آخر الأخبار

نواف سلام ونجيب ميقاتي: من هما مرشحا رئاسة الحكومة في لبنان؟

شارك الخبر
مصدر الصورة

بدأ الرئيس اللبناني الجديد جوزاف عون سلسلة مشاورات "ملزمة" لتسمية رئيس حكومة جديد وتكليفه بتشكيل حكومة في لبنان، إذ يجتمع رئيس الجمهورية اللبنانية مع النواب كأفراد أو ككتل نيابية، التي تقوم بدورها بتقديم ترشيحاتهم لتولي المنصب.

وتقسّم أعلى ثلاث مناصب سياسية في لبنان بين ثلاث طوائف دينية رئيسية، بحسب التعديلات التي أجريت على الدستور اللبناني بعد اتفاق الطائف، إذ يتولى منصب رئاسة الحكومة اللبنانية رئيس مسلم سنّي، بينما يتولى رئاسة مجلس النواب مسلم شيعي، ورئاسة الجمهورية مسيحي من الطائفة المارونية.

ولا يحدد الدستور اللبناني مهلة قانونية لتشكيل الحكومة، لكنه يُلزم رئيس الجمهورية بإجراء مشاورات وتكليف الشخصية التي تنال أكبر عدد من أصوات النواب.

وفي حال تعادل عدد الأصوات بين مرشحين، يمكن لرئيس الجمهورية اتخاذ قرار بتكليف أحدهما لتشكيل الحكومة، غير أنه لا يحق له سحب التكليف في حال فشل الشخصية المتوافق عليها.

وانحصرت تسميات النواب خلال الاستشارات النيابية بين نواف سلام ونجيب ميقاتي – وفضّل بعضهم عدم التسمية - بعد انسحاب المرشحين الآخرين فؤاد مخزومي وإبراهيم منيمنة .

وانتهت الجولة الأولى من الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها الرئيس عون لتسمية الرئيس المكلف بتأليف الحكومة بحصيلة 12 صوتاً لنواف سلام، بينما حصل نجيب ميقاتي على 8 أصوات.

فمن هما المرشحان الأوفر حظاً لرئاسة الحكومة؟

ميقاتي، ثلاث دورات، فهل ينجح في الرابعة؟

يشغل نجيب ميقاتي منصب رئيس الحكومة اللبنانية منذ عام 2021، إذ استمر في رئاسة حكومة تصريف الأعمال بعد شغور منصب رئيس البلاد لأكثر من عامين.

وُلد نجيب ميقاتي في 24 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1955، بمدينة طرابلس شمالي لبنان، لعائلة معروفة بتاريخها التجاري والاجتماعي، وتلقى تعليمه الأساسي في مدينته، قبل أن ينتقل إلى بيروت ليكمل دراسته الجامعية في الاقتصاد وإدارة الأعمال في الجامعة الأمريكية.

بعد تخرجه، واصل دراسته العليا في جامعات كبرى خارج لبنان، مثل جامعة إنسياد في فرنسا وجامعة هارفارد في الولايات المتحدة.

وبدأ ميقاتي حياته المهنية في مجال الأعمال، حيث أسس مع شقيقه طه شركة "إنفستكوم" للاتصالات في مطلع الثمانينيات، التي توسعت فيما بعد بسرعة لتصبح من أكبر شركات الاتصالات في الأسواق الناشئة، ثمّ باعها في عام 2006 لشركة "إم تي إن" الجنوب أفريقية في صفقة بلغت قيمتها 5.5 مليار دولار، مما وضعه في قائمة أثرياء العالم.

مصدر الصورة

وفي عام 1998، دخل ميقاتي عالم السياسة لأول مرة بعد تعيينه وزيراً للأشغال العامة والنقل في حكومة الرئيس سليم الحص حينها.

وفي عام 2005، تولى ميقاتي رئاسة الحكومة في لبنان للمرة الأولى، خلال مرحلة انتقالية تلت اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.

وأشرفت حكومته حينها على إجراء انتخابات برلمانية في ظل انسحاب الجيش السوري من لبنان، مما جعل تلك الفترة واحدة من أكثر المراحل حساسية في تاريخ البلاد.

عاد ميقاتي لرئاسة الحكومة في عام 2011، حين شكّل حكومته الثانية في ظل انقسام سياسي حاد وأحداث إقليمية متوترة بسبب اندلاع الحرب في سوريا، لكنه تبنى حينها سياسة "النأي بالنفس" بهدف "تجنيب لبنان تداعيات الصراع في سوريا" وهو ما أثار جدلاً محلياً واسعاً من أطراف طالبت باتخاذ موقف واضح تجاه الأزمة في البلد المجاور.

أما ولاية ميقاتي الثالثة كرئيس للحكومة فجاءت في 2021، وسط انهيار اقتصادي غير مسبوق شهده لبنان، إذ خاضت حكومته مفاوضات مع صندوق النقد الدولي والدول الداعمة لتأمين الدعم المالي للبنان، ثمّ أعقبها الحرب بين حزب الله وإسرائيل، التي شاركت حكومته فيها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في جنوب البلاد.

نواف سلاّم: قاضي المحكمة الدولية "الأوفر حظاً"

هذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها اسم نواف سلام لتشكيل الحكومة في لبنان، إذ طرح أول مرة عام 2019 بعد استقالة سعد الحريري على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت في لبنان بالتزامن مع الأزمة الاقتصادية التي شهدها البلد.

وبحسب نتائج الجولة الأولى من المشاورات، تشير التقديرات إلى أن سلام سيكون "الأوفر حظاً" لتشكيل الحكومة الجديدة.

ولد سلام في بيروت في ديسمبر/كانون الأول 1953، ونال شهادة الدكتوراة في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس ودرجة الماجستير في القانون من جامعة هارفارد الأمريكية.

مصدر الصورة

ويشغل حالياً منصب رئيس محكمة العدل الدولية، إذ انتخب لهذا المنصب في فبراير/شباط 2024، وليكون بذلك ثالث قاضٍ عربي يرأس المحكمة في تاريخها.

بدأ سلام مسيرته المهنية بالعمل في المحاماة، وأستاذاً لمادة "التاريخ المعاصر" في جامعة السوربون في باريس، وتوّلى منصب رئيس دائرة العلوم السياسية والإدارة في الجامعة الأمريكية في بيروت من عام 2005 إلى عام 2007.

وبدأ عمله السياسي عام 2007، إذ كان حينها سفيراً للبنان لدى الأمم المتحدة حتى عام 2017، عندما انضمّ إلى هيئة المحكمة الدولية في 2018.

ومثّل نواف سلام لبنان كنائب لرئيس الدورة السابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة ورئيس الجمعية بالنيابة في يوليو/تموز 2013، كما شارك أيضاً في تمثيل لبنان في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة عامي 2016 و2018.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا