شارع النيل مدني .. ملتقى ومصدر رزق للنازحين من حرب الخرطوم

مصدر الصورة

ود مدني : الراكوبة

أصبحت مدينة ود مدني بولاية الجزيرة جنوب الخرطوم مقصداً لآلاف الأسر الهاربة من جحيم الحرب في السودان، وصار شارع النيل بالمدينة ملجأ وملاذاً ومصدر رزق للنازحين الفارين من ويلات الصراع المسلح.

ويشهد شارع النيل في فترة المساء تجمعات كبيرة، ونشط المئات في بيع القهوة والشاي والعصائر الباردة والزلابية والشطائر بجانب الصبية الذين يسوقون (الحلويات، البسكويت، السجائر، المياه الغازية، الفول والتسالي) وغيرها من لوازم (التسلية).

ويمثل شارع النيل أحد أهم معالم المدينة للزوار خصوصا الأجانب لاكتشاف جمال الطبيعة الخلابة والتعرف على المناطق الحيوية في البلاد.

أعمال وأرزاق

كبدت الحرب في السودان آلاف المواطنين خسائر فادحة، وفقد كثيرون مصادر رزقهم في العاصمة الخرطوم، وبعد الانتقال إلى مدينة ود مدني شرع الغالبية في البحث عن مصادر جديدة للتغلب على ظروف الحرب القاسية التي باتت تلاحقهم أينما حطت رحالهم.

الفاضل حسن – معلم بمرحلة الأساس قدم إلى مدينة ود مدني ليتخذها مقراً له بعد خروج أسرته قسراً من منزلهم في مدينة أم درمان، دفعته الظروف إلى امتلاك دكانة صغيرة، يبيع عليها البسكويت وعلب السجائر والأدوات المكتبية لمساعدة أسرته في توفير الاحتياجات اليومية.

يقول الفاضل لـ (الراكوبة) : لم اتسلم راتبي منذ ستة أشهر، ولدي التزامات أسرية يومية، ولذلك كان لا بد من البحث عن عمل شريف لمساعدة أسرتي الصغيرة.

ويضيف : عدد كبير من الأسر النازحة وجدت ملاذاً في شارع النيل للعمل بمهن متعددة لإعانة العائلات التي أجبرت على النزوح الجماعي بعد وقوع إعداد من القتلى والجرحى وسط المدنيين في ولاية الخرطوم.

مشروع جديد

في حين اشترت ربة المنزل نهى النور ماكينة تعد القهوة والمشروبات الساخنة واستغلت سيارتها لكسب الرزق.

تقول نهى لـ (الراكوبة) : تتكون الماكينة من جزء مخصص لإعداد الشاي والقهوة وآخر للكابتشينو، ومكان في الأسفل توضع فيه المواد الخام إضافة إلى الأكواب، بدأت مشروعي منذ خمسة أشهر ويمكنني أن أعيش من خلاله وليس من الضروري أن أدخر، يكفي أن أحصل على قوت أسرتي الصغيرة.

وتابعت : مقارنة مع غيري أرى نفسي محظوظة لأن لدي سيارة أستطيع العمل عليها، حتى وإن كان ذلك يعود علي بمبالغ زهيدة مقارنة بما كنت أجنيه قبل الحرب، أعمل لأعيش وأحاول توفير وتأمين ما يلزم لإعالة أطفالي.