على شاطئ "أبو تلات" بمحافظة الإسكندرية، تحولت رحلة تدريبية لطلاب إحدى الأكاديميات في مصر، إلى مأساة بعد حادث غرق جماعي مات فيه سبعة طلاب وأصيب ثمانية وعشرون آخرون.
ووقع الحادث يوم السبت في 23 أغسطس/آب 2025، عندما غرق عدد من الطلاب أثناء رحلة تدريبية على الشاطئ في منطقة العجمي بمحافظة الإسكندرية.
وحسبما نقلت صحيفة الشروق المصرية عن والدة إحدى الطالبات المصابات، فقد قررت إحدى الأكاديميات للضيافة الجوية في مصر إجراء معسكر تدريبي إلزامي لطلابها، لتدريبهم على الإسعافات الأولية، إذ أكدت الأم أنه على الرغم من أن ابنتها التحقت بالأكاديمية منذ شهر، إلاّ أنه تمّ إبلاغها بأن المعسكر إجباري.
وأوضحت الصحيفة بأن التدريب كان يشمل الإنقاذ البحري داخل المعسكر الذي يضم 146 طالباً ومشرفاً، "دون توفير تجهيزات أو زي مناسب"، وأشارت في ذات السياق إلى أن الحادث كشف عن أن الأكاديمية لا تمتلك اعتماداً رسمياً، بحسب الصحيفة.
وأثار الحادث ردود فعل واسعة في مصر، سواءً على الصعيد الرسمي أو الشعبي، وسط انتقادات لإجراءات السلامة المتبعة على الشواطئ خاصة في مثل هذا الوقت من العام.
وحول تفاصيل الحادث، أوضح محافظ الإسكندرية، أحمد خالد في تصريحات لوسائل إعلام رسمية، أن الكارثة بدأت حين كانت الفتيات ضمن المعسكر التدريبي تُمارسن رياضة الجري على الشاطئ، قبل أن تندفع اثنتان منهن نحو البحر وبدأت الأمواج بسحبهما، ما استدعى تدخل فرق الإنقاذ.
وقال عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إن مجموعة من الطلاب في المعسكر، سارعوا لنجدة زميلاتهم اللاتي توجهن إلى البحر، ولقوا حتفهم أيضاً غرقاً أثناء محاولة إنقاذهن، ما تسبب في مقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة ثمانية وعشرين آخرين.
وأشارت صحيفة اليوم السابع المصرية إلى أن الأجهزة التنفيذية في حي العامرية بمحافظة الإسكندرية أنهت إجراءات تسليم جثامين الطلاب إلى ذويهم عقب صدور تصاريح الدفن من النيابة العامة.
وفيما يتعلق بالمصابين، أوضحت الصحيفة أن 11 حالة تماثلت للشفاء وغادرت المستشفى، بينما مازالت 14 فتاة تحت المراقبة الطبية، من بينهن أربع حالات في العناية المركزة.
وتعتبر شواطئ غرب الإسكندرية بحي العجمي من أخطر الشواطئ للسباحة خاصة لمن لا يجيدون مواجهة التيارات المائية القوية التي تعرف بـ"الدوامات"، وذلك بسبب الطبيعة الجغرافية الخاصة للمنطقة كما تصفها صحف مصرية.
كما أن شاطئ "أبو تلات" يُعتبر من أخطر شواطئ العجمي، نظراً لقربه من مصب نهر النيل، حيث تختلط مياه النهر العذبة بمياه البحر المالحة، ما يؤدي إلى تكون تيارات مائية قوية ومستمرّة طوال العام.
وبسبب هذه الظروف، تُحظر السباحة في هذا الشاطئ حفاظاً على السلامة العامة.
ومع ذلك، قال محافظ الإسكندرية لوسائل إعلام مصرية، إنه تمّ فرض حظر النزول إلى البحر في العجمي من خلال رفع الراية الحمراء، لكن ذلك لا يمنع التواجد على الشاطئ.
وعبّر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن حزنهم العميق إثر الحادث المأساوي، حيث اعتبرت إحدى التغريدات على موقع إكس، أن المشهد كان "مرعباً"، إذ أن "ما بدأ بمحاولة إنقاذ، انتهى بكارثة حزينة".
وفي تغريدة أخرى أشار حساب على موقع إكس إلى أن الرايات الحمراء كانت مرفوعة منذ أيام، منتقداً تجاهل البعض لهذه التحذيرات، ومؤكداً أن هذه الكارثة كان بالإمكان تفاديها.
فيما رأى حساب آخر أن حادث شاطئ أبو تلات "أوجع كل أسرة في مصر".
كما أثار الحادث تساؤلات حول إجراءات السلامة المتبعة على الشواطئ لا سيما الخطرة في مصر، وعبر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن قلقهم من خطورة السباحة في شواطئ العجمي بالتحديد.
إذ شارك أحد رواد منصة إكس، تجربته مع السباحة على شواطئ العجمي، حيث كاد أن "يغرق في المنطقة عدة مرات"، مؤكداً أن المكان غير آمن.
فيما ذهب البعض للمطالبة بإغلاق بعض الشواطئ مؤقتاً، خاصة في الإسكندرية ومنطقة العجمي، إذ أن ارتفاع حالات الغرق يستوجب اتخاذ إجراءات عاجلة.
وأعلنت السلطات في المنطقة بالفعل إغلاق شاطئ العجمي، إلاّ أن البعض يرى أن هذا القرار "قد يكون مؤقتاً فقط لتهدئة الرأي العام، قبل أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه دون حلول جذرية".
ورغم هذا الحادث والجدل الذي أثاره، أكد محافظ الإسكندرية أن حالات الغرق انخفضت هذا العام بنسبة 70 في المئة مقارنة بالأعوام السابقة، مشيراً إلى استمرار برامج تدريب وتأهيل المنقذين على شواطئ الإسكندرية بهدف تقليل حالات الغرق.
كما أوضح المحافظ أنه تمّ تركيب تسعة حواجز بحرية للحد من قوة الأمواج، مشيراً إلى صعوبة نشرها في مناطق أخرى على طول الساحل بسبب تكلفتها العالية، حسبما نقلت عنه وسائل إعلام مصرية.