آخر الأخبار

نهج مبتكر يختصر الوقت والتكلفة في علاج السرطان

شارك

كشفت دراسة علمية جديدة عن تقنية مبتكرة تساعد على تجاوز القيود التي تفرضها الطرق المخبرية التقليدية لإنتاج الخلايا المناعية المعدلة وراثيا المستخدمة لعلاج السرطان.

يتم تعديل الخلايا التائية في جهاز المناعة جينيا لتزويدها بمستقبلات خاصة تمكنها من التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها بدقة، فيما يعرف ب الخلايا التائية المعدلة "سي إيه آر تي" (CAR T) .

وقد أثبتت هذه الطريقة نجاحا كبيرا في بعض أنواع سرطانات الدم ، لكنها ما تزال محدودة في الأورام الصلبة وتواجه تحديات إنتاجية ومالية كبيرة، وهذا يجعل الوصول إليها صعبا في بعض الحالات.

ويؤكد الباحثون أن النهج الجديد، الذي يعتمد على إنتاج هذه الخلايا داخل جسم المريض مباشرة بدل تصنيعها في المختبر، يمكن أن يحدث نقلة نوعية في علاج السرطان، بفضل كفاءته وسرعة تطبيقه وانخفاض تكلفته مقارنة بالطرق التقليدية.

وأجرى الدراسة باحثون من عدة أقسام متخصصة في أمراض الدم والأورام في مستشفيات جامعة البحرية الطبية في شانغهاي ومقاطعة شاندونغ في الصين، ونشرت في مجلة الجينات والأمراض (Genes & Diseases) في أغسطس/آب الماضي، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

مصدر الصورة

تحديات الإنتاج التقليدي

ورغم النجاح الكبير لخلايا سي إيه آر تي في علاج الأورام الدموية، إلا أن إنتاجها بالطريقة التقليدية خارج الجسم يظل معقدا ومكلفا ويستغرق وقتا طويلا، يمتد عادة ما بين أسبوعين و3 أسابيع.

ويشمل إنتاجها مخبريا عدة مراحل: بداية بأخذ خلايا المناعة من المريض (عزل الخلايا التائية)، ثم تنشيطها، يلي ذلك تعديلها وراثيا لإضافة المستقبلات الخاصة التي تمكنها من مهاجمة الخلايا السرطانية.

ويتم بعد ذلك مضاعفة هذه الخلايا في المختبر، وتختبر في النهاية لضمان جودتها وسلامتها قبل إعادة حقنها في جسم المريض.

وتزداد صعوبة هذه الطريقة لأنها تجرى لكل مريض على حدة، ما يحد من إمكانية استخدام العلاج بسرعة في الأمراض سريعة التطور، كما يحد من القدرة على تلبية احتياجات جميع المرضى في الوقت المناسب.

مصدر الصورة

خطوة ثورية

تمثل الطريقة الجديدة لإنتاج خلايا سي إيه آر تي داخل الجسم طفرة واعدة في علاج السرطان، إذ تلغي الحاجة إلى المراحل الطويلة والمعقدة في المختبر. وبدلا من تعديل الخلايا التائية خارج الجسم، ترسَل التعليمات الجينية مباشرة إلى الخلايا التائية في جسم المريض، لتصبح قادرة على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها، وتستغرق هذه العملية ساعات قليلة فقط.

إعلان

ومن أبرز مزايا هذا الأسلوب القدرة على إنتاج عدد أكبر من الخلايا المعدلة بسهولة، مع خفض التكاليف مقارنة بالطرق التقليدية، إضافة إلى الحفاظ على كفاءة الخلايا التائية، وهذا يعزز فعالية العلاج، بخلاف الخلايا المعدلة في المختبر التي غالبا ما تقل فعاليتها.

وتشير الدراسة إلى أن هذا العلاج واعد بشكل خاص لعلاج السرطانات سريعة التطور، ويساعد استخدام أنظمة دقيقة قائمة على الجسيمات النانوية والنواقل الفيروسية على إيصال التعليمات الجينية بكفاءة إلى الخلايا التائية والحفاظ على استقرار عملها.

وقد أثبتت هذه الوسائل نسب نجاح مرتفعة مع مخاطر أقل مقارنة بالطرق التقليدية، ولكن يظل هذا النهج محفوفا بتحديات بحثية مهمة، مثل احتمال حدوث تأثيرات على خلايا سليمة، أو ردود مناعية غير مرغوبة، أو طفرات جينية.

ويحتاج العلماء إلى المزيد من الأبحاث للتأكد من سلامة هذه الطريقة قبل اعتمادها واستخدامها على نطاق واسع، كما أن نجاحها عمليا يعتمد على تحقيق توازن بين خفض التكلفة وضمان كفاءة الخلايا.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار