تمديد وقف إطلاق النار بين باكستان وأفغانستان وهدوء حذر يسود معبر سبين بولدك | تقرير: سمير النمري#الأخبار pic.twitter.com/YGO7RmhY7N
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 18, 2025
ينتظر أن تنطلق -اليوم السبت- في العاصمة القطرية الدوحة مفاوضات بين باكستان وأفغانستان لتثبيت وقف إطلاق النار وحل القضايا الخلافية بعد الاشتباكات العنيفة بين البلدين، في وقت أفاد فيه مسؤول أفغاني بمقتل وجرح عشرات المدنيين في قصف باكستاني شرقي البلاد.
وقالت الخارجية الباكستانية إن وزير الدفاع خواجه آصف يترأس وفدا لإجراء مباحثات مع ممثلي حركة طالبان في الدوحة اليوم.
وأضافت الوزارة -في بيان- أن المحادثات ستركز على اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء ما سمته الإرهاب المنطلق من أفغانستان واستعادة السلام والاستقرار على طول الحدود الباكستانية الأفغانية.
وكان مراسل الجزيرة في باكستان نقل عن مصدر حكومي مطلع أن وزير الدفاع الباكستاني خواجه آصف ورئيس الاستخبارات الجنرال عاصم مَلَك سيقودان اليوم في الدوحة الوفد الباكستاني في المفاوضات مع الجانب الأفغاني.
في الجانب الآخر، قال المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد إن وزير الدفاع محمد يعقوب مجاهد توجه إلى الدوحة في ضوء الوعد بإجراء مفاوضات مع الجانب الباكستاني، مضيفا أن قوات بلاده ستمتنع عن أي تحركات جديدة.
وأضاف مجاهد أن أفغانستان تؤمن بالحل السلمي والأمن الإقليمي، معتبرا أن ما يحدث "نتيجة عدوان باكستاني".
كما قالت الإذاعة الأفغانية إن وزير الدفاع والمدير العام للاستخبارات غادرا صباح اليوم إلى قطر لإجراء مفاوضات مع باكستان.
وعشية مفاوضات الدوحة، اتهم وزير الدفاع الباكستاني خواجه آصف أفغانستان بمحاربة بلاده نيابة عن الهند، وتحدث عن 10 آلاف هجوم تعرضت لها بلاده منذ تولي حركة طالبان السلطة في أفغانستان عام 2021، مما أسفر عن مقتل 3844 من المنتسبين للجيش وقوى الأمن.
في الإطار نفسه، قال قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير إن الهند "تواصل نهج الإرهاب وتستخدم الإرهابيين في أفغانستان مقاتلين مأجورين"، وفق تعبيره.
واندلعت المواجهة العسكرية إثر هجمات قتل فيها جنود باكستانيون، ويعتقد أن حركة طالبان باكستان نفذتها، وتتهم باكستان أفغانستان بإيواء جماعات مسلحة، في حين تنفي كابل ذلك.
وتزامنا مع توجه وفد باكستاني وآخر أفغاني إلى الدوحة، قال مسؤول حكومي أفغاني للجزيرة إن 17 شخصا قتلوا وأصيب 14 آخرون إثر غارة باكستانية على ولاية بكتيكا شرقي أفغانستان.
وكانت مصادر في الحكومة الأفغانية قالت للجزيرة قبيل ذلك إن قوات الجيش الأفغاني ردّت على قصف شنّه الجيش الباكستاني على منطقتي أورغون وبارمال في ولاية بكتيكا.
وأضافت المصادر أن القصف استهدف منزلا، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، بينهم 8 من لاعبي فريق الكريكيت.
ووقع القصف الأخير على الرغم من الهدنة التي توصل إليها الطرفان أمس الجمعة وجرى تمديدها، وذلك بعد أيام من القصف المتبادل عبر الحدود والغارات الجوية على مواقع، بعضها في العاصمة الأفغانية كابل.
وكان مراسل الجزيرة نقل عن مصادر في الخارجية الباكستانية أنه تم تمديد وقف إطلاق النار بين البلدين بناء على طلب من الجانب الأفغاني حتى انتهاء المفاوضات.
وأسفرت الاشتباكات خلال الأيام الماضية عن مقتل عشرات الجنود والمدنيين من الطرفين، وأدت إلى نزوح عشرات الآلاف، وإغلاق المعابر الحدودية.
وتشهد منطقة معبر "سبين بولدك" الحدودي حالة من التوتر، إذ أفاد مراسل الجزيرة بأن السلطات الباكستانية فتحت المعبر من جانب واحد لإعادة اللاجئين الأفغان، في حين لا يزال عبور الشاحنات والأفراد في الاتجاهين متوقفا، مع استمرار نزوح المواطنين نحو مناطق أكثر أمنا عقب المواجهات الأخيرة.
في الأثناء، قررت الحكومة الباكستانية عدم تمديد مهلة إبقاء اللاجئين الأفغان في باكستان.
وقالت رئاسة الوزراء الباكستانية -في بيان- إنه سيُزاد عدد نقاط خروج اللاجئين الأفغان من باكستان لتسريع عملية إخراجهم.
كما أعلنت الحكومة الباكستانية في الاجتماع الخاص الذي عقدته بحضور قائد الجيش ورؤساء الحكومات المحلية في الأقاليم أنه تمت بالفعل إعادة 1.5 مليون لاجئ أفغاني في وقت سابق.
وكانت باكستان رفعت بحلول سبتمبر/أيلول الماضي وتيرة إعادة اللاجئين الأفغان إلى بلادهم بعد أن انتهت صلاحية إقامة كثيرين منهم.