الدعم السريع بسط سيطرتها على أجزاء واسعة من المدن، بما في ذلك منطقة جبل موية الاستراتيجية بولاية سنار. هذه المنطقة تعتبر شريانًا حيويًا للتجارة والتنقل، حيث تربط بين شرق السودان وولايات النيل الأبيض، الجزيرة، وكردفان. ومع تصاعد المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، شهدنا معارك كرّ وفرّ محمومة انتهت بسيطرة الجيش على جبل موية واندماج قواته من سنار والنيل الأبيض. اليوم، وبعد إعلان فتح طريق ربك-سنار، تتساءل الأصوات: كيف يعيش المواطنون هذه اللحظة الحاسمة؟

“انعكاسات إيجابية”

يصف المواطن المقيم بمدينة الدويم في ولاية النيل الأبيض، يوسف عبد الله، تقدم الجيش في جميع المحاور بأنه خطوة يرضى عنها جميع مواطني الولاية. وأضاف أنهم فرحون جداً بانتصار الجيش في منطقة جبل موية بولاية سنار، متوقعاً انعكاسات إيجابية ستعم ولاية النيل الأبيض في الأيام المقبلة.

وأشار عبد الله في حديثه لـ”الراكوبة” إلى أن القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وجهاز الأمن والمستفرين استطاعوا تحقيق النصر في المنطقة وفتح طريق ربك-سنار، مما يعني عودة الأمن لولايتي النيل الأبيض وسنار، واصفاً طريق جبل موية بالمهم، وأنه سيساعد في انسياب حركة التجارة والبضائع وحركة المواطنين.

وأضاف أن ولاية النيل الأبيض شهدت في الأيام السابقة أزمة في الوقود والغاز والدقيق وكل مقومات الحياة بسبب تواجد الدعم السريع في جبل موية، متوقعاً انفراج هذه الأزمة في الأيام المقبلة، متمنياً تحقيق النصر في مدينة القطينة وجبل أولياء.

“خطوة مهمة”

أما المواطنة المقيمة في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، إشراقة وداعة، فتقول إن فتح طريق ربك-سنار يُعد خطوة مهمة نحو تعزيز البنية التحتية وتحسين الربط بين المدن السودانية. وأضافت أن هذا الطريق سيخدم بشكل كبير في الحركة التجارية والسفر، حيث إنه يربط بين منطقة ربك، المعروفة بكونها مركزًا زراعيًا واقتصاديًا، ومدينة سنار التاريخية التي تُعد أيضًا محورًا زراعيًا هامًا.

وأشارت إشراقة في حديثه لـ”الراكوبة” إلى أن ذلك يعمل على تحسين طرق النقل بين المناطق، ويمكن أن يزيد فتح الطريق من فرص الاستثمار والتبادل التجاري بين المدن، إلى جانب تسهيل حركة الأفراد والبضائع، مما يُساهم في دعم الاقتصاد المحلي والوطني بشكل عام. موضحة أن الطريق يمكن أن يُسهم في تحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة لسكان المناطق المحيطة.

وترى إشراقة أن فتح طريق ربك-سنار من الناحية الاجتماعية يُعتبر تطويرًا سيساعد في تحسين مستوى الحياة في المنطقة.

“انتصارات حاسمة”

يرى المستشار بالأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية، اللواء الدكتور معتصم عبدالقادر، أن العمليات في جبل موية بولاية سنار تشمل سلسلة جبلية ومجموعة قرى تتحكم في الطريق الحيوي الذي يربط ولايتي سنار والنيل الأبيض وينطلق شمالًا إلى ولاية الجزيرة، مما يجعلها منطقة استراتيجية تربط غرب السودان بشرقه ووسطه، وتمتد شمالًا وجنوبًا، ومن يتحكم في هذه المنطقة يتحكم في قلب السودان.

وقال عبدالقادر في حديثه لـ”الراكوبة” إن العمليات العسكرية في هذه المنطقة تزامنت مع عمليات أخرى في شمال دارفور وغرب دارفور ووسط دارفور، وكذلك في محلية بحري ومحلية الخرطوم بولاية الخرطوم. وفي كل هذه المحاور، حققت القوات المسلحة والقوات المساندة لها انتصارات كاسحة، استعادت فيها مساحات شاسعة.

وأضاف أن ذلك جعل قوات الدعم السريع محاصرة، ولم يتبقَّ لها إلا مساحات محدودة مثل المصفاة شمال الخرطوم وأجزاء من ولايتي الجزيرة وجنوب دارفور وشرق دارفور، وكل هذه الجيوب محاصرة بالعديد من التحركات والغطاء الجوي، منتظرين التوقيت المناسب للقضاء على ما تبقى من شراذم التمرد المتفرقة.

وأوضح أن الدعم السريع فقدت قيادتها الميدانية، وأغلقت عليها الحدود الغربية، مما حرمها من الإمداد البشري والمادي، كما تراجعت عنها الدول الداعمة والراعية لفشلها العسكري.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر

إقرأ أيضا