كشف القيادي في حركة حماس طاهر النونو، اليوم الأربعاء، عن آخر التطورات المتعلقة بالمفاوضات الجارية في مدينة شرم الشيخ المصرية، والرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار في غزة.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو، في تصريحات نشرتها حماس عبر قناتها على منصة "تلغرام": "وفد الحركة قدّم الإيجابية والمسؤولية اللازمة لإحراز التقدم المطلوب وإتمام الاتفاق"، مشيراً إلى أن الوسطاء يبذلون جهوداً كبيرة لإزالة أي عقبات، أمام خطوات تطبيق وقف إطلاق النار.
وأضاف: "روح من التفاؤل تسري بين الجميع"، منوهاً إلى أن المفاوضات تركزت حول آليات تنفيذ إنهاء الحرب، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع وتبادل الأسرى.
وذكر طاهر النونو أنه "تم اليوم تبادل قوائم الأسرى المطلوب إطلاق سراحهم، وفق المعايير والأعداد المتفق عليها، وتتواصل اليوم المفاوضات غير المباشرة بمشاركة جميع الأطراف والوسطاء".
وفي تصريحات صباح الأربعاء، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي تستضيف بلاده المفاوضات، إنه سمع "أشياء مشجعة للغاية" عن محادثات شرم الشيخ، ودعا السيسي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى حضور مراسم توقيع الاتفاق "حال التوصل إليه".
وكانت حركة حماس قد شددت على وجوب توفير ضمانات بأن يؤدي أي اتفاق، يتم التوصل إليه، إلى وضع حدّ نهائي للحرب التي تسببت بدمار هائل وأزمة إنسانية كارثية في القطاع.
وقال كبير مفاوضي الحركة في شرم الشيخ، خليل الحية، إن حماس "تريد ضمانات من الرئيس ترامب والدول الراعية لتنتهي الحرب إلى الأبد".
وأضاف الحية، في تصريحات لقناة القاهرة الإخبارية، شبه الرسمية: "الاحتلال الإسرائيلي جرّبناه، لا نضمنه ولا للحظة. الاحتلال الإسرائيلي عبر التاريخ لا يلتزم بوعوده، لذلك نريد ضمانات حقيقية من الرئيس ترامب ومن الدول الراعية. ونحن جاهزون بكل إيجابية للوصول إلى إنهاء الحرب".
في غضون ذلك، أكد مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات، لوكالة فرانس برس، أن حماس ناقشت خلال المباحثات في شرم الشيخ "الخرائط المبدئية التي قدّمها الجانب الإسرائيلي للانسحاب، إضافة إلى آلية تبادل الأسرى والمواعيد".
وقال إن "حماس تصر على ربط مواعيد تسليم الأسرى مع مواعيد الانسحابات الإسرائيلية".
وصل ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، مبعوثا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى مدينة شرم الشيخ المصرية صباح الأربعاء، للانضمام إلى المفاوضات.
وتهدف المفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين لدى حماس، وإنهاء الحرب التي تجاوزت الآن العامين، وذلك في إطار خطة من 20 بنداً طرحها الرئيس ترامب.
وبدأت المحادثات غير المباشرة بين المفاوضين الإسرائيليين وحماس يوم الاثنين، وأحرزت بعض التقدم، لكنّ مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قالوا إن المفاوضات لن تصل إلى مرحلة حاسمة إلا بوصول ويتكوف وكوشنر، حسبما ذكر موقع أكسيوس الأمريكي.
ومن المقرر أن ينضم إلى المباحثات، الأربعاء، أيضاً رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات التركية، إبراهيم كالين.
قال الرئيس ترامب إن هناك "فرصة حقيقية" للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب التي دخلت عامها الثالث.
وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي، الثلاثاء: "هناك فرصة حقيقية لنقوم بأمر ما. أعتقد أن هناك احتمالاً لإرساء السلام في الشرق الاوسط. إنه أمر يتجاوز حتى الوضع في غزة. نريد الإفراج فوراً عن الرهائن".
وشدد الرئيس الأمريكي على أن بلاده "ستبذل كل ما هو ممكن، للتأكد من التزام كل الأطراف بالاتفاق" في حال التوصل إليه بهدف إنهاء الحرب.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن خطة ترامب تحقق أهداف إسرائيل من الحرب.
وتعهد نتنياهو، في كلمة مساء الثلاثاء، بتحقيق كل هذه الأهداف بدءاً بضمان الإفراج عن جميع الرهائن، وذلك تزامناً مع إحياء الذكرى السنوية الثانية لهجوم حماس على إسرائيل.
وقال نتنياهو: "نعيش أياماً مصيرية وحاسمة، وسنواصل العمل لتحقيق جميع أهداف الحرب: إعادة جميع المختطفين، والقضاء على حكم حماس، وضمان ألّا يشكّل قطاع غزة تهديداً لإسرائيل مرة أخرى".
أدى وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، الصلاة في باحات المسجد الأقصى بالقدس، اليوم الأربعاء، داعياً رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى تحقيق "نصر كامل" على حماس في غزة.
وفي مقطع فيديو بُثّ من على أطراف المسجد، قال بن غفير إنه بعد عامين من هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي أشعل فتيل حرب غزة، تُحقق إسرائيل "نصراً" في الحرم القدسي، المعروف لدى اليهود باسم جبل الهيكل، ولدى المسلمين باسم الحرم القدسي الشريف.
وأظهره مقطع فيديو ثانٍ وهو يصلّي في الحرم، في تحدٍ جديد لمفهومٍ سائد منذ عقود، يسمح فقط للمسلمين بالصلاة في الموقع.
وقال بن غفير في مقطع فيديو نشره حزبه "القوة اليهودية": "كل بيت في غزة يحمل صورة لجبل الهيكل، واليوم، بعد عامين، ننتصر في جبل الهيكل. نحن أصحاب جبل الهيكل".
وأضاف: "أدعو الله أن يسمح رئيس وزرائنا بتحقيق نصر كامل في غزة أيضاً بتدمير حماس، وبعون الله سنعيد الرهائن، وسنحقق نصراً كاملاً".
من جانبها، نددت حركة حماس بـ"اقتحام" إيتمار بن غفير باحات المسجد الأقصى، معتبرة ذلك "خطوة استفزازية متعمدة".
وقالت في بيان: "أقدم اليوم وزير أمن الاحتلال المتطرّف، إيتمار بن غفير، على اقتحام المسجد الأقصى المبارك، على رأس مجموعات من المستوطنين، في خطوة استفزازية متعمّدة"، تعكس "العقلية الفاشية التي تحكم حكومة الاحتلال، وتتعمد المسَّ بحرمة الأقصى ومشاعر المسلمين في العالم".