آخر الأخبار

بطريقة غريبة.. احتالت امرأة على الفرنسيين وجنت 50 مليونا

شارك
تيريز هومبرت وزوجها - أرشيفية

على مر التاريخ، قاد العديد من الأشخاص عمليات احتيال جنوا من ورائها ثروات طائلة. ففي القرن الماضي، تظاهر فكتور لوستغ (Victor Lustig) بكونه مبعوثا حكوميا واتجه للتحيل على عدد من الأشخاص عن طريق محاولة بيعهم برج إيفل. كما عمد في الآن ذاته للاحتيال على أناس آخرين عبر إقناعهم بامتلاكه لآلة، عبارة عن صندوق، لطباعة الأوراق المالية. وعمد بالفترة ذاتها أيضا شارل بونزي (Charles Ponzi) لحيلة مشابهة حيث أسس الأخير ما يوصف بنظام بونزي، الملقب أيضا بالهرم المالي، وتحيل على عدد كبير من الناس. وفي الفترة المعاصرة، اعتمد الأميركي برنارد مادوف (Bernard Madoff) على نظام بونزي ليجني عشرات ملايين الدولارات.

وإلى هذه القائمة، تنضم الفرنسية تيريز هومبرت (Thérèse Humbert) التي تحيلت على العديد من الفرنسيين والبنوك وجنت مبالغ طائلة.

تيريز هومبرت عام 1903 - تعبيرية

احتالت على زوجها

ولدت تيريز هومبرت عام 1855 في عائلة فرنسية فقيرة في منطقة أوسون (Aussonne). وأثناء فترة شبابه، حاول والد تيريز هومبرت شراء أرض فلاحية عن طريق التحيل حيث لجأ للإقتراض موهما الناس أنه سيصبح ثريا قريبا بسبب انتظاره لإرث هائل سيحصل عليه من أحد أقربائه المتوفين حديثا.

توفي والد تيريز هومبرت لاحقا، تاركا لعائلته ديونا كبيرة عجزوا عن سدادها. وانطلاقا من ذلك، أخذت تيريز هومبرت على عاتقها مهمة الحتيال على الناس لجني المال. وفي الأثناء، كان أول ضحاياها زوجها فريدريك هومبرت (Frédéric Humbert) الذي أصبح فيما بعد نائبا والذي لم يكن سوى ابن وزير العدل الفرنسي غوستاف هومبرت.

وقبيل زواجهما، أوهمت هذه المرأة المتحيلة عائلة زوجها أنها الوريثة الوحيدة لقريبتها التي كانت على وشك الموت. وأكدت تيريز هومبرت أيض لعائلة زوجها أن قريبتها تمتلك قصرا وثروة طائلة. وعلى الرغم من كشف كذبها لاحقا، قبل زوجها فريدريك هومبرت بالبقاء معها ومواصلة حياته معها، كما اتجه أيضا للمشاركة بعمليات الاحتيال التي قادتها.

رسم تخيلي يفسر عملية تحيل تيريز هومبرت

قصة احتيال غريبة بفرنسا

وضمن واحدة من أشهر عمليات الاحتيال بفرنسا، تحدثت تيريز هومبرت سنة 1879 عن حصولها على نسبة من ثروة مليونير أميركي يدعى هنري روبرت كراوفورد (Robert Henry Crawford) بسبب قيامها بإنقاذ حياته خلال إحدى المرات عندما تعرض لسكتة قلبية أثناء سفره بالقطار.

من ناحية أخرى، أكدت المحتالة الفرنسية أنها تخوض معركة قضائية ضد أبناء أخ هنري روبرت كراوفورد، الذي قالت إنه توفي، للحصول على حقها بالميراث. ولإقناع الجميع بذلك، رفعت تيريز هومبرت قضية ضد أبناء أخ هنري روبرت كراوفورد. ولمنح الأمر شكلا واقعيا، انتحل أخوة تيريز هومبرت صفة أبناء أخ هنري روبرت كراوفورد.

فضلا عن ذلك، اتجهت المتحيلة الفرنسية لتتبعهم بالمحاكم وحصلت أيضا على وثيقة تثبت تنازل أبناء أخ هنري روبرت كراوفورد على قسم من ثروتهم لصالحها ضمن نوع من المفاهمات لغلق القضية.

مستغلة كل هذا، تنقلت تيريز هومبرت بين العديد من الأثرياء والبنوك وحصلت على قروض هائلة منهم مستغلة قرب فوزها بقضيتها، المزعومة والمفبركة، حول ميراث السيد هنري روبرت كراوفورد. ولسداد ديونها لدى عدد من الأثرياء الذين استعجلوا الحصول على أموالهم، لجأت المتحيلة الفرنسية لإقتراض أموال من أشخاص آخرين منشئة بذلك نوعا من أنواع نظام بونزي.

رسم تخيلي يجسد محاكمة تيريز هومبرت

وبفضل الأموال الطائلة التي جنتها من عملية الحتيال هذه، اشترت تيريز هومبرت رفقة زوجها، المحامي الذي دافع عنها أمام المحاكم بقضيتها المزعومة، قصر فيف أو (Vives-Eaux) الواقع عند نهر السين على مقربة من باريس. أيضا، حصلت الأخيرة على مكانة اجتماعية مرموقة واستدعيت بالعديد من المرات لحضور مناسبات وموائد عشاء نظمها الأثرياء الفرنسيون.

استمرت عملية التحيل هذه نحو 20 سنة قبل أن يتجه أحد القضاء، عقب قرار قضائي، لفتح الخزينة الحديدية التي تواجدت بها وثائق الميراث المزعوم لهومبرت. وحينها، ذهل الجميع حيث لم توجد بالخزينة سوى قطعة نقدية واحدة من فئة بنس.

وعقب هذه الحادثة، قبض على الزوجين هومبرت، الذين فرا من البلاد، في مدريد أواخر العام 1902. ومع إعادتهما لفرنسا، نال الزوجان حكما بالسجن 5 سنوات فقط. وفي الأثناء، أثارت هذه الواقعة غضب الشارع الفرنسي والبنوك والمدينين الذين خسروا أموالهم حيث وصف الجميع حينها الحكم باللين على امرأة نهبت ما يقارب 50 مليون فرنك فرنسي.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار