آخر الأخبار

تباين سوداني حول خطة “الرباعية” لإنهاء الحرب

شارك

الخرطوم- انقسمت مواقف القوى السياسية والمدنية في السودان بشأن خطة طرحتها المجموعة الرباعية ( الولايات المتحدة و السعودية و مصر و الإمارات ) لإنهاء الحرب في البلاد، فبينما رأتها بعض القوى فرصة لحل الأزمة، اعتبرتها أخرى وصاية على البلاد، في حين طرحت الحكومة السودانية مطالب لقبولها.

وفي يونيو/حزيران الماضي أطلقت واشنطن مساعيَ جديدة لوقف الحرب في السودان، المستمرة منذ نحو 29 شهرا، بإعادة إحياء "المجموعة الرباعية" التي تشكلت لدعم التحول المدني عقب الإطاحة بنظام الرئيس السابق عمر البشير في أبريل/نيسان 2019، وغابت بريطانيا عن المجموعة وحلت مصر مكانها.

وكان مقررا عقد اجتماع بمقر الخارجية الأميركية لوزراء خارجية الدول الأربع في نهاية تموز/يوليو الماضي لطرح رؤية لحل الأزمة السودانية، لكن عُلِّق الاجتماع بعدما تسرَّبت معلومات عن تباين في مواقف بعض أعضاء المجموعة.

مطالب الحكومة

وذكر بيان مشترك صادر عن الدول الأربع، يوم الجمعة الماضي، أنه "وبناء على دعوة من واشنطن، أجرى وزراء خارجية تلك الدول مشاورات مكثفة بشأن الصراع في السودان"، ودعوا إلى:


* هدنة إنسانية، لثلاثة أشهر بصفة أولية، لتمكين الدخول السريع للمساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء السودان، بما يؤدي فورا إلى وقف دائم لإطلاق النار.
* إطلاق عملية انتقالية شاملة وشفافة تختتم في غضون 9 أشهر لتلبية تطلعات السودانيين نحو تأسيس سلس لحكومة مدنية مستقلة تتمتع بشرعية واسعة ومساءلة، باعتباره أمر حيوي لاستقرار السودان والحفاظ على مؤسسات الدولة.
* مستقبل الحكم في السودان هو قرار يخص الشعب السوداني وحده، يُتخذ في عملية انتقالية شاملة وشفافة لا تخضع لسيطرة أي طرف من أطراف النزاع.

من جانبها طرحت الحكومة السودانية، حزمة مطالب لقبول الجهود الإقليمية والدولية في إنهاء النزاع، شملت احترام سيادة الدولة وشرعية المؤسسات القائمة.

إعلان

وقالت وزارة الخارجية، في بيان أمس السبت، إن "حكومة السودان تؤيد أي جهد إقليمي ودولي يساعدها على إنهاء الحرب، لكنها لا تقبل أي تدخلات لا تحترم سيادة الدولة ومؤسساتها الشرعية وحق الدفاع عن الشعب والأرض، كما ترفض مساواتها مع الدعم السريع .

وذكرت الوزارة أن تحقيق السلام يُعتبر مسؤولية حصرية لشعب السودان، الذي يحدد كيف يُحكم من خلال التوافق الوطني الذي تسعى إليه حكومة رئيس الوزراء كامل إدريس .

وشددت على أن الانخراط في القضايا الداخلية، حق سيادي تمنحه الحكومة السودانية وفقا لمصالح الشعب السوداني دون وصاية من أي جهة أو تحالف.

مصدر الصورة الحكومة السودانية تطالب باحترام السيادة السودانية وشرعية المؤسسات القائمة (الجزيرة)

ترحيب وتأييد

وفي المقابل، رحبَّت سلطة نيالا التي أنشأها تحالف السودان التأسيسي "تأسيس" بقيادة قوات الدعم السوداني ببيان المجموعة الرباعية الدولية، وقالت في بيان، اليوم الأحد، "نؤكد موقفنا الثابت وترحيبنا الكامل بالجهود المبذولة لإنهاء الحرب في السودان في عملية سلمية شاملة تقود إلى وقف الحرب وبناء الدولة ومؤسساتها، بمعالجة جذور الأزمة التاريخية التي قادت إلى تكرار الحروب في البلاد".

وعلى صعيد القوى السياسية، أعلن التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة "صمود" برئاسة عبد الله حمدوك دعمه الكامل خطة العمل التي طرحتها المجموعة الرباعية بشأن الأزمة السودانية، كما تمثل هذه المبادرة فرصة حقيقية لإنهاء الحرب.

وعدَّ التحالف -في بيان- الرؤية "الرباعية " خارطة طريق واضحة لإنهاء النزاع، وأن نجاحها من شأنه أن يضع حدا للحرب ويقود السودان نحو سلام دائم وعادل، يضمن أمن البلاد واستقرارها.

كما وصف رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل، خطة الرباعية بأنه "موقف مسؤول ومتوازن يعكس إدراك المجتمع الدولي والإقليمي لحجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوداني، ويؤكد خطورة استمرار الحرب على وحدة السودان واستقراره، بل وعلى أمن المنطقة بأسرها.

وشدد الفاضل في حديث للجزيرة نت، أن مستقبل الحكم في السودان يجب أن يكون مدنيا ديمقراطيا عبر عملية انتقالية شاملة لا تهيمن عليها "الأطراف المتحاربة"، وتفضي خلال فترة محددة إلى حكومة مدنية ذات شرعية واسعة، مبديا دعمه مطلب تفكيك نفوذ "الجماعات المتطرفة" التي ساهمت في زعزعة الاستقرار في البلاد والمنطقة، على حد وصفه.

رفض واستهجان

أما القوى الوطنية والإسلامية المساندة للجيش، فقد رفضت خطة المجموعة الرباعية واتهمتها بعدم الحياد والسعي إلى خلخلة الأوضاع الداخلية وفرض هندسة سياسية جديدة لدعم قوى سياسية وإقصاء أخرى.

وقال الأمين العام لتنسيقية القوى الوطنية محمد سيد أحمد سر الختم "الجكومي"، إن ما جاء في بيان "الرباعية" تحيُّز واضح وغير مقبول ومحاولة لفرض وصايا دولية على السودان في تجاهل تام للحق الأصيل للشعب السوداني بتقرير مصيره دون أي تدخل او تأثير خارجي.

ويقول "الجكومي" للجزيرة نت، إن الحل العادل للصراع في السودان لن يأتي ببيانات خارجية أو لقاءات معزولة، بل بحوار سوداني-سوداني ودعم خارطة الطريق التي أقرَّتها الحكومة السودانية والقوى الوطنية والمجتمعية نحو التحول الديمقراطي.

إعلان

من جهته، قال تحالف التيار الإسلامي العريض بقيادة علي كرتي، إنه "يستهجن لغة بيان المجموعة الرباعية التي تنضح بالاستعلاء والتدخل السافر في شؤون السودان الداخلية ومحاولة فرض حلول خارجية".

وأضاف أن بعض أطراف المجموعة "غير مؤهلة أخلاقيا للحديث عن الأمن والسلام في السودان، بعد تورطها في رفد الدعم السريع بالسلاح والمال والمرتزقة".

وأكد التيار رفضه محاولة مساواة الجيش السوداني والدعم السريع، ووصف اتهام جهات معينة -في إشارة إلى الحركة الإسلامية والقوى المرتبطة بهاـ بتأجيج الصراع، بأنه محاولة بائسة لإضعاف وحدة أهل السودان.

بدوره، قال المؤتمر الشعبي -في بيان- إنه يرفض بيان الرباعية، لا سيما إقصاء بعض القوى التي تدعم الجيش للحفاظ على أمن المواطنين، وعزلهم من المشاركة في الحياة السياسية.

كما يعتقد الرئيس المفوض لحزب المؤتمر الوطني أحمد هارون أن "الجهات التي أشعلت الحرب أو ساهمت في اندلاعها" لا تصلح للاضطلاع بمهمة إطفاء نيرانها، مشككا في نوايا بعض الأطراف الدولية التي تقود جهود التسوية.

وقال هارون -في بيان- إن الشعب السوداني ليس قاصرا ليتم التقرير بشأن مستقبله من دول أخرى، وإن المساواة بين الجيش الوطني والدعم السريع وإعادة إنتاج تحالف "قوى الحرية والتغيير" تحت أي مسمى جديد يُعد إهانة لتضحيات أهل السودان.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل حماس حرب غزة

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا