في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تتباهى " آبل " دوما بكونها شركة تركز على خصوصية المستخدمين أولا، وبأن هواتفها الرائدة تحفظ بيانات المستخدم بشكل لا يمكن لأي منصة أو طرف خارجي الوصول إليها، وربما كان هذا السبب وراء العديد من الصراعات القضائية التي خاضتها "آبل" ضد جهات إنفاذ القانون التي حاولت الوصول إلى مكالمات مستخدمي الشركة المتهمين أو حتى رسائلهم النصية.
كما خاضت الشركة صراعا حاميا مع " فيسبوك " لوضع حدود لآلية تتبع المستخدمين وسياسات الإعلانات التي تصل إلى مستخدمي أجهزة "آبل"، ولكن هل يعني هذا أن "آبل" نفسها لا تجمع المعلومات عن مستخدميها؟
تجمع "آبل" مجموعة من البيانات افتراضيا عن المستخدمين وتفضيلاتهم، وهي البيانات التي توضحها الشركة في سياسة الخصوصية المنشورة في موقعها الرسمي والتي تتخطى 4 آلاف كلمة من التفاصيل الدقيقة، وهي تشير إلى أن "آبل" تجمع بعض البيانات باستخدام جهات الطرف الثالث الخارجية.
وتقدم الشركة سياسة خصوصية مختلفة ومفصلة لكل خدمة من خدماتها وكل منتج تقدمه الشركة، إذ يصل إجمالي عدد سياسات الخصوصية التي تقدمها "آبل" إلى 80 سياسة خصوصية، مما يعني أكثر من 70 ألف كلمة من سياسات الخصوصية.
وتؤكد كل واحدة من هذه السياسات، أن الشركة تؤمن في حماية خصوصية المستخدمين وبيناتهم، وتحاول باستمرار تقليل البيانات التي تجمعها عنك، ويشير تقرير "وايرد" (Wired) عن هذه البيانات إلى أنها أقل من تلك التي تجمعها منصات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" أو حتى "غوغل".
ويمكن القول بأن "آبل" تجمع البيانات الأساسية التي تجمعها أي شركة عنك، بدءا من عنوان البريد الإلكتروني الخاص بك وحتى الاسم وتاريخ الميلاد وآليات الدفع وغيرها من البيانات الأساسية.
كما تجمع الشركة بيانات استخدام المنتجات الخاصة بها والبيانات التقنية لهذا الاستخدام، وإن كنت واجهت أي صعوبة في استخدام أي تطبيق أو تعرض أي تطبيق للتوقف المفاجئ، وتشمل هذه البيانات سجلات البحث في متجر تطبيقات "آبل" والبحث في الهاتف نفسه.
ثم تبدأ الشركة في سؤالك عن بقية البيانات التي ترغب في جمعها وتحتاجها، مثل بيانات الموقع الخاص بك والبيانات الصحية، وتوضح "آبل" أثناء جمع هذه البيانات أنك لست مضطرا لمنحها للشركة، ولكن منحها يضمن لك الحصول على تجربة استخدام سلسلة للمنتجات المختلفة.
وتختلف هذه البيانات بين كل خدمات ومنتجات "آبل" المختلفة، فبينما تجمع في تطبيق الصحة والرياضة بيانات صحية، فإنها تقوم في تطبيق الخرائط بجمع بيانات عن موقعك ومكانك، وفي تطبيق الكتب تجمع بيانات استخدامك وتفاعلك مع الكتب المختلفة، وهكذا.
تجمع "آبل" بيانات المستخدمين لأسباب مماثلة لتلك التي تجمعها بقية الشركات، وهي الرغبة في عرض الإعلانات المباشرة للمستخدم مع كونها إعلانات مخصصة ودقيقة للغاية، وفي "آبل" تكون الإعلانات أساسا داخل متجر التطبيقات الخاص بها.
ويتمتع متجر تطبيقات "آبل" بخصوصية مختلفة وفريدة عن بقية متاجر التطبيقات لأسباب عديدة، أولها أن المتجر يعد الخيار الوحيد للعديد من المستخدمين في عدة دول في العالم لتحميل التطبيقات في هواتفهم.
لذا يوفر للمعلنين فرصة ذهبية لإيصال إعلاناتهم إلى جمهور واسع بدقة، وهو ما يجعل ثمن الإعلانات في المتجر باهظة، كما يعرض المتجر الإعلانات بطريقتين، الأولى وهي عبر عرض إعلانات مخصصة لكل المقيمين في منطقة بعينها، والثانية هي عبر عرض الإعلانات المخصصة لكل مستخدم.
ولا تربط "آبل" بين البيانات التي تجمعها الشركة بنفسها والبيانات التي تجمعها الشركات الخارجية، إذ تبقي "آبل" البيانات مشفرة لديها بما يجعل من الصعب الوصول إلى المستخدم الأصلي صاحب هذا البيانات.
إذ يؤكد المتحدث باسم الشركة شين باور في حديثه لموقع "وايرد" أن البيانات التي تجمعها "آبل" لا تستخدم لبناء هوية تسويقية ولا ترتبط بأي بيانات تسويقية خارجية وبدلا من ذلك تستخدم رموزا سرية للإشارة إلى كل هاتف.
رغم أن "آبل" تجمع بعض البيانات بما يماثل شركات التقنية الأخرى والخدمات التقنية المتنوعة الأخرى، إلا أن الشركة تتعامل مع هذه البيانات بطرق فريدة تحافظ على خصوصية المستخدمين وتمنع شركات التسويق من تتبعهم حتى وإن وصلت إلى هذه البيانات.
في البداية، لا تشير "آبل" إلى البيانات الخاصة بك باستخدام اسمك أو حتى عنوان البريد الإلكتروني والهاتف المحمول، وبدلا من ذلك، تعتمد على أرقام تعريفية عشوائية ومتغيرة باستمرار للإشارة إلى هذه البيانات.
وتعتمد "آبل" أيضا على جمع المستخدمين في فئات متشاركة معا في الهوايات والتفضيلات، إذ تتكون كل فئة من 5 آلاف مستخدم تقريبا، مما يجعل الوصول إلى المستخدم بعينه باستخدام ما يفضله أمرا صعبا.
ويمتاز تعامل "آبل" مع بيانات المستخدمين بنقطة هامة للغاية ومحورية، إذ تقوم الشركة بالتعامل مع البيانات وتخزينها محليا في الهاتف، ويعني هذا أن الهاتف يحلل البيانات ويفهم ما يحدث فيها ثم يقوم بإرسال النتائج إلى خوادم "آبل"، وهذا يضمن الحفاظ على خصوصية بيانات المستخدم بشكل كبير للغاية.
يمكنك القيام بذلك بكل سهولة، بالتوجه مباشرة إلى إعدادات هاتف "آبل" ثم خيارات الخصوصية وتحديد البيانات التي ترغب في مشاركتها مع الشركة وما لا ترغب فيه.
كما تستطيع رؤية البيانات والتحليلات التي تجمعها الشركة بشكل يسير وبسيط من خلال خيارات التحليل داخل تطبيق إعدادات الهاتف، ويمكنك تحديد ما ترغب في مشاركته وما لا ترغب.