آخر الأخبار

كيف توظف واشنطن مصادرة ناقلات نفط فنزويلا في صراعها مع الصين؟

شارك
ناقلة نفط تابعة لشركة النفط الفنزويلية PDVSA - حساب الشركة على فيسبوك

صادرت الولايات المتحدة ناقلة نفط تحمل الخام الفنزويلي الخاضع للعقوبات، في إطار حملة متصاعدة تستهدف ما يُعرف بـ"أسطول الظل" الذي ينقل النفط إلى الأسواق العالمية، وعلى رأسها الصين.

قد تؤدي الحملة الأميركية المتصاعدة لمصادرة ناقلات النفط الفنزويلية إلى تصعيد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، إذا ما طالتها هذه الحملة العسكرية.

أوقفت السبت الماضي الناقلة "Centuries" التي ترفع علم بنما، بعد تحميلها شحنة من خام "ميري" الفنزويلي، ما أثار غضب بكين التي اعتبرت الإجراء انتهاكاً للقانون الدولي. هذه العملية تأتي ضمن سياسة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرامية إلى خنق صادرات النفط الفنزويلي، في محاولة لتضييق الخناق على نظام نيكولاس مادورو.

أشار خبراء الشحن البحري إلى أن واشنطن استندت في هذه المصادرة إلى اتفاقية "سالاس-بيكر" الموقعة عام 2002، والتي تمنحها حق تفتيش السفن التي ترفع علم بنما خلال ساعتين من الإخطار. وبحسب بيانات شركة "كبلر"، هناك 23 ناقلة ضمن "أسطول الظل" في المنطقة الاقتصادية الفنزويلية، ثلاث منها ترفع علم بنما وتحمل شحنات نفطية خاضعة للعقوبات، ما يجعلها أهدافاً محتملة لعمليات مشابهة، وفقاً لما ذكرته شبكة "CNBC"، واطلعت عليه "العربية Business".

قال كبير محللي المخاطر في "كبلر"، ديميتريس أمباتزيديس، إن ناقلات مثل "راغنار" و"بالسا" و"لاركو" التي غادرت فنزويلا منتصف ديسمبر، تواجه خطر المصادرة إذا حاولت الإبحار نحو وجهاتها النهائية.

لكن البعد الأخطر لهذه الحملة، وفق خبراء، يتمثل في انعكاساتها على الصين، التي تستحوذ على نحو 76% من صادرات النفط الفنزويلي المخفض السعر، وهو خام ثقيل يناسب مصافيها. "كلما طال أمد هذه العمليات، زادت الضغوط على بكين، التي ستضطر لتعويض النقص عبر شراء النفط الروسي أو من الشرق الأوسط بأسعار أعلى"، بحسب آرون روث، الخبير الأمني في مجموعة "تشيرتوف".

أنتجت فنزويلا حتى الآن نحو 900 ألف برميل يومياً من الخام والمكثفات في 2025، أي ما يعادل 1% من الإمدادات العالمية، فيما تراجعت واردات الولايات المتحدة إلى نصف مستويات العام الماضي، مقابل استمرار الصين في استيراد الحصة الأكبر.

الناقلة "Centuries" ليست جديدة على هذه العمليات؛ فقد رصدتها "كبلر" سابقاً وهي تنقل شحنات فنزويلية إلى ميناء يانتاي في الصين عام 2020، كما تورطت في عمليات نقل مشبوهة قبالة سواحل ماليزيا. بيانات الأقمار الصناعية أظهرت أن الناقلة أخفت موقعها عبر إشارات مموهة قبل تحميلها في ميناء "خوسيه" الفنزويلي، قبل أن تغادر متجهة نحو آسيا.

إلى جانب البعد النفطي، تأتي هذه التطورات وسط خلافات أميركية-صينية حول النفوذ في قناة بنما، حيث تملك شركات صينية موانئ استراتيجية على طرفي القناة، في وقت تسعى واشنطن لإعادة فرض سيطرتها على الممر الحيوي. صفقة بيع موانئ "بالوا" و"كريستوبال" لشركات أميركية وأوروبية تعثرت مؤخراً بسبب اعتراضات بكين، التي تدفع باتجاه دخول شركة "كوسكو" الحكومية في الصفقة، ما يثير مخاوف أميركية من منح الصين "نقطة خنق" في سلاسل الإمداد العالمية.

بدوره، يرى الرئيس التنفيذي لشركة "إكسيغر"، براندون دانيلز، أن استخدام واشنطن لاتفاقيات التفتيش مع بنما في هذه المصادرات قد يُقرأ في بكين كجزء من معركة النفوذ على القناة.

وقال دانيلز: "الصين قد تعتبر ذلك تجاوزاً، لكن الولايات المتحدة تصفه بأنه مكافحة لتهريب النفط وتكتيكات أسطول الظل"، مضيفاً أن بنما تحاول الحفاظ على حيادها رغم الضغوط المتزايدة من الطرفين.

في المحصلة، تبدو أزمة ناقلات النفط الفنزويلية مرشحة لتتحول إلى ورقة ضغط في لعبة الشد والجذب بين واشنطن وبكين، حيث تختلط الجغرافيا السياسية بالمصالح الاقتصادية في واحدة من أكثر الملفات سخونة على خارطة الطاقة العالمية.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا