في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في تطور يُوصف بأنه من أخطر الملفات الأمنية في الشمال السوري، بدأت السلطات السورية حملة لتصفية ملف المقاتلين الأجانب في محافظة إدلب، في خطوة وُصفت بأنها "الأكثر حساسية وتعقيداً" منذ وصول الحكومة الجديدة إلى السلطة في دمشق.
فقد شنّ الأمن السوري حملة واسعة ضد مجموعات مقاتلة من الجنسية الفرنسية في ريف إدلب، وتحديداً في مخيم حارم، حيث دارت اشتباكات عنيفة تخللتها مفاوضات انتهت بتسليم زعيم تلك المجموعات، "عمر أومسن"، فتاةً كانت مختطفة، ضمن اتفاق شمل أيضاً نزع سلاح مجموعته.
وانسحب الأمن الداخلي لاحقاً من محيط المخيم مع الإبقاء على بعض الحواجز لتأمين المنطقة.
الهدف المعلن من العملية هو القبض على قادة هذه المجموعات، وعلى رأسهم "عمر أومسن"، الذي ارتبط اسمه منذ سنوات بتقارير تتعلق بالإرهاب والخطف والابتزاز، ما يجعل هذه العملية بداية لمرحلة جديدة من المواجهة مع المقاتلين الأجانب المنتشرين في الشمال السوري.
وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أحمد رحال، في مقابلة مع سكاي نيوز عربية من إسطنبول، إن ما يجري في إدلب هو بداية لمسار طويل ومعقّد، وليس نهاية هذا الملف المتشابك.
وأضاف العميد رحال خلال حديثه لغرفة الأخبار:
ويرى رحال أن اختيار إدلب كنقطة انطلاق لهذه العمليات لم يكن عشوائياً، بل يعود إلى كونها مركز الثقل للمجموعات الأجنبية ومعسكراتها الأساسية، قائلاً: "كل تجمعات المقاتلين الأجانب موجودة في إدلب وأرياف الساحل، ولذلك بدأت العملية من هناك، واختير الفصيل الأضعف كبداية."
وأضاف أن هذه الخطوة "قد تكون البداية، لكنها تنذر بعواقب كبيرة جداً قد تشمل تفجيرات وعمليات انتقامية، إذ رفعت معظم المجموعات الأجنبية جاهزيتها في أكثر من منطقة بما فيها دمشق".
وأشار رحال إلى أن العملية الأمنية الحالية "كشفت عن مؤشرات على وجود غرفة عمليات مشتركة بين تلك الجماعات، ما يعني أن المرحلة المقبلة قد تشهد توحيداً نسبياً للصفوف ضد الحكومة السورية الجديدة.
أما عن التحديات السياسية والأمنية أمام الحكومة السورية برئاسة أحمد الشرع، فقال العميد رحال إن الرئيس الجديد "يواجه ضغوطاً غير مسبوقة من قوى دولية وإقليمية تطالبه بحسم هذا الملف، إلى جانب ضغوط داخلية من مجموعات متشددة ترفض الانضمام إلى الجيش السوري أو الانخراط في مؤسسات الدولة، مضيفا:
وحول استمرار الدعم الخارجي لهذه المجموعات، أوضح العميد رحال أن الدعم لم ينقطع كلياً رغم الوعود والاتفاقات الدولية، قائلاً:
واختتم رحال حديثه بالتأكيد على أن ما يجري في إدلب ليس سوى بداية "عملية طويلة وصعبة"، وأن نجاحها يتوقف على قدرة الحكومة السورية على تحقيق توازن بين الأمن والسياسة، وبين الالتزامات الدولية والمصالح الداخلية، قائلاً: "القيادة السورية تدرك أن الطريق نحو الاستقرار يبدأ من إدلب، لكن نهايته ما زالت مجهولة".