يحاول كلٌ من مارك زوكربيرغ المدير التنفيذي لشركة " ميتا " وسام ألتمان المدير التنفيذي لشركة " أوبن إيه آي " التقرب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وشغل الفراغ الذي تركه اختفاء إيلون ماسك من البيت الأبيض، وهذا -وفقا لتقرير نشرته فايننشال تايمز- أثار شكوك عدد من المسؤولين في البيت الأبيض.
ويشير التقرير بوضوح إلى أن تقرب ألتمان وزوكربيرغ من حكومة ترامب ليس محض صدفة، بل هو نتيجة تخطيط مستمر وناجح منهما، حسب ما ترى عدة مصادر داخل البيت الأبيض وفي الشركتين.
وبينما لم يتقابل ترامب وإيلون ماسك منذ أن ترك الأخير واشنطن في مايو/أيار الماضي، فإن زوكربيرغ وألتمان توجها إلى العاصمة الأميركية نحو 6 مرات هذا العام، فضلا عن محاولاتهما العلنية للثناء على قرارات إدارة ترامب المختلفة.
ويبدو أن هذا التقارب يمثل علاقة نفعية لكل أطرافها، فمن جانب يستغل زوكربيرغ وألتمان البيت الأبيض في توسيع مساعيهما التجارية وإزالة العوائق البيروقراطية أمام توسعهم.
وعلى الصعيد الآخر، تباهى ترامب بحلفائه الجدد أمام عدسات التلفاز، خاصة مع كونهم متحمسين لتلبية كل طلباته ونيل رضاه، وربما ظهر هذا بوضوح في عشاء قادة الشركات التقنية في مطلع سبتمبر/أيلول الجاري.
كما أن إدارة ترامب استفادت للغاية من إنفاق "ميتا" و"أوبن إيه آي" على تقنيات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، إذ وصف أحد المصادر المقربة من إدارة ترامب هذا الاستثمار بكونه منقذا للاقتصاد الأميركي، وأضاف قائلا: "لو خرج الاستثمار في الذكاء الاصطناعي من الاقتصاد، لكنا في وضع سيئ للغاية"، وذلك وفق ما جاء في التقرير.
واستغلت إدارة ترامب أيضا وجود كبرى الشركات التقنية بقربها في تعزيز تفوقها على الصين في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وإتاحة تقنيات كلتا الشركتين للجيش الأميركي، حسبما جاء في تقارير سابقة.
ورغم هذا، فإن زوكربيرغ وألتمان لم يستطيعا الوصول إلى درجة النفوذ ذاتها التي تمتع بها إيلون ماسك في أثناء وجوده داخل البيت الأبيض، ودفع هذا أحد المقربين من إدارة ترامب إلى وصف علاقة رؤساء شركات التقنية وترامب بكونها أقرب إلى "زواج المصلحة".