حددت السلطات في الولايات المتحدة هوية المشتبه به في قتل الناشط الأمريكي تشارلي كيرك، وقالت إنه شاب يبلغ من العمر 22 عاماً يُدعى تايلر روبنسون.
وقال حاكم ولاية يوتا، سبنسر كوكس، في مؤتمر صحفي لمكتب التحقيقات الفيدرالي: "لقد أمسكنا به"، مؤكداً أن روبنسون بات قيد الاحتجاز وسيُوجَّه إليه الاتهام قريباً.
وأضاف كوكس أن روبنسون لم يكن طالباً في جامعة يوتا فالي، حيث وقعت حادثة إطلاق النار، وأنه لا يملك أي معلومات عن احتمال إصابته بمرض نفسي سابق.
وبعد المؤتمر، أكدت جامعة ولاية يوتا أن روبنسون كان قد درس فيها لفترة وجيزة عام 2021.
وقال الحاكم إن روبنسون كان يعيش منذ فترة طويلة مع عائلته في مقاطعة واشنطن بجنوب غرب الولاية، على بعد نحو ثلاث ساعات من الجامعة.
وأوضح كوكس أن أحد أفراد عائلة روبنسون تواصل مع صديق للعائلة، الذي اتصل بدوره بأحد مأموري الشرطة ليبلغه بأن روبنسون اعترف، أو ألمح بتورطه، في الحادث.
ونقلت شبكة "سي بي إس"، الشريكة لبي بي سي في الولايات المتحدة، عن مصدرين أن روبنسون اعترف على ما يبدو لوالده.
وقال كوكس إن المحققين راجعوا تسجيلات فيديو حددت وصول روبنسون بسيارة "دودج تشالنجر" في الساعة 08:29 صباحاً بالتوقيت المحلي يوم 10 سبتمبر/أيلول.
وأضاف أنه عندما واجهه المحققون يوم الجمعة 12 سبتمبر/أيلول، كان يرتدي ملابس مطابقة لتلك التي ظهرت في التسجيلات.
وأشار كوكس أيضاً إلى أن أحد أفراد عائلة روبنسون قال للمحققين إن الشاب أصبح "أكثر اهتماماً بالسياسة" خلال السنوات الأخيرة.
وفقاً للشهادة نفسها، حضر روبنسون مأدبة عشاء قبيل 10 سبتمبر/أيلول وتحدث خلالها عن قدوم تشارلي كيرك إلى جامعة يوتا فالي، موضحاً أنه "لا يحبه ولا يتفق مع آرائه".
وقال كوكس إن المحققين استجوبوا زميل روبنسون في السكن، الذي عرض عليهم رسائل بينه وبين حساب باسم "تايلر" على تطبيق "ديسكورد".
وأضاف أن الرسائل تشير إلى أخذ بندقية من مكان مخبأ وتركها في شجيرة، ومراقبة المكان الذي تُرك فيه السلاح، وقد لُفّ البندقية بمنشفة. كما ورد في الرسائل أن "تايلر" بدّل ملابسه.
وبحسب كوكس، عثر المحققون على بندقية ذات حركة يدوية ملفوفة بمنشفة داكنة اللون، وكانت مزودة بقاعدة لتركيب منظار تصويب.
وأشار إلى أن هناك نقوشاً على أغلفة الرصاصات.
ووفقاً للسلطات، فإن النقوش على الرصاصات توحي بأن المشتبه به، تايلر روبنسون، كان متأثراً بثقافة الإنترنت، وتضمنت إشارات إلى حركة "أنتيفا" المناهضة للفاشية.
إحدى الخراطيش الفارغة كُتب عليها "notices bulges OwO what's this?"، وهي إشارة إلى نص متداول عبر الإنترنت يُستخدم عادة للسخرية.
وتقول السلطات إن خرطوشة غير مستخدمة كُتب عليها "Hey fascist! Catch!" "أيها الفاشي! التقط هذه"، مع ثلاثة أسهم متجهة إلى الأسفل — وهو رمز شائع لحركة مناهضة الفاشية.
أما الخرطوشة الثانية فحملت كلمات من أغنية "بيلا تشاو" التي تمجّد مقاتلي المقاومة الإيطالية ضد ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
في حين كُتب على الخرطوشة الثالثة غير المستخدمة: "If you read this, you are gay lmao" "إذا قرأت هذا، فأنت مثلي"، في إشارة أخرى إلى السخرية على الإنترنت، حيث تعني "lmao"، "أضحك بشدة".
وتُعد "أنتيفا" حركة فضفاضة من ناشطين يساريين راديكاليين برزت في الولايات المتحدة خلال العقد الماضي، عبر احتجاجات في الشوارع ومناسبات أخرى، وغالباً ما عارضت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والجماعات اليمينية المتطرفة.
وقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كاش باتيل، إن أول ضباط المكتب وصلوا إلى مكان الحادث بعد 16 دقيقة من إطلاق النار وأمَّنوا المنطقة.
وأضاف أنه فخور "بتحقيق العدالة لتشارلي كيرك"، ووجّه الشكر لعائلته، والديه وأرملته وأطفاله، على تعاونهم، كما شكر الرئيس ترامب ونائب الرئيس جي دي فانس على "دعمهم الكامل".
وأشاد باتيل بسرعة التحقيق قائلاً: "في غضون 33 ساعة، حققنا تقدماً تاريخياً من أجل تشارلي". ووصف مسرح الجريمة بأنه "كبير" لكن تمت معالجته بسرعة، حيث جُمعت الأدلة الجنائية وتُتبع بالفعل آلاف الخيوط.
وأضاف: "هذا الاعتقال شهادة على أن عمل إخلاص أجهزة إنفاذ القانون بصورة عظيمة".
وأكدت السلطات أنه لا توجد معلومات حتى الآن تشير إلى اعتقالات إضافية، لكن التحقيق مستمر.
تشارلي كيرك ناشط بارز في الأوساط اليمينية المقربة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وقُتل بالرصاص يوم الأربعاء أثناء مشاركته في فعالية بجامعة في ولاية يوتا.
وكان كيرك، البالغ من العمر 31 عاماً، يتحدث في جامعة يوتا فالي بمدينة أورِم يوم 10 سبتمبر/أيلول 2025، ضمن جولته المسماة "العودة الأمريكية".
وجلس تحت مظلة بيضاء للإجابة عن أسئلة نحو ثلاثة آلاف شخص تجمعوا في ساحة الجامعة المفتوحة.
ثم سُمع صوت طلقة واحدة، يُعتقد أنها أُطلقت من سطح مبنى "لوزي سنتر" المطل على الساحة.