في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
الرباط- "لن ترتاح الأرض إلا بزوالكم" رسالة مغربية رفعها المتظاهرون وسط لافتة كبيرة في مسيرة حاشدة ب مدينة طنجة -أمس السبت- احتجاجا على انتهاك الاحتلال الإسرائيلي لسيادة الدول بما فيها قطر، حيث تم استهداف قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ب الدوحة ، وردد المحتجون هتافات تطالب الأنظمة العربية باتخاذ مواقف حازمة ووقف مسار التطبيع .
وتظاهر مئات المغاربة بطنجة (شمالي البلاد)، في المسيرة التي دعت إليها المبادرة المغربية للدعم والنصرة، تحت شعار "دعما لأسطول الصمود وتنديدا باستهداف سيادة الدول"، وعبروا عن دعمهم لمبادرة أسطول الصمود العالمي الإنسانية التي تهدف إلى كسر الحصار المفروض على غزة منذ سنوات طويلة
ومنذ استهداف قيادة حماس في قطر -الثلاثاء الماضي- تتواصل المظاهرات الشعبية بشكل يومي في عدد من المدن المغربية بينها تطوان، حيث دعت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة إلى وقفة حاشدة الأربعاء الماضي تنديدا بمحاولة الاغتيال، وفي الدار البيضاء التي شهدت الخميس مظاهرة أمام القنصلية الأميركية بدعوة من الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع.
كما تظاهر العشرات يوم الجمعة في وقفة أمام مقر البرلمان في العاصمة الرباط ، بدعوة من مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، للتنديد بما وصفوه بـ"الغطرسة الصهيونية".
وبالتزامن مع المسيرة الشعبية في طنجة، نظم مواطنون في مدينة أغادير (جنوب البلاد) اعتصاما جزئيا استمر حتى منتصف الليل، بدعوة من المبادرة المغربية للدعم والنصرة، احتجاجا على استمرار الحصار وحرب الإبادة في غزة.
قال محمد حامي الدين، المسؤول الإقليمي لحركة التوحيد والإصلاح بطنجة، إن المسيرة تتزامن مع انطلاق الأسطول الذي يجمع أشخاصا من مختلف الأديان والأعراق والدول والمعتقدات، ويعبر عن "تضامن إنساني واسع ضد الظلم"، معتبرا أن تصاعد الحراك الشعبي "رسالة واضحة بأن الشعوب لن تبقى صامتة أمام التعدي والاحتلال".
وأدان حامي الدين في حديثه "للجزيرة نت" الهجوم الغادر على أسطول الصمود قبالة السواحل التونسية، وكذلك على العاصمة القطرية الدوحة، معربا عن أمله في أن تتخذ جامعة الدول العربية موقفا حازما تجاه هذه الانتهاكات.
واعتبر منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة في طنجة محمد بنجلول أن "الهجوم الأخير على دولة قطر الشقيقة لا مبرر له"، مشيرا في حديثه للجزيرة نت إلى أن هذا الأسلوب في انتهاك سيادة الدول "يطرح علامة استفهام كبيرة على المجتمع العربي، وعلى جامعة الدول العربية والسلطات الرسمية عموما".
وتساءل بنجلول "هل ستتجاوز هذه الدول حالة العجز والتردد؟" مضيفا "لقد كانت العديد من الدول العربية مكبلة بقيود تراكمت عليها، لكن اليوم لم يعد هناك ما يبرر الصمت أو الانتظار، فهل ستبقى مكتوفة الأيدي أم ستتحرك؟".
واستحضر بنجلول محطات تاريخية اتخذت فيها الدول العربية والإسلامية مواقف متقدمة، مثل تأسيس منظمة التعاون الإسلامي عام 1969 إثر ردود الفعل الغاضبة بعد إحراق المسجد الأقصى ، وأيضا إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000.
وأشار إلى أن ضعف الموقف العربي الرسمي الحالي يدفع الشعوب للتعبير عن غضبها بطرق مختلفة، مؤكدا أن "الحراك الشعبي يتطور نوعيا، وقد يصل إلى ممارسة ضغط أكبر على الأنظمة".
وفي السياق ذاته، أعلنت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة عن تنظيم ما يزيد على 100 تظاهرة في 36 مدينة يوم الجمعة، وندد المتظاهرون، بحسب بلاغ صادر عنها، بـ"العربدة الصهيونية التي طالت عددا من الدول، منها الاستهداف الجبان لوفد حماس المفاوض في دولة قطر الشقيقة".
وقال رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة عبد الصمد فتحي، إن الشعب المغربي "يواصل بمختلف أطيافه التعبير عن دعمه الثابت واللا مشروط للشعب الفلسطيني الصامد في مواجهة آلة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني".
وأكد فتحي "للجزيرة نت" أن استهداف وفد حماس في الدوحة فجر زخما جماهيريا متجددا في المغرب، تجسد في عشرات الوقفات والمظاهرات الشعبية، أبرزها تلك التي شهدتها مدينة الدار البيضاء أمام القنصلية الأميركية.
واعتبر أن الهجوم على وفد حماس في قطر "عدوانا غادرا يمثل انتهاكا صارخا لسيادة دولة وسيط، وخرقا سافرا للمواثيق الدولية، ويفضح في الوقت نفسه زيف الادعاءات الأميركية بشأن رعاية السلام".
وشدد على أن الشعب المغربي "مستمر في أداء واجبه التاريخي والديني والإنساني في نصرة فلسطين ودعم مقاومتها"، مشيرا إلى أن الأرقام الإحصائية الأخيرة للهيئة سجلت تنظيم نحو 10 آلاف مظاهرة بالمغرب منذ بداية العدوان على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأعرب المغرب عن إدانته القوية للاعتداء الإسرائيلي السافر، واستنكاره الشديد لانتهاك سيادة دولة قطر، وذكرت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في بيان، أنها "تؤكد تضامنها التام مع دولة قطر إزاء كل ما من شأنه المساس بأمنها وسلامة أراضيها وطمأنينة مواطنيها والمقيمين بها".
أما على المستوى السياسي، فقد عبرت عدة أحزاب وتنظيمات سياسية عن إدانتها للهجوم، ودعا رئيس الحكومة المغربية السابق عبد الإله بنكيران القمة العربية الإسلامية الطارئة، التي ستستضيفها الدوحة -بعد غد الاثنين- إلى "الحزم مع إسرائيل " وتوجيه "رسالة رادعة لها" بعد هجومها على قطر وانتهاك سيادتها.
كما أدان حزب العدالة والتنمية (معارضة) بشدة ما وصفه بـ"الهجوم الصهيوني الإرهابي والغادر والجبان، الذي استباح حرمة وسيادة دولة عربية وإسلامية شقيقة، في خرق سافر للأعراف والقوانين الدولية"، معتبرا أن "الاعتداء على قطر هو استباحة لسيادة جميع الدول العربية والإسلامية دون استثناء".
من جانبها، اعتبرت جماعة العدل والإحسان الهجوم الإسرائيلي "تصعيدا خطيرا يمس سيادة دولة قطر ويستهدف بشكل مباشر رموز المقاومة الفلسطينية الشريفة"، وأكدت تضامنها مع قيادة حركة حماس وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية، مشيرة إلى أن استهدافهم خارج الأراضي الفلسطينية يؤكد النزعة التوسعية الإجرامية للكيان الصهيوني، "الذي لا عهد له ولا أمان"، داعية إلى قطع كل أشكال العلاقة معه.