أفاد مصدر في حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) للجزيرة، اليوم الاثنين، بأن الحركة وافقت على مقترح جديد تلقته من الوسطاء المصريين والقطريين بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة ، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
وهذه الموافقة الجديدة من قبل حماس قد تجعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (المطلوب قضائيا لمحكمة العدل الدولية) مضطرا للموافقة على ما كان يرفضه سابقا وفق المتغيرات الجديدة ميدانيا، ومن دون تخليه عن أهدافه الإستراتيجية التي أعلنها مؤخرا، حسب المحلل السياسي إبراهيم المدهون.
وتأتي موافقة حماس في ظل لقاء جمع بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ، حيث أكد الجانبان أهمية إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عاجلا ومن دون عوائق، إلى جانب الإفراج عن الأسرى، مشددين على رفضهما القاطع لأي إعادة احتلال عسكري للقطاع أو تهجير الفلسطينيين.
ووفق تقارير، فإن المقترح الذي تسلمته حماس سيتضمن ما يلي:
وفي تحليله لأسباب موافقة حركة حماس على المقترح الجديد، قال المدهون إن حماس كانت اليوم أكثر استعدادا لقبول ما لم تقبله سابقا، لا سيما إذا كان ذلك كفيلا بوقف الإبادة الجارية ضد المدنيين في قطاع غزة.
وبيّن أن الأولوية القصوى لدى الحركة تتمثل في حماية أكثر من مليون فلسطيني في مدينة غزة وحدها، والذين باتوا تحت خطر الموت والتهجير، ومن هنا كان أي قرار من شأنه إنقاذ الشعب الفلسطيني مطروحا بجدية على طاولة حماس.
وأضاف المدهون -في تصريحات للجزيرة نت- أن المشاورات الكثيفة التي يجريها وفد من حماس في القاهرة إلى جانب عدد من الفصائل الفلسطينية تعزز ذلك، حيث باتت الحركة حريصة على التشاور وأخذ الموقف الجماعي للفصائل، فضلا عن الاستماع إلى القاعدة الشعبية في قطاع غزة التي لم تعد ترى خيارا أهم من وقف هذه الحرب.
وفي ما يتعلق بالموقفين الدولي والإقليمي من وقف العدوان، أكد المحلل السياسي أن حماس تدرك حجم العجز لديهما من أجل الضغط على إسرائيل، وفي الوقت نفسه هي لا تريد أن تتحمل مسؤولية استمرار المجازر، وتسعى إلى تجنيب شعبها المزيد من الدمار، وتخشى أن يمنح تصلب المواقف نتنياهو الذريعة لمواصلة مشروعه في إبادة غزة وتهجير أهلها.
وفي ما يتعلق بقضية السلاح التي تعد البند الأكثر إشكالية في كل مفاوضات سابقة، أشار المدهون إلى أنه من اللافت أن المقترح المطروح اليوم لا يتطرق إلى موضوع سلاح المقاومة.
وفي السياق نفسه، أضاف المحلل السياسي أن المقترح لا يتضمن أيضا أي إبعاد أو مساس بالوجود الفلسطيني في غزة. و"هذا يمنح فرصة حقيقية لوقف الإبادة، ويتيح لحماس والفصائل الفلسطينية إعادة تقييم الحالة الوطنية بشكل شامل، والخروج بموقف موحّد يمكن أن يشكّل مدخلا لإنهاء الحرب وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني".
ويخلص المتحدث إلى أن موافقة حماس على المقترح الجديد "تمثل خطوة لإنقاذ الشعب الفلسطيني، وبداية لإيجاد مناخ إقليمي ودولي أكثر جدية لبلورة حل سياسي ينهي الحرب ويمنع أخطار التهجير والإبادة".
ومع التغيرات الميدانية في قطاع غزة، وتفاعل الحراك المدني في الداخل الإسرائيلي الذي يهدد بعصيان مدني تام، لا سيما مع التلويح بورقة الانتخابات التشريعية المقبلة، فقد يجد نتنياهو نفسه مضطرا إلى الموافقة على المقترح الجديد، ولو مؤقتا ومن دون أن يتخلى عن أهدافه الإستراتيجية التي كشف عنها مؤخرا.
ويقدم المدهون عددا من العوامل التي تجعل نتنياهو مضطرا لقبول هذا المقترح:
ومن ثم، فإن موافقة نتنياهو على المقترح الجديد تعد خطوة تكتيكية بحتة، أكثر من كونها استجابة صادقة لرغبة في إنهاء الحرب ووقف الإبادة الجماعية .
يذكر أن مصر وقطر والولايات المتحدة تقوم بجهود وساطة بين إسرائيل وحركة حماس للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، واستمرت آخر جولة مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين في الدوحة أسابيع عدة برعاية الوسطاء، قبل أن تنتهي في 25 يوليو/تموز الماضي من دون أن تسفر عن أي نتيجة.