آخر الأخبار

الذكاء الاصطناعي يرسب في أول اختبار تعليمي بكوريا الجنوبية

شارك
الذكاء الاصطناعي (تعبيرية - آيستوك)

انتهى مشروع الكتب المدرسية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي إلى فشلٍ مدوٍّ، ليُسحب من المدارس بعد أربعة أشهر فقط من إطلاقه.

يأتي ذلك بعد عامٍ ونصف من الوعود الحكومية بتحويل الفصول الدراسية في كوريا الجنوبية إلى بيئات تعليمية ذكية.

كان الهدف من المشروع الطموح الذي أطلقته إدارة الرئيس السابق يون سوك يول، هو توفير تجربة تعلم شخصية لكل طالب، وتخفيف أعباء المعلمين، ومنع التسرب الدراسي.

جاءت النتيجة معاكسة تماماً، إذ اشتكى الطلاب والمعلمون من أخطاء تقنية ومعلوماتية، ومخاوف تتعلق بالخصوصية، إلى جانب زيادة في ضغط العمل داخل الفصول، بحسب تقرير نشره موقع "restofworld" واطلعت عليه "العربية Business".

تجربة لم تصمد أمام الواقع

قال الطالب كو هو دام، وهو في المرحلة الثانوية بجزيرة جيجو: "إن الحماس سرعان ما تحوّل إلى خيبة أمل: "تعطلت الحصص بسبب مشكلات تقنية في الكتب، ولم أكن أعرف كيف أستخدمها جيداً... كان من الصعب التركيز أثناء العمل الفردي على الحاسوب، ولم تكن الدروس مخصصة لمستواي."

تكررت شكاوى مماثلة تكررت في مختلف أنحاء البلاد، دفعت الحكومة في النهاية إلى تجريد الكتب من صفة رسمية، لتصبح مجرد مواد مساعدة تُترك حرية استخدامها للمدارس.

أنفقت الحكومة أكثر من 1.2 تريليون وون (850 مليون دولار) على البرنامج، إلى جانب 800 مليار وون (567 مليون دولار) استثمرتها شركات النشر في تطوير هذه الكتب.

لكن المشروع واجه منذ البداية انتقادات حادة من نقابات المعلمين ومنظمات مدنية، رفعت دعوى قضائية ضد وزارة التعليم متهمةً إياها بتجاوز الصلاحيات، ومخالفة معايير حماية بيانات الأطفال.

وقالت الناشطة جانغ ها-نا من منظمة Political Mamas: "الكتب الرقمية تزيد من وقت تعرض الأطفال للشاشات وتضعف مهاراتهم في القراءة والتواصل."

انهيار سياسي وبرنامج متعثر

أُقيل الرئيس يون بعد عزله من البرلمان، بينما فاز منافسه لي جاي ميونغ الذي تعهّد بإلغاء المشروع.

وبحلول أغسطس الماضي، ألغى البرلمان رسميًا صفة الكتاب المدرسي عن البرنامج، لتتراجع نسبة المدارس التي تستخدمه من 37% في الفصل الأول إلى 19% فقط في سبتمبر.

النائبة كانغ كيونغ سوك تساءلت في جلسة برلمانية: "لماذا الاستعجال؟ تطوير الكتب التقليدية يستغرق أكثر من عامين، بينما أنجزت هذه الكتب خلال أشهر قليلة فقط."

شركات النشر: الحكومة تخلّت عنا

قالت شركات النشر التي طورت الكتب إنها التزمت بمعايير الأمان، ونفت تخزين أي بيانات شخصية للطلاب، لكنها تعاني الآن من خسائر مالية جسيمة بعد انسحاب الحكومة من المشروع.

وقال هوانغ غيون سيك، رئيس لجنة تطوير الكتب: "الشركات التي وثقت بالحكومة واستثمرت مبالغ ضخمة وجدت السوق يتلاشى فجأة. نحن ندرس رفع دعوى تعويض."

انقسام داخل الفصول الدراسية

يرى بعض المعلمين أن الكتب الرقمية ساعدت في تخصيص التعليم للطلاب، يقول آخرون إن التجربة كانت سطحية وسريعة التنفيذ.

المعلم لي هيون جون وصفها بأنها تجربة متسرعة بجودة ضعيفة، في حين قال معلم آخر إن الكتب كانت مفيدة للطلاب الضعفاء وساعدت على جعل التعلم أكثر متعة.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار