تُحذّر المؤسسات الأممية والصحية من خطر انتشار مرض الكوليرا في السودان، مطالبين بسرعة التدخل لمنع تحول المرض إلى وباء يَصعُب السيطرة عليه، وسط استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقالت الأمم المتحدة، في 28 مايو/أيار 2025، إنه تم الإبلاغ عن أكثر من 7700 حالة إصابة بالكوليرا - بما في ذلك أكثر من 1000 حالة بين الأطفال دون سن الخامسة - و185 حالة وفاة مرتبطة بالمرض في ولاية الخرطوم منذ يناير/كانون الثاني 2025، بحسب السلطات الصحية.
وفي السياق ذاته، تحذر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن "أكثر من مليون طفل معرضون للخطر مع انتشار الكوليرا في ولاية الخرطوم بالسودان".
وقال ممثل اليونيسف في السودان، شيلدون يت: "نحن نُسابق الزمن مع شركائنا لتوفير الرعاية الصحية الأساسية، والمياه النظيفة، والتغذية الجيدة، وغيرها من الخدمات المنقذة للحياة للأطفال الذين يُعتبرون من بين الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض القاتلة وسوء التغذية الحاد الوخيم".
وتقول منظمة "أطباء بلا حدود" إنه "بسبب هجمات الطائرات بدون طيار على محطات توليد الطاقة في أم درمان، لم تعد محطات معالجة المياه مزودة بالكهرباء، ولا يمكنها توفير مياه نظيفة من نهر النيل".
واضطرت العديد من العائلات السودانية إلى الحصول على المياه من مصادر غير آمنة وملوّثة، مما زاد من خطر الإصابة بالكوليرا، خاصة في الأحياء المكتظة ومواقع النزوح.
وتؤكد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان أن الوضع الإنساني في السودان "كارثي"، وأن نحو "80 في المئة من المنشآت الصحية لا تعمل".
وهذه ليست المرة الأولى التي يتأثر فيها السودان بمرض الكوليرا، لكن الصراع الدائر أضر بشكل كبير بالبنية التحتية الأساسية، مما يصعب جهود منع انتشار الكوليرا في السودان.
وتمكن الجيش السوداني خلال الأشهر الماضية من تحقيق مكاسب عسكرية على الأرض، إلا أن قوات الدعم السريع لا تزال تسيطر على أنحاء واسعة من جنوب السودان، إضافة إلى معظم إقليم دارفور في غرب البلاد.
ويعيش السودان أكبر أزمة نزوح في العالم بعد أن اضطر أكثر من 11 مليون شخص للفرار من ديارهم منذ اندلاع الحرب، منهم ما يقرب من 3 ملايين شخص عبروا الحدود إلى الدول المجاورة.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى انتشار سريع لأمراض الكوليرا والملاريا وحمى الضنك والحصبة الألمانية، نتيجة انهيار البنية التحتية، مع توقف عمل الأنظمة الصحية الحيوية وشبكات المواصلات وأنظمة المياه والصرف الصحي وخطوط الإمداد والإنتاج الزراعي.
وتطالب الأمم المتحدة طرفي الصراع في السودان، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بضرورة وقف الأعمال القتالية والتوافق على هدنة إنسانية لخلق فرصٍ للحوار، وضمان حماية المدنيين بما يتوافق مع حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، فضلا عن ضرورة التزام الطرفين بضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
وتشير تقارير أممية وحقوقية إلى انتهاكات إنسانية جسيمة يشهدها السودان، تشمل القتل العشوائي واستخدام المدنيين كدروع بشرية، فضلا عن الاغتصاب والاعتداءات الجنسية.
ولا يمكن التحقق بدقة من أعداد القتلى في السودان، لكن تشير تقديرات بعض المنظمات الإنسانية مثل "لجنة الإنقاذ الدولية"، وهي منظمة غير حكومية أمريكية، إلى أن عدد القتلى قد يتجاوز حاجز 150 ألف قتيل.
ولا يبدو أن الجيش السوداني أو الدعم السريع قادر على حسم الصراع في الوقت القريب، مما يزيد من مخاوف استمرار معاناة السودانيين.
برأيكم،
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 9 يونيو/حزيران.
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا .