آخر الأخبار

السودان.. كتيبة البراء "الإخوانية" تعود للتحشيد

شارك
قائد كتيبة البراء، الجناح المسلح للإخوان، المصباح طلحة

بعد أقل من 4 أشهر من إعلان كتيبة البراء، الجناح المسلح لتنظيم الإخوان، الخروج من المشهد العسكري والانخراط في العمل المدني، ظهر قائدها المصباح طلحة الأسبوع الماضي في إحدى مدن شمال السودان، محاطا بضباط بلباس الجيش، ومخاطبا المجندين، ومستدعيا شعارات دينية كانت المغذي الرئيسي للحرب، التي شهدها السودان في التسعينيات، وأدت إلى مقتل مئات الآلاف وانتهت بتقسيم السودان إلى شقين شمالي وجنوبي.

فمن أين تستمد الكتيبة نفوذها وكيف تعمل على استعادة قوتها العسكرية وما المآلات التي يمكن أن تنجم عن ذلك؟

في خضم الاتهامات المتزايدة التي واجهتها بارتكاب انتهاكات خطيرة في حق المدنيين في الخرطوم وعدد من مناطق البلاد، وإدراج قائدها في قائمة العقوبات الأميركية، أعلنت الكتيبة، المتهمة بإشعال الحرب المستمرة في البلاد منذ منتصف أبريل 2023، وبارتباطها بتنظيم داعش، التخلي عن السلاح والتحول إلى العمل المدني. وهي خطوة وصفت في حينها بأنها "تكتيت خادع"، وبالفعل عادت الكتيبة في أكتوبر لعمليات التحشيد والتجنيد، وكثف قائدها المصباح طلحة من ظهوره الإعلامي في معسكرات جديدة أقامتها الكتيبة مؤخرا في عدد من مناطق الولاية الشمالية.

عودة قوية

تظهر مقاطع الفيديو التي نشرتها الكتيبة خلال الأسبوع الماضي، المئات من المجندين الجدد الذين يتلقون تدريباتهم في مراكز موزعة على عدد من مناطق ومدن الولاية الشمالية.

وقال يوسف حسن، أحد الناشطين الشباب في منطقة دنقلا بالولاية الشمالية، إن هنالك تزايدا ملحوظا في تحركات الكتيبة داخل مدن الولاية.

وأوضح لموقع "سكاي نيوز عربية": "الكثير من الشباب يحجمون عن الاستجابة ويعرفون الأبعاد التي تسعى لها الكتيبة لكن حالة الفراغ واليأس التي يعيشها البعض تدفعهم للالتحاق بتلك المعسكرات.. يلتحق القليل من الشباب بتلك المعسكرات لقناعات خاصة بهم، لكن الغالبية تسعى للحصول على المكافآت المالية والنفوذ الأمني".

وتشير الكاتبة صباح محمد الحسن، إلى أن الخطوة التي اتخذتها الكتيبة في يوليو كانت في إطار "تكتيك الخديعة" الذي يريد تنظيم الإخوان من خلاله الإيحاء بالانسحاب ظاهريا من العمل العسكري في حين أنه كان يعمل خلف الكواليس لتشديد قبضته المسلحة.

وأوضحت لموقع "سكاي نيوز عربية": "دخلت كتيبة البراء الحرب بكل ثقلها لتنفيذ المخطط الإخواني السياسي والأمني.. وعندما تكشفت انتهاكاتها وزاد عليها الضغط الدولي والمحلي، أرادت خداع الناس بالظهور بشكل جديد لكنها في الواقع كانت تواصل عملية التحشيد والتجنيد".

إضرار بالجيش

تأتي تحركات كتيبة البراء الجديدة في ظل مخاوف كبيرة من الأضرار الكارثية التي تقع على الجيش جراء ارتباطه بمجموعات تعتبر في نظر المجتمع الدولي، مجموعات متطرفة وتشكل خطرا على الأمن والسلم الدوليين.

وقال مسعد بولس مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تصريحات صحفية إن هناك إجماعا دوليا على ضرورة فك ارتباط الجيش بالمجموعات المتطرفة المنتمية لنظام المؤتمر الوطني - الجناح السياسي لتنظيم الإخوان.

وتنفي قيادات الجيش أي علاقة لها بمجموعات متطرفة، لكن الولايات المتحدة أكدت في سياق قرارها بفرض عقوبات على كتيبة البراء إن تلك العقوبات تهدف إلى الحد من نفوذ المجموعات المتطرفة داخل السودان وكبح أنشطة إيران الإقليمية.

وتتهم كتيبة البراء بارتكاب انتهاكات واسعة، وهو ما زاد من المخاوف على سمعة الجيش، خصوصا في ظل النفوذ القوي الذي تتمتع به كتيبة البراء داخل الجيش، وهو ما عبر عنه قائد الكتيبة عندما قال خلال مخاطبته لمجندين جدد في منطقة حلفا بالولاية الشمالية: "ليست هنالك جهة تستطيع أن تلجمنا".

وفي سبتمبر، اتهم تقرير بعثة تقصي الحقائق المشكلة من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الجيش والمجموعات المقاتلة معه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وشملت تلك الانتهاكات تصفيات وعمليات قتل خارج القانون راح ضحيتها العشرات في جنوب وشرق العاصمة السودانية الخرطوم في مارس الماضي.

وقالت منظمة حقوق الإنسان "هيومن رايتس ووتش" إن تحقيقات أجرتها، أكدت تورط كتيبة البراء ومجموعات أخرى متحالفة مع الجيش في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ولاية الجزيرة راح ضحيتها أكثر من 300 شخص.

ويحذر الأمين العام للقيادة المركزية للضباط المتقاعدين محمد نور من التداعيات الخطيرة التي تنجم عن الانتهاكات التي ترتكبها المجموعات المتطرفة التي تقاتل مع الجيش. ويقول لموقع "سكاي نيوز عربية": "استخدام أبعاد أيديولوجية شكل خطرا كبيرا على الجيش وأخرجه عن مساره المهني".

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا