آخر الأخبار

نتنياهو "المتنمر الإقليمي".. يخوض حروبا ويخسر العالم

شارك
بنيامين نتنياهو

بينما تحاول واشنطن الدفع نحو اتفاق ينهي حرب غزة، تعيش إسرائيل تحولا عميقا في رؤيتها لنفسها، فهي باتت تعتمد أكثر على قوتها العسكرية، حتى لو أدى ذلك إلى مزيد من العزلة الدولية.

وبعد عامين من العمليات العسكرية المتواصلة من غزة إلى لبنان وسوريا، تبدو تل أبيب في حالة إنهاك سياسي وعسكري.

ويرى محللون أن الحكومة الإسرائيلية لم تعد تميّز بين استخدام القوة للدفاع عن النفس وبين استخدامها لفرض الهيمنة المستمرة في المنطقة.

هذا التحول، كما تراه الكاتبة والمحللة السياسية مايراف زونسزاين، لا يقتصر على أداء حكومة بنيامين نتنياهو، بل يعكس ذهنية إسرائيلية عامة باتت ترى الأمن في الحرب الدائمة لا في التسويات.

نتنياهو "متنمر إقليمي"

تقول زونسزاين، كبيرة المحللين المعنيين بإسرائيل في مجموعة الأزمات الدولية وكاتبة الرأي في "نيويورك تايمز"، إن الهجوم الإسرائيلي على قادة حركة حماس في الدوحة في 9 سبتمبر مثّل لحظة كاشفة.

فبعد العملية، قال مسؤول إسرائيلي لموقع "أكسيوس" إن " نتنياهو وقع في غرام دور المتنمر الإقليمي إلى حدٍّ لم يعد أحد يتوقع خطوته التالية".

وتضيف زونسزاين أن إسرائيل خلال العامين الماضيين أظهرت استعدادا لضرب أي مكان في المنطقة، حتى في دول لا تُعد عدوةً لها مثل قطر، التي تقوم بدور الوسيط في المفاوضات وتُعد حليفا وثيقا لواشنطن.

نموذج الحرب المستمرة

منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، ركزت إسرائيل على استعادة قدرتها على الردع وتفكيك قدرات خصومها، لكنها عمليا تبنّت نموذج الحرب المستمرة.

وتقول الكاتبة إن تدمير غزة وتحويلها إلى منطقة غير صالحة للحياة لم يكن نتيجة عرضية، بل نتاج رؤية حكومية معلنة لدى بعض الوزراء الذين أرادوا "كسر روح الخصم" مهما كان الثمن.

وترى زونسزاين أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة لإنهاء الحرب في غزة ليست خطة سلام حقيقية بل إنذار لحماس.

فهي قد تنهي إراقة الدماء وتؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن، لكنها تعتمد على ضغوط سياسية أميركية مستمرة على الطرفين.

وتشير إلى أن نتنياهو تبنّى الخطة بوصفها "انتصارا شخصيا"، رغم أن إنجازاته الأمنية هشة وأن عزلة إسرائيل الدولية تتعمق.

تقول الكاتبة إن العملية الفاشلة في الدوحة كانت نقطة تحول حاسمة، إذ دفعت الولايات المتحدة ووسطاءها إلى ممارسة ضغط مباشر على نتنياهو للقبول بوقف الحرب.

وتضيف أن استمرار العمليات في غزة رغم اعتراضات داخلية في الجيش الإسرائيلي عزّز القناعة الدولية بأن الحملة في غزة ترقى إلى إبادة جماعية.

ومشهد نتنياهو وهو يخاطب مقاعد شبه فارغة في الأمم المتحدة، بينما كانت دول غربية كبرى تعترف بدولة فلسطين، جعل إسرائيل – كما تصفها زونسزاين، "تبدو كفاعل غير عقلاني يهدم ذاته بيده".

انتصارات عسكرية وخسائر سياسية

تُقر الكاتبة بأن إسرائيل حققت مكاسب ميدانية: إضعاف القدرات العسكرية لحماس في غزة، توجيه ضربات قاسية لحزب الله في لبنان، الإسهام في سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

لكنها تشير إلى أن هذه النجاحات لم تُترجم إلى استقرار أو سلام، بل دفعت إسرائيل إلى الانغماس أكثر في الحروب المتتالية.

تختم الكاتبة بالتأكيد أن المسؤولية لا تقع على نتنياهو وحده، بل على المجتمع الإسرائيلي بكل مؤسساته العسكرية والإعلامية والسياسية، الذي شارك عن وعي أو خوف في مشروع الحرب المستمرة.

وترى أن كثيرين في إسرائيل ما زالوا يعتقدون أن الأمن يتحقق عبر السيطرة المطلقة وسحق كل من يعارضهم، معتبرة أن ما يحاول ترامب فعله – رغم دوافعه المصلحية – هو تغيير هذه المعادلة.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا