رفعت ولاية لويزيانا الأمريكية دعوى قضائية تتهم فيها شركة روبلوكس بتسهيل استغلال الأطفال، ما دفع منصة الألعاب الإلكترونية إلى رفض الادعاء باعتباره "غير صحيح".
وتزعم الدعوى التي أقامتها المدعية العامة لولاية لويزيانا، ليز موريل، أن شركة روبلوكس، ومقرها وادي السيليكون، تُسهّل توزيع مواد إباحية للأطفال واستغلال القاصرين.
وأكدت موريل في بيان لها أن "منصة روبلوكس مليئة بالمحتوى الضار والمتحرشين بالأطفال، لأنها تُعطي الأولوية لنمو عدد المستخدمين والإيرادات والأرباح على سلامة الأطفال".
وتتهم الدعوى القضائية روبلوكس بالتقصير "عن علم وعمداً" في تطبيق ضوابط السلامة الأساسية لحماية الأطفال.
ويستخدم ما يقرب من 82 مليون شخص روبلوكس يومياً، وأكثر من نصفهم دون سن 18 عاماً، وفقاً للدعوى.
من جانبها، قالت الشركة في ردها على الدعوى يوم الجمعة: "أي ادعاء بأن روبلوكس تُعرّض مستخدمينا عمداً لخطر الاستغلال هو ببساطة ادعاء غير صحيح".
وأضافت الشركة: "لا يوجد نظام مثالي، والجهات الخبيثة تتحايل لتجنب اكتشافها"، مؤكدةً أنها تعمل "بشكل متواصل" على تعزيز بيئة إنترنت آمنة على المنصة.
حظرت دولة قطر لعبة روبلوكس، استجابةً لمطالب شعبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك نظراً لما تشكله من خطر على الأطفال، وفق ما نقلته صحف محلية.
ونقلت تلك الصحف عن عدد من الآباء ومؤثري وسائل التواصل الاجتماعي، قولهم إن "روبلوكس" وغيرها من المنصات التفاعلية "لم تعد مجرد ألعاب، بل تحولت إلى مجتمعات رقمية مفتوحة يعيش فيها الأطفال تجارب حقيقية، ما يُعرّضهم لخطر التحرش والاستغلال الجنسي".
جاءت الخطوة القطرية بعد أن اتخذت دول عدة، من بينها الصين وتركيا وسلطنة عمان والأردن وكوريا الشمالية، الخطوة ذاتها.
وبررت تلك الدول حظر اللعبة لأسباب تتعلق بالرقابة على المحتوى، واحتوائها على عناصر تشجع السلوكيات غير اللائقة بين الأطفال، وكذلك بهدف الحفاظ على السلامة النفسية والرقمية للأطفال.
تمنح منصة روبلوكس المجانية، التي تجمع ملايين اللاعبين يومياً من شتى أنحاء الأرض، مستخدميها فرصة فريدة لإنشاء ألعابهم الخاصة، أو خوض مغامرات صممها آخرون.
ووسط هذه المغامرات، تبرز خاصية الدردشة أداة للتواصل بين اللاعبين، لكن هذه الميزة تحولت لأداة خطِرة، فالطفل قد يجد نفسه أمام أبواب مفتوحة تسمح للغرباء بمعرفة تفاصيل خاصة عنه، كعنوان سكنه، أو تعريضه للتحرش والتنمر الإلكتروني، وفق منتقدين.
وفي العام الجاري 2025، واجهت "روبلوكس" دعاوى قضائية وردود فعل عنيفة، لـ"عدم بذلها جهوداً كافية لحماية الأطفال"، أثناء استخدامهم لخدمات الألعاب التي توفرها، واتهامات بـ"استضافة محتوى إباحي واستدراج الأطفال، والتحريض على العنف".
وفي الشهر الماضي، رُفعت دعوى قضائية في ولاية "أيوا" الأمريكية بعد مزاعم بأن فتاة تبلغ من العمر 13 عاماً تعرّفت على متحرش بالغ عبر المنصة، ثم اختُطفت وهُرّبت عبر ولايات متعددة وتعرضت للاغتصاب.
تأسست منصة روبلوكس للألعاب والإبداع عبر الإنترنت عام 2004، وتتيح للمستخدمين اللعب وإنشاء ومشاركة التجارب الافتراضية.
وتُعدّ روبلوكس واحدة من أشهر منصات الإنترنت للأطفال، "حيث تُقدّم عالماً نابضاً بالحياة من الألعاب التفاعلية، واللعب التخيلي، والتعبير الإبداعي عن الذات"، وفقاً لمعهد سلامة الأسرة على الإنترنت (FOSI) غير الربحي.
يُرشد دليل معهد سلامة الأسرة على الإنترنت (FOSI) المتاح على موقعه الإلكتروني الآباء إلى "أساسيات روبلوكس، والطرق الشائعة لتفاعل الأطفال معها، وكيفية استخدام الميزات المدمجة مثل فلاتر المحتوى، وإعدادات الدردشة، وضوابط وقت الشاشة" لضمان السلامة.
كانت شركة روبلوكس قد أعلنت عن تحديثات أمنية رئيسية، أواخر العام الماضي، حيث قدمت أدوات تحكم أبوية عن بُعد، وقيدت ميزات التواصل للمستخدمين دون سن 13 عاماً.
ورحب معهد سلامة الأسرة على الإنترنت(FOSI) ، ومقره الولايات المتحدة، بهذه التغييرات آنذاك، وصرّح رئيسه بأن روبلوكس تتخذ "خطوات مهمة نحو بناء بيئة رقمية أكثر أماناً".