آخر الأخبار

"الإنسان أولا".. شعار يغطي جثث المجوعين في غزة

شارك





في مشهد يلخص مفارقة الألم والادعاء، وُجدت عبارة "الإنسان أولا" مطبوعة على طرد غذائي ملقى بجوار جثامين 3 فلسطينيين قتلوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي، بينما كانوا يحاولون الوصول إلى مساعدات في أحد مراكز التوزيع في قطاع غزة.

وأثارت الصورة التي وثقت الحادثة موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، إذ وصفها نشطاء بأنها تجسيد صارخ للهوة بين الشعارات الإنسانية المعلنة والواقع الدموي المأساوي تحت الحصار والتجويع.

وعبر نشطاء فلسطينيون عن سخطهم من المفارقة المؤلمة التي تظهر كيف يقابَل الجياع بالرصاص، وتفرَغ الشعارات الإنسانية من مضمونها، في وقت يواجه فيه أكثر من مليوني فلسطيني خطر المجاعة.

ورأى بعضهم في هذه الصورة فضيحة مدوية لأدعياء الإنسانية، معتبرين أنها تكشف الوجه الحقيقي لما وصفوه بـ"مراكز الموت الأميركية" التي تتستر خلف شعارات إنسانية زائفة، بينما يسهم وجودها في تعميق المأساة بدلا من التخفيف منها.

ونقل مغردون أن الطرد الغذائي الذي وُجد بجوار جثث الشهداء الثلاثة كان يحمل عبارة "الإنسان أولا"، لكن أحدهم كتب معلقا: "لكن المشهد يروي الحقيقة المؤلمة، ثلاثة مواطنين جائعين قتلوا بالرصاص…".



وأعاد آخرون نشر صور الجثامين المتحللة التي تُركت لساعات في العراء بعد قنص أصحابها أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الأميركية، معتبرين ما حدث "جريمة مزلزلة يجب ألا تمر بصمت".



إعلان

وكتب أحد النشطاء: "أكيد يقصدوا الإنسان يموت أولا، أو بمعنى أدق: يقنص"، فيما علق آخر: "في غزة، الإنسان ليس أولا.. الموت هو الأول دائما".



وأوضح مدونون أن ما كُتب على صناديق المساعدات يتناقض بشدة مع ما يحدث على الأرض، حيث تحولت مراكز توزيع الإغاثة إلى مصايد موت تخلف يوميا شهداء وجرحى.



وقالوا إن الشعار الذي طُبع على المساعدات ليس سوى غطاء لتجميل واقع الإبادة الصامتة، بينما الحقيقة تظهر في صور الدماء المختلطة بالطحين.



وتساءل كثيرون: "أين الإنسان في هذا المشهد؟ وأين تلك الإنسانية التي تُطبع على صناديق تسقط فوق جثث الجياع؟".

وفي مشهد أكثر فظاعة، أشار آخرون إلى أنه تم العثور على جثة متحللة مجهولة الهوية داخل إحدى كراتين المساعدات التي دخلت إلى غزة، ونُقلت لاحقا إلى مستشفى الشفاء من منطقة زيكيم شمالي القطاع.



وأضافوا أنه حتى اللحظة، لم تُعرف هوية الضحية ولا ملابسات مقتله، لكن الحادثة بحد ذاتها تكشف الكثير عن حجم الفوضى، وعن الواقع المظلم، وعن كيف تحولت الحياة والموت في غزة إلى تفاصيل تُنتشل من الركام أو تكتشف داخل صناديق يفترض أنها جاءت لإنقاذ الجياع.

ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة، إذ أغلقت في الثاني من مارس/آذار الماضي جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، مما تسبب في تفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل أمريكا فلسطين مصر

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا