رواء رمان، سياسية أميركية من أصل فلسطيني وُلدت عام 1993 في العاصمة الأردنية عمّان ونشأت في ولاية جورجيا الأميركية. انخرطت منذ دراستها الجامعية في العمل المجتمعي والسياسي، وفازت عام 2022 بمقعد في مجلس نواب جورجيا، فأصبحت أول امرأة مسلمة تتقلد منصبا عاما في الولاية.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2025، أعلنت ترشحها لمنصب حاكم ولاية جورجيا، مركزة على قضايا رفع الحد الأدنى للأجور وتوسيع نطاق الرعاية الصحية ودعم المشاريع الصغيرة.
وُلدت رواء رُمان عام 1993 في العاصمة الأردنية عمّان، وهي حفيدة للاجئين طردوا من فلسطين على يد قوات العصابات الصهيونية أثناء نكبة عام 1948 . انتقلت مع أسرتها إلى الولايات المتحدة الأميركية وهي في السابعة من عمرها، ونشأت في منطقة أتلانتا الكبرى بولاية جورجيا.
التحقت رمان بالمدرسة في أتلانتا، وتعرضت للتنمر باستمرار من أقرانها والمعلمين وبعض أصدقائها المقربين. وقالت في مقابلة معها "أتذكر محاولاتي وجهودي المضنية من أجل أن يراني الناس مجرد شخص عادي".
تخرجت في مدرسة ساوث فورسايث الثانوية عام 2011، وحصلت على البكالوريوس من جامعة أوغلثورب بولاية جورجيا عام 2015.
وفي عام 2017، انتقلت رمان إلى العاصمة واشنطن وحصلت على الماجستير في السياسيات العامة من مدرسة ماكورت التابعة لجامعة جورج تاون. وشغلت منصب رئيسة رابطة الطلاب، وشاركت في مجلس الاستشارات الطلابي في معهد جورج تاون للسياسة والخدمة العامة.
منذ سنوات دراستها الجامعية، انخرطت في العمل المجتمعي والتنظيم السياسي، وشاركت عام 2014 في حملة عضو مجلس الشيوخ السابق عن الولاية جيسون كارتر، الذي كان يترشح آنذاك لمنصب الحاكم.
ورغم أنه لم يفز، فإنها تتذكر أنها رأت في ذلك إمكانية حدوث تحول سياسي في ولايتها. وقالت رمان "أول باب طرقته في حياتي كان عام 2014 ضمن حملة كارتر، وأتذكر بوضوح عندما عدت إلى المقر الانتخابي وقلت: يمكننا أن نحول جورجيا إلى ولاية زرقاء"، في إشارة إلى إمكانية فوز الحزب الديمقراطي في ولاية كانت معقلا للجمهوريين.
وتصف رمان نفسها بأنها شغوفة بالسياسة والمشاركة المدنية والحوار بين الأديان وخدمة المجتمع. وعملت منظمة ميدانية لمشروع الناخبين في جورجيا، كما أصبحت مديرة الاتصالات في مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية ، فرع جورجيا.
وفي عام 2020، ساعدت رمان الكثير من سكان جورجيا على تعلم كيفية المشاركة في عملية الانتخاب، وعملت منظمة ميدانية لصندوق المناصرة الأميركي الآسيوي.
كما عملت مستشارة أولى لدى شركة إدارة خدمات احترافية، إذ تساعد الوكالات الحكومية وغيرها على تقديم المشورة وتنفيذ وتطوير إستراتيجيات محسنة للتعامل مع قضايا السياسة العامة.
وفي عام 2022، فازت رمان بمقعد في مجلس نواب ولاية جورجيا عن مقاطعة جوينت بضواحي أتلانتا، بعد حصولها على نسبة 57.7% من الأصوات، وأصبحت أول امرأة مسلمة تتقلد منصبا عاما في الولاية.
وبعد فوزها قالت رمان إنها واجهت صعوبات منذ المرحلة الثانوية بسبب كونها مسلمة من أصول فلسطينية وترتدي الحجاب، مضيفة أن المرشح المنافس لها من الحزب الجمهوري اتهمها بأنها "إرهابية" وتنتمي إلى حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) وإلى حزب الله اللبناني .
وذكرت أن انتخابها يوضح أن المجتمع المحلي الذي اختارها رفض هذه الادعاءات كلها، وهي الاتهامات التي تصنفها رواء ضمن " الإسلاموفوبيا ".
وعُرفت رمان بأنها من بين الذين تم ترشيحهم لتمثيل "الحركة الوطنية غير الملتزمة"، وهي حركة احتجاجية هدفت إلى الضغط على المرشحة الديمقراطية للرئاسة عام 2024 كمالا هاريس لسحب دعمها للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة .
ومُنعت رمان عام 2024 من إعلان تأييدها لكمالا هاريس في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، إذ حال قادة الحزب دون صعود أي فلسطيني إلى المنصة.
في مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2025، أعلنت رمان ترشحها لمنصب حاكم ولاية جورجيا في انتخابات عام 2026، مؤكدة أن الديمقراطيين بحاجة إلى رؤية تقدمية أوضح وتركيز أكبر على تنظيم الناخبين.
ومن بين أهداف حملتها، رفع الحد الأدنى للأجور في جورجيا وإعادة فتح المستشفيات المغلقة وتوسيع نطاق الحصول على الرعاية الصحية واستعادة المنازل من الشركات وخفض تكاليف الإيجار والاستثمار في المشاريع الصغيرة.
وقالت في حملتها الانتخابية، إن تكاليف المعيشة تزداد صعوبة يوما بعد يوم على المواطنين، وبدلا من معالجة هذه الأزمة، أمضى الجمهوريون دورات تشريعية عدة منشغلين بالمنشورات السياسية وبمصالح أصدقائهم من الشركات.
وتؤمن رُمان بأن الحكومة يجب أن تناضل من أجل الشعب، وترى أن الميزانية ينبغي أن تُوجه للاستثمار في المواطنين، لا في الإعفاءات الضريبية للشركات والمصالح الخاصة.