أقر رئيس أركان إيال زامير اليوم خطة المرحلة التالية من الحرب وإن الجيش سينتقل إلى المرحلة التالية من عملية " عربات جدعون " في قطاع غزة ، في الوقت الذي يتمسك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشروطه لإنهاء الحرب، فيما اعتبرت حماس القرار بأنه موجة جديدة من الإبادة والتهجير.
وأشار زامير خلال جولة له في قطاع غزة إلى أن المعركة الحالية غير محدودة وأنها ضمن خطة طويلة المدى، وشدد زامير على أن الجيش عليه واجب أخلاقي لإعادة الأسرى الإسرائيليين.
وكان المجلس الوزاري الأمني في إسرائيل وافق الأسبوع الماضي على خطط للسيطرة على مدينة غزة ومخيمات للاجئين في ظل حرب مدمرة وحصار مستمرين منذ 22 شهرا.
واعتبر رئيس الوزراء يومها نتنياهو أن الخطة هي "أفضل وسيلة لإنهاء الحرب" متحديا الدعوات المتزايدة لوقف إطلاق النار ، لكن بدون التطرق إلى عملية "عربات جدعون".
وبحسب زامير فإن "عربات جدعون" حققت أهدافها، وأن "حماس لم تعد تملك القدرات التي كانت لديها قبل العملية، وقد ألحقنا بها أضرارًا جسيمة".
وأضاف زامير -وفق بيان صادر عن الجيش- أن "المعركة الحالية ليست حدثًا موضعيا (آنيا)، بل هي حلقة أخرى في خطة طويلة الأمد ومدروسة، في إطار رؤية متعددة الجبهات تستهدف كل مكونات المحور وعلى رأسه إيران".
وجاء في البيان أيضا أن الجيش سيعمل وفق "استراتيجية ذكية، متوازنة ومسؤولة … وسيُشغّل كل قدراته في البر والجو والبحر من أجل توجيه ضربات قوية لحماس ".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة لليوم السابع على التوالي وسط غارات جوية وقصف مدفعي يستهدف مناطق متفرقة من الحي.
وتقوم قوات الاحتلال المتوغلة في المحورين الشرقي والجنوبي من الحي بعمليات تجريف وتدمير لما تبقى من منازل ومنشآت مدنية في حي الزيتون.
وقال الدفاع المدني بغزة إن قوات الاحتلال دمرت أكثر من 400 منزل وبناية سكنية في حي الزيتون خلال الأيام القليلة الماضية.
وفي الأثناء جدد رئيس الوزراء نتياهو شروطه لإنهاء الحرب ومنها السيطرة الأمنية على القطاع ونزع سلاح الفصائل الفلسطينية.
وفي إطار مهاجمته للمتظاهرين الإسرائيليين الذين يطالبون بصفقة تبادل مع حماس تُخرج أسراهم من غزة، قال نتنياهو في مستهل اجتماع الحكومة الأسبوعي، "من يدعو اليوم لإنهاء الحرب
دون التخلص من حماس يعزز موقفها ويبعد تحرير المخطوفين ويشجع تكرار أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول" 2023.
وأضاف نتنياهو في جلسة الحكومة أن السيطرة الأمنية المستمرة على قطاع غزة هي أحد شروط إسرائيل لإنهاء الحرب وهي الشروط التي ترفضها حماس.
وتابع أن حكومته مصرة على نزع سلاح حماس وستنزع سلاح القطاع على المدى الطويل من خلال العمل ضد أي محاولة للتسلح.
وأشار نتنياهو إلى أن حماس تطالب بعكس شروط إسرائيل وتريد أن تنسحب من القطاع ومن محور فيلادلفيا والمنطقة العازلة.
في المقابل، قالت حركة حماس إن تصديق رئيس أركان العدو الإسرائيلي على خطط لاحتلال مدينة غزة إعلان عن موجة جديدة من الإبادة والتهجير الجماعي.
واعتبرت حماس خطط احتلال غزة وتهجير سكانها جريمة حرب كبرى تعكس استهتار الاحتلال بالقوانين الدولية والإنسانية.
ووصفت حماس حديث الاحتلال عن إدخال خيام إلى جنوب غزة تحت عنوان إنساني بالتضليل المكشوف للتغطية على جريمة تهجير ومجزرة وشيكة.
وذكرت أن نية نتنياهو إقامة إسرائيل الكبرى على حساب دول عربية تحتم إسناد شعبنا ومقاومته كخط دفاع أول عن الأمة.
من جهتها قالت حركة الجهاد الإسلامي إن إعلان جيش الاحتلال إدخال خيام إلى جنوب قطاع غزة، في إطار هجومه الوحشي لاحتلال المدينة هو استهزاء فجّ ووقح بالمواثيق الدولية.
وأضافت أنّ فرض تهجير السكان وسط معاناة مفتوحة من التجويع والمجازر والتشريد، يمثل جريمة متواصلة في حق الإنسانية.
وقالت الحركة إن هذا السلوك الإجرامي في غزة لا ينفصل عن سلسلة الجرائم اليومية التي يرتكبها الاحتلال في الضفة المحتلة، حيث تواصل قوات الاحتلال عمليات التوغل والاعتقال والاقتحام.
وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و944 شهيدا و155 ألفا و886 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 258 شخصا، بينهم 110 أطفال.