في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تسود حالة من الهدوء الحذر في النزاع الإعلامي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، وذلك عقب مكالمة بين ممثلين عن الجانبين يوم الجمعة، وفقًا لما أفاد به مسؤولان في البيت الأبيض لموقع "بوليتيكو".
وقال أحد المسؤولين: "لقد توقف عن النشر، لكن ذلك لا يعني أنه راضٍ"، في إشارة إلى انقطاع ترامب عن النشر على منصة تروث سوشيال فيما يخص ماسك. وأضاف المسؤول الآخر، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته: "مستقبل العلاقة بينهما لا يزال غامضًا تمامًا".
ترامب يحدد "الخط الأحمر" لـ إيلون ماسك: تخطيه يعني "عواقب وخيمة"!
وقد علّق الطرفان حربهما الكلامية، التي شملت دعوة ماسك لعزل ترامب، وتهديد ترامب بقطع العقود الفيدرالية عن شركات ماسك. لكن حسب المصدرين، لم يكن أي منهما راغبًا فعليًا في التصعيد إلى هذا الحد.
ولم يرد متحدث باسم ماسك على طلب للتعليق.
أكثر ما أثار غضب ترامب، بحسب المسؤولين، هو تلميح ماسك بأن الرئيس مرتبط بالراحل جيفري إبستين، عندما قال إن ترامب "مذكور في ملفات إبستين". ورغم أنه من المعروف منذ سنوات أن اسم ترامب وارد في الوثائق القضائية المتعلقة بإبستين، فإن ترامب لم يُتهم بأي مخالفة قانونية مرتبطة بالقضية. لكن الذي أثار حفيظته بالفعل هو تباهي ماسك بأنه كان السبب في فوز ترامب، مدّعيًا أنه ساهم بأكثر من ربع مليار دولار من التبرعات السياسية.
وكتب ماسك على منصة X: "يا لها من قلة عرفان بالجميل"، بعد أن نسب لنفسه الفضل في انتصار ترامب في انتخابات نوفمبر.
واندلع الخلاف في وقت كان فيه ترامب وزعماء الحزب الجمهوري يسعون جاهدين لتمرير حزمة تشريعية ضخمة من السياسات الداخلية، يُتوقع أن تكون أبرز إنجازات الولاية الثانية للرئيس. وقد هاجم ماسك ما سماه "الفاتورة العملاقة"، واصفًا إياها بأنها تحتوي على "جبل من النفايات المقززة".
ورداً على ذلك، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت لموقع "بوليتيكو"، ونشرته ضمن تقرير اطلعت عليه "العربية Business": "كما قال الرئيس ترامب بنفسه، هو ماضٍ قدمًا للتركيز على تمرير مشروع القانون الكبير والجميل".
توتر العلاقة لم يبدأ مع التصريحات المتبادلة الأخيرة، بل بدأ قبلها حين شعر ترامب أن ماسك يبالغ في الحديث عن عجز دوجكوين (DOGE) عن إحداث تخفيضات ضخمة في البيروقراطية الفيدرالية. وتفاقم الخلاف حين سحب البيت الأبيض ترشيح جاريد إيزاكمان، مرشح ماسك لرئاسة وكالة ناسا، والذي كان يمثل آخر خيوط التحالف الهش بين الطرفين.
ووفقًا للمسؤولين، فإن سيرجيو غور، مدير شؤون الموظفين في البيت الأبيض والذي كان وراء هذا القرار، لطالما كان على خلاف مع ماسك.
وقد رفض ماسك التعاون مع غور بعد اجتماع لإدارة ترامب في مارس، قال فيه ترامب لرؤساء الوكالات إنهم هم المسؤولون عن مؤسساتهم، وليس ماسك، الذي كان حاضرًا في الغرفة.
حدث هذا بعد أن أطلق ماسك موجة من عمليات الفصل الجماعي في الوكالات الحكومية، وأصدر تحذيرات للموظفين، ما أدى إلى رفع دعاوى قضائية وانتقادات من مشرعين من كلا الحزبين.
ورغم أن معظم السياسيين والمستشارين الجمهوريين يعتقدون أن ترامب يتمتع بيد عليا في حال تجدد النزاع، فإن ماسك يُعد خصمًا فريدًا من نوعه: أغنى رجل في العالم، يملك منصة إعلامية تضاهي منصة الرئيس نفسه.