تسعى شركة "رولز-رويس" لاستخدام المفاعلات النووية المصغرة الخاصة بها من أجل تزويد مراكز الذكاء الاصطناعي بالطاقة اللازمة لتشغيلها، وهو الأمر الذي قد يجعلها أغلى شركة في المملكة المتحدة، وفق تقرير نشرته "بي بي سي".
وأكدت الشركة أنها تنوي تزويد حكومة المملكة المتحدة بـ3 مفاعلات نووية معيارية مصغرة و6 مفاعلات لحكومة التشيك للاستخدام مع مراكز الذكاء الاصطناعي بدلا من الاعتماد على مصادر الطاقة الكهربائية المعتادة.
وتزود "رولز-رويس" في الوقت الحالي الغواصات النووية بالمفاعلات المصغرة المسؤولة عن تزويدها بالطاقة، وهو الأمر الذي أكده الرئيس التنفيذي لشركة "رولز-رويس" توفان إرجينبيلجيك أثناء حديثه مع "بي بي سي".
وأضاف إرجينبيلجيك أن "رولز-رويس" هي الشركة الخاصة الوحيدة في العالم التي تمتلك قدرات نووية تؤهلها للاستخدام مع الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن الشركة شهدت نموا في أسعار أسهمها 10 أضعاف منذ توليه قيادتها في مطلع 2023.
وتعد المفاعلات النووية المعيارية الصغيرة مثالية للاستخدام كمصدر طاقة نظيف، وذلك بسبب صغر حجمها وسرعة بنائها، فضلا عن انخفاض تكلفة بنائها واستخدامها.
ويرى إرجينبيلجيك أن العالم سيحتاج إلى 400 مفاعل نووي معياري مصغر بحلول عام 2050 بكلفة تصل إلى 3 مليارات دولار للمفاعل الواحد، وهو ما يجعل حجم هذا السوق يقفز إلى تريليون دولار تسعى "رولز-رويس" للاستيلاء عليها جميعا.
ورغم أن هذه التقنية ما تزال ناشئة وغير مجربة، فإن إرجينبيلجيك يرى أنها المستقبل في عالم الطاقة فضلا عن مستقبل الشركة لتحقيق النمو الذي تسعى إليه.
وتمثل المفاعلات النووية المعيارية المصغرة نقطة خلاف بين خبراء الذكاء الاصطناعي والطاقة، إذ يخشى بعضهم من استهلاك المياه اللازم لتبريد هذه المعالجات فضلا عن تبريد مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي المرفقة بها، ومن الجانب الآخر توفر المفاعلات مصدر طاقة متجددا ونظيفا مقارنة بالوقود الأحفوري أو الاعتماد على شبكات الطاقة الكهربائية المعتادة كما يحدث في الوقت الحالي.
وتعد أزمة الطاقة من أكبر الأزمات التي تواجه مراكز الذكاء الاصطناعي، لذلك تسعى الشركات باستمرار لحلها عبر التوجه إلى مصادر طاقة مبتكرة.
ودفع هذا " غوغل " و" ميتا " و" مايكروسوفت " للتوجه إلى المفاعلات النووية المصغرة الموجودة بالولايات المتحدة من أجل الاستفادة من طاقتها.