آخر الأخبار

طيور الفلامنغو للبشر: الهجرة قد تطيل العمر رغم الصعاب

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

في مشهد طبيعي مذهل مهما تكرر، تقف طيور الفلامنغو بريشها الوردي البديع على ضفاف البحيرات المالحة، رمزا للجمال والانسجام. لكن خلف هذا الجمال يكمن لغز علمي ظل يثير فضول الباحثين لعقود: لماذا تعيش بعض هذه الطيور حياة أطول وأكثر شبابًا من غيرها؟

دراسة جديدة أجريت في منطقة جنوب فرنسا على مدى 40 عاما تكشف أن الهجرة قد تكون المفتاح، وأن الرحلات الطويلة التي يخوضها الفلامنغو تحمل سرا بيولوجيا مهما يتعلق بإبطاء الشيخوخة.

ويعد الفلامنغو أحد الطيور اللافتة جدا للانتباه، بفضل ريشه الوردي وسلوكه الاجتماعي المميز. وهو يعيش في مستعمرات ضخمة تمتد من البحر المتوسط إلى أفريقيا وأميركا اللاتينية. وما لم يكن معروفا بوضوح هو كيف تؤثر أنماط الحياة المختلفة، بين الطيور المقيمة في مستعمرات ثابتة وتلك المهاجرة لمسافات طويلة، على مسار التقدم في العمر.

الفلامنغو المهاجر

في محمية كامارغ جنوب فرنسا، تابع باحثون من مركز الأبحاث "تور دو فالا" آلاف الطيور منذ ثمانينيات القرن الماضي، واستخدموا حلقات تعريف وأدوات مراقبة دقيقة لتتبع حياة الفلامنغو عبر الأجيال، مما أتاح لهم قاعدة بيانات نادرة عن العمر، والصحة، والنجاة.

وتقول النتائج الرئيسية للدراسة التي نشرها الباحثون في دورية "بي إن إيه إس" أن الفلامنغو المقيمة (التي لا تهاجر) تبدأ حياتها بقوة، إذ تتمتع بصحة جيدة وتتكيف سريعًا مع بيئتها، لكنها تظهر علامات الشيخوخة المبكرة، مثل انخفاض معدلات البقاء على قيد الحياة مع التقدم في العمر.

أما الفلامنغو المهاجرة فتواجه صعوبات واضحة في سنواتها الأولى بسبب مشقة الرحلات الطويلة، لكنها بعد تجاوز هذه المرحلة، تبدو أقل عرضة للانحدار الصحي مع العمر، وتعيش فترات أطول في حالة "شبابية" نسبية مقارنة بالمقيمين.

وباختصار، تؤكد الدراسة أن الهجرة تحمل تكلفة مبكرة، لكنها تمنح فائدة طويلة الأمد، حيث تسمح للفلامنغو بالتقدم في العمر ببطء أكبر.

مصدر الصورة الباحثون يفترضون أن الرحلات الطويلة تعمل كنوع من الانتقاء (شترستوك)

لماذا قد تؤثر الهجرة على الشيخوخة؟

يفترض الباحثون أن الرحلات الطويلة تعمل كنوع من الانتقاء، وتنجو الطيور الأقوى والأكثر تحملا من تحديات الهجرة، لتكون مجموعة سكانية أكثر متانة على المدى البعيد.

إعلان

كما أن النشاط البدني المنتظم المرتبط بالطيران لمسافات بعيدة قد يساعد في الحفاظ على صحة أجهزة الجسم المختلفة، بطريقة تشبه كيف يحسّن النشاط الرياضي المستمر من صحة الإنسان ويؤخر مظاهر الشيخوخة.

ولا تقتصر هذه النتائج على الفلامنغو فقط، بل تدفع العلماء إلى إعادة التفكير في علم الشيخوخة بشكل عام. فإذا كانت أنماط الحياة مثل الحركة والهجرة قادرة على التأثير في إيقاع التقدم في السن عند الطيور، فهل ينطبق الأمر بدرجة ما على البشر؟

وتظهر الدراسات الطبية عند البشر -بالفعل- أن النشاط البدني، والتغير البيئي، والتعرض لتحديات صحية معتدلة قد تعزز طول العمر، لكننا مازلنا بحاجة لمزيد من الأبحاث للتأكد من صدق ذلك الادعاء.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا