عندما تصبح الحياة مزدحمة وترتفع مستويات التوتر، فليس من غير المألوف أن تجد نفسك تدخل إلى غرفة وتنسى سبب دخولك إليها، أو تفقد تسلسل أفكارك في منتصف الجملة أو تكافح من أجل التركيز على المهام البسيطة.
وقد يكون من الصعب العودة إلى العمل أو الدراسة، خاصة بعد عطلة نهاية الأسبوع.
يُطلق على هذه الأعراض، الضبابية الذهنية وغالبا تعرف بـ"ضباب الدماغ"، ورغم أنها ليست حالة طبية في حد ذاتها، إلا أنها تشير إلى مجموعة من الأعراض المرتبطة بالإدارك، مثل صعوبة التركيز والنسيان والبطء العقلي.
ومن الممكن أن تشمل الأسباب الشائعة للضبابية الذهنية، انقطاع الطمث أو فترة ما قبل انقطاع الطمث، وحالات مثل مرض كوفيد طويل الأمد والأمراض المناعية الذاتية مثل مرض الذئبة الحمراء، كما يمكن أن تصيبك عندما يكون هناك الكثير من الأفكار بداخل ذهنك.
ويقدم لنا الطبيب ثاراكا، هذه النصائح الأربع و وبعض النصائح الأخرى للمساعدة في التغلب على ضباب الدماغ.
قد يحدث ضباب الدماغ لأي شخص، ولا يعد فشلاً شخصياً أو علامة على عدم قدرتك على التكيُف.
بل يكون ببساطة، وفي كثير من الأحيان، الطريقة التي يقول بها عقلك، إنه متعب أو متوتر أو مرهق.
ذكّر نفسك بأن ضباب الدماغ يكون، في العادة، مؤقتاً، ومن الطبيعي أن تبُطئ أو تؤجل مهامك أو تطلب المساعدة عندما تحتاج إليها.
إذا كنت تشعر بالقلق، فيجب عليك الاتصال بطبيبك.
قلل من إرهاق اتخاذ القرار من خلال إيجاد إيقاع محدد لأيامك، فاتباع نظام محدد يومي يمكن أن يزيل الضغط عن ذاكرتك.
إذ أن معرفة الخطوات المقبلة، يمنع عقلك من السؤال المستمر: "ماذا أفعل اليوم؟"
من المفيد وضع روتين صباحي ومسائي، وحتى ولو روتين بسيط مثل ترتيب الملابس أو تحضير وجبة الإفطار مسبقاً، فذلك يحرر عقلك من اتخاذ القرارات المستمرة.
من السهل ملء مفكرتك بالتزامات متتالية كالاجتماعات والمناسبات الاجتماعية، والمهمات اليومية، دون ترك أي مساحة للتنفس.
لكن القفز المستمر من شيء لآخر قد لا يترك لعقلك وقتاً، لإعادة ضبط نفسه، ما يزيد من احتمالية ضبابية الدماغ.
حاول عمداً، وضع جدول لفترات راحة قصيرة بين الأنشطة، حتى لو كانت ما بين خمس إلى عشر دقائق فقط من أجل تمديد جسدك أو تناول مشروب أو الخروج أو الجلوس بهدوء.
فكر في هذه الفواصل الزمنية كأنها حواجز ذهنية، فهي تمنح عقلك فرصة لاستيعاب ما قمت به للتو، والتخلص من التوترالمستمر والاستعداد لما هو قادم.
إن محاولة الاحتفاظ بكل موعد ومهمة وتذكير في رأسك يمكن أن تؤدي بسرعة إلى الفوضى الذهنية والنسيان.
دع التكنولوجيا هي التي تقوم بتذكيرك، واستخدم التقويمات وتطبيقات التذكير لتفريع مساحة من ذاكرتك.
قم بجدولة المهام المتكررة بحيث تحدث تلقائياً فعلى سبيل المثال، قم بحجز الغداء في مفكرتك كل يوم أواضبط جدول تذكيرات أسبوعي للفواتير والأعمال المنزلية.
وهذا يعني أنك لا تفكر باستمرار، وتقول "ما الذي أحتاج إلى تذكره بعد ذلك؟"
وإلى جانب هذه الاستراتيجيات اليومية العملية، يوصي الدكتور ثاراكا أيضاً بممارسة بعض العادات لدعم صحة الدماغ وزيادة التركيز.
النوم: النوم أساسي، فهو يمنح دماغك وقتاً للراحة وترسيخ الذكريات.أحرص على النوم ما بين سبع وتسع ساعات كل ليلة.
الماء: تتكون أجسامنا من حوالي 60 في المئة من الماء، وحتى الجفاف البسيط قد يجعلك تشعر بعدم التركيز، لذا احتفظ بالماء بالقرب منك وتناوله بانتظام.
النشاط البدني: يُعزز تحريك جسمك تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ، مما يُساعدك على التفكير بوضوح أكبر. حاول المشي لمسافات قصيرة، أو الركض الخفيف، أو تمديد جسدك بانتظام.
التغذية: غذِّ دماغك بالأطعمة الكاملة بدلاً من المُصنّعة. فالكولين عنصر غذائي أساسي لصحة الدماغ، لذا فإن تناول أطعمة غنية به، مثل البيض والأسماك والمكسرات، يُساعد على التركيز.
التوتر: يُغرق التوتر المزمن الجسم بالكورتيزول، وهو هرمون يُساعد على تنظيم استجابة الجسم للتوتر، مما قد يُعيق تفكيرك. ابحث عن طرق لتخفيف التوتر من خلال تمارين التنفس والتأمل وممارسة الهوايات.