أكدت المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء أن إسبانيا ستحظى بالحماية من أي رسوم جمركية انتقامية محتملة من قبل الولايات المتحدة.
وأوضح أولوف جيل، المتحدث باسم المفوضية للتجارة: "سنرد بشكل مناسب على أي إجراءات تُتخذ ضد دولة عضو، كما نفعل دائمًا، مع التأكيد على أن الحوار يظل أفضل وسيلة لحل أي خلاف."
وأشارت بروكسل إلى أن جميع دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك إسبانيا، تخضع لسياسة تجارية مشتركة، ما يعني أن أي تمييز في الرسوم الجمركية سيكون خرقًا مباشرًا لهذه السياسة.
يأتي ذلك بعد يوم من تصريحات ترامب التي انتقد فيها تباطؤ إنفاق إسبانيا الدفاعي ، ملوحًا بإمكانية فرض تعريفات جمركية عقابية، وهو أسلوب استخدمه في السابق لتعزيز أهداف سياسته الخارجية.
يعود الخلاف إلى قمة الناتو في يونيو الماضي، حين اتفق الحلفاء على الالتزام بإنفاق 5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، وهي النسبة التي اقترحها ترامب شخصيًا.
تم تقسيم الهدف إلى 3.5% على الإنفاق الدفاعي الأساسي و1.5% على الاستثمارات المرتبطة بالبنية التحتية والتأهب المدني والصناعة والابتكار.
لكن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وصف النسبة بأنها "غير معقولة" وطلب إعفاء بلاده، مشيرًا إلى أن بلوغ 5% سيستلزم تخفيضات حادة في الإنفاق الاجتماعي، وهو ما ترفضه الحكومة الائتلافية التقدمية.
وتم بعد ذلك تعديل لغة الإعلان النهائي لحلف الناتو للسماح بمرونة أكبر في الوصول إلى هدف الـ 5%، مما أعفى إسبانيا من التعهد.
ومنذ ذلك الحين، أعرب ترامب مرارًا وتكرارًا عن أسفه واستنكاره للإعفاء الإسباني، مقترحًا في إحدى المراتطرد الدولةمن الحلف الأطلسي.
على الرغم من التوترات، التقى ترامب وسانشيز خلال قمة السلام في مصر ، للاحتفال بتحرير الرهائن الإسرائيليين وبدء وقف إطلاق النار في غزة.
ورغم الكلمات الودية والتصافح، بقي الخلاف حول الإنفاق الدفاعي حاضرًا. وقال سانشيز لاحقًا لإذاعة إسبانية:
"العلاقات بين الولايات المتحدة وإسبانيا إيجابية وعميقة ومتينة."
بعد عودته، شدد ترامب على أنه "غير سعيد للغاية" بإسبانيا، وربط رفضها زيادة الإنفاق الدفاعي بموقعها الجغرافي في جنوب أوروبا، مؤكدًا أن إسبانيا تحصل على الحماية تلقائيًا بسبب موقعها الاستراتيجي.
وردًا على سؤال حول هذه التصريحات، قال الأمين العام لحلف الناتو مارك روته إن قيادة ترامب كانت "مهمة للغاية" لتكريس هدف الـ5%.
وقال روته يوم الأربعاء: "في لاهاي، كان لدينا إجماع". "وافقت إسبانيا تمامًا على أهداف القدرات. لذا أعتقد أنه من المهم ملاحظة ذلك."
إذا نفّذ ترامب تهديده ب فرض رسوم على السلع الإسبانية ، سيكون ذلك انتهاكًا مباشرًا للاتفاق التجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، المبرم في يوليو الماضي.
ويفرض الاتفاق تعريفة جمركية "شاملة" بنسبة 15% على معظم السلع الأوروبية المتجهة إلى السوق الأمريكية، بينما تُعفى الغالبية العظمى من السلع الأمريكية من الرسوم عند دخولها السوق الأوروبية.
وتستمر بروكسل في الاستثمار بالاقتصاد الأمريكي وشراء التكنولوجيا الأمريكية بمليارات الدولارات، بينما لم تقدم واشنطن أي تعهد مماثل. وتبقى ملفات اللوائح الرقمية والسياسات الخضراء محل خلاف بين الجانبين، وسط رفض أوروبي للانحياز في شروط الاتفاق التجاري.