هل يمكنك تخيّل أن تدخل أحد الأسواق أو محلات السوبرماركت، وتملأ سلتك بما تحتاجه، ثم تتجه إلى صندوق الدفع لتُخرج محفظتك كالمعتاد، لكنك تُفاجأ بأن البائع لا يقبل النقود ويقول: نعتذر.. الدفع الإلكتروني فقط.
هذا المشهد الذي قد يبدو غريبا لم يعد احتمالا مستقبليا، بل أصبح واقعا يوميا في عدد متزايد من دول العالم. مجتمعات كاملة تتحول بسرعة إلى عالم بلا نقود، حيث تختفي العملات الورقية والمعدنية لتحل محلها الهواتف والتطبيقات الذكية والمحافظ الرقمية و"الدفع اللاتلامسي".
كيف وصل العالم إلى هذه المرحلة؟ وما الدول التي سبقت الجميع؟ وما إيجابيات ومخاطر هذا التحول؟ وما موقع العرب ضمن هذا المشهد العالمي الجديد؟ هذا ما يستعرضه التقرير.
المجتمع غير النقدي هو مجتمع لا تُستخدم فيه العملات الصعبة أو الشيكات، بل تتم المدفوعات إلكترونيا باستخدام بطاقات الائتمان والخصم والتحويلات الإلكترونية، بما في ذلك تحويلات الأفراد. وتُسهّل هذه الوسائل الحياة اليومية، فالمسافرون مثلا لا يضطرون لحمل العملات الأجنبية وفقا لمنصة "أبسكو".
ورغم المكاسب الكبيرة لهذا التحول -مثل السرعة وتقليل التكاليف والحد من الاقتصاد الموازي- لكنه يثير تساؤلات حول الأمن السيبراني ، والخصوصية، وإمكانية استبعاد الفئات الأقل قدرة على الوصول للتكنولوجيا.
يشهد العالم تحولا متسارعا نحو الاقتصادات غير النقدية، مع تراجع المعاملات الورقية أمام صعود المدفوعات الرقمية المدفوعة بالتوسع في استخدام الهواتف الذكية والتطبيقات المصرفية وأنظمة الدفع الفورية.
وارتفع حجم المدفوعات غير النقدية عالميا بأكثر من 80% بين 2020 و2025، من نحو تريليون معاملة إلى 1.9 تريليون، ومن المتوقع أن تتضاعف 3 مرات بحلول 2030 وفقا لتحليل شركة "بي دبليو سي".
وتشير المقارنات الدولية إلى أن بعض الشعوب لا تتجاوز فيها المدفوعات النقدية 1% إلى 5% من إجمالي التعاملات وفقا لمنصة "زيمبلر".
تفخر السويد بكونها أول دولة خالية من النقد في العالم، إذ تُجرى أغلب المعاملات المالية إلكترونيا. وتشير التقارير إلى أن أقل من 1% من جميع المعاملات في السويد تتم نقدا، مما يجعلها الأكثر تقدما في المدفوعات الرقمية وفقا لمنصة "جورغان جوش".
بدأ التحول في أوائل العقد الأول من القرن الـ21، مستفيدا من البنية الرقمية القوية، ووعي السكان التكنولوجي، والنظام المصرفي الموثوق به.
وتعزز المسار بإطلاق تطبيق "سويش" عام 2012، وهو تطبيق دفع عبر الهاتف المحمول طورته بنوك سويدية كبرى، وغيّر طريقة تعامل السويديين مع الأموال عبر إرسال المدفوعات لحظيا باستخدام رقم الهاتف.
وانتشر التطبيق بسرعة، واليوم تستخدم المقاهي والأسواق والكنائس المحلية منصات مثل "سويش" و"كلارنا" و"بانك آي دي" بدلا من ماكينات الدفع التقليدية.
كما طبقت الحكومة والبنك المركزي قوانين صارمة للأمن السيبراني وشجعا على الدفع اللاتلامسي، في حين أوقفت بعض البنوك التعامل بالأموال المادية تماما، مما جعل سحب النقود نادرا في بعض المناطق.
وفق منصة "تشيز. كوم"، تتنوع طرق الدفع الرقمي وتشمل:
وفق بنك أوف أميركا ومنصة "تشيز. كوم":
بحسب المصدر ذاته:
وفقا لمنصتي "كور باي" و"فيجيوال كابيتاليست":
1) السويد
2) فنلندا
3) الصين
5) الدانمارك
7) أستراليا
8) هولندا
9) كندا
10) آيسلاندا
تشهد دول الخليج العربي تحولا متسارعا نحو الاقتصادات غير النقدية بفضل البنية الرقمية المتقدمة وانتشار الإنترنت والهواتف الذكية.
أبرز 5 دول عربية تعتمد الدفع الرقمي وفقا لتصنيف "فيجيوال كابيتاليست":
1) الإمارات (19 عالميا)
2) البحرين (21)
3) قطر (24)
4) السعودية (30)
5) الكويت (34)
لا تزال العديد من الدول، خصوصا الفقيرة، تعتمد على النقد بسبب ضعف البنية المصرفية وضعف انتشار الإنترنت وارتفاع تكلفة أجهزة الدفع الإلكتروني.
وبحسب المصدر فإن أبرز 10 دول اعتمادا على النقد هي:
وتُظهر الدراسات أن العالم يتجه بخطى سريعة نحو مجتمعات شبه خالية من النقد، حيث تحولت بعض الشعوب إلى نمط معيشي يكاد يخلو من استخدام العملات الورقية.
ولا يمثل هذا التحول مجرد تطور تكنولوجي، بل تغييرا عميقا في طبيعة الاقتصاد العالمي، مما يفرض على الدول، بما فيها العربية، مواكبة التحول لضمان بقاء اقتصاداتها قادرة على المنافسة في عصر الرقمنة المتسارعة.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة