بعد إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد عن اكتمال بناء سد النهضة بنسبة 100% دون تشاور مع دولتي المصب مصر والسودان، قال وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي، إن مسألة الأمن المائي تعد قضية وجودية بالنسبة لمصر.
رسالة من الرئيس السيسي للرئيس الأوغندي
جاء ذلك خلال زيارة وزير الخارجية المصري الحالية إلى أوغندا، حيث التقى عبد العاطي مع الرئيس الأوغندي، يوري موسيفيني، وسلمه رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي تؤكد أهمية الارتقاء بأواصر العلاقات التاريخية الوطيدة التي تجمع البلدين وسبل تعزيزها في كافة المجالات.
كما التقى عبد العاطي خلال الزيارة مع وزير العلاقات الدولية بجمهورية أوغندا هنري أوكيلو أورييم في مدينة عنتيبي، حيث ناقش الوزيران سبل تعزيز العلاقات الثنائية.
قضية الأمن المائي
وخلال الزيارة، تم الاتفاق على عقد مشاورات سياسية مشتركة بين البلدين على مستوى وزيري الخارجية تشمل مناقشة الموضوعات ذات الأولوية المشتركة بين البلدين على المستوى الثنائي والإقليمي، بمشاركة كل من وزيري المياه والبيئة والتجارة الأوغنديين، على أن تعقد المشاورات في أقرب فرصة.
وفيما يتعلق بقضية الأمن المائي، تطرق الوزيران إلى سبل تعزيز التعاون المشترك على المستوى الثنائي فيما يتعلق بإدارة وتنمية الموارد المائية، وضرورة دراسة مشروعات مشتركة تعم بالفائدة والمنفعة على جميع دول حوض النيل الجنوبي، بحيث تقوم مصر وأوغندا بتكثيف التعاون مع دول حوض النيل الجنوبي في هذا المجال.
"الأمن المائي قضية وجودية لمصر"
وشدد الوزير عبد العاطي على أن مسألة الأمن المائي تعد قضية وجودية بالنسبة لمصر، مشيرا إلى ضرورة أن يكون التعاون على أساس القانون الدولي خاصة مبدأ التوافق وعدم إحداث ضرر والإخطار المسبق.
كما تناول الوزيران خلال المباحثات باستفاضة عدد من القضايا الإقليمية التي تخص المنطقة، ودور البلدين في زيادة التعاون المشترك، والتوصل لحلول سلمية للمنازعات القائمة، خاصة في السودان والصومال ومنطقة القرن الإفريقي.
وشدد وزير الخارجية المصري، من جانبه، على أهمية توفير الدعم الكامل للدولة الصومالية ولمؤسساتها الوطنية والحفاظ على سيادة الصومال ووحدة وسلامه أراضيه.
تعاون مشترك في عدة مجالات
يذكر أن التعاون بين مصر وأوغندا شهد تقدما كبيرا خلال الفترة الماضية في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والمائية وغيرها من المجالات، كما شهد تعاونا وتفاهما في عدد من الملفات الإقليمية على رأسها ملفات الأمن المائي والأزمة في السودان والصومال والقرن الإفريقي.
يذكر أن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، كان قد أعلن، أمس الخميس، عن اكتمال أعمال البناء لسد النهضة بنسبة 100%، مؤكدا التزام إثيوبيا بمواصلة العمل على تحقيق آمالها التنموية من دون إلحاق الضرر بأحد.
مصر تحتفظ بحقها للدفاع عن مصالحها
فيما أعلنت مصر في وقت سابق، أن قضية المفاوضات مع أديس أبابا حول السد توقفت، وأنها تحتفظ بحقها في الدفاع عن مصالحها.
وقبل أيام، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن بلاده تستخدم كافة أدواتها فيما يخص ملف سد النهضة، لمنع الشر المحتمل.
ومازال السد يثير أزمة كبيرة بين مصر وإثيوبيا بسبب تعنت أديس أبابا في المفاوضات، وتجاهل رغبة دولتي المصب مصر والسودان في التوصل لحل، أو التوقيع على اتفاق قانوني ملزم فيما يخص الملء والتشغيل.