آخر الأخبار

دوري أبطال أوروبا: سان جيرمان يفوز بـ"ذات الأذنين" للمرة الأولى بعد ليلة باريسية خالصة في ميونيخ

شارك
مصدر الصورة

بعد انتظار طويل، نال باريس سان جيرمان الفرنسي، السبت، لقبه الأول في مسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم للمرة الأولى بعد فوز ساحق على إنتر ميلان الإيطالي بخماسية نظيفة في المباراة النهائية على ملعب "أليانز أرينا" في ميونيخ.

ولم تغير مدينة ميونيخ عاداتها في المباريات النهائية التي تقام على أرضها في البطولة القارية الأعرق، فكرست وللمرة الخامسة فوز الفريق الذي لم يسبق له التتويج في البطولة.

وتولى الروماني استفان كوفاكس (40 عاماً) مهمة تحكيم النهائي.

ويعد هذا النهائي الثاني فقط بين فريقين من فرنسا وإيطاليا منذ نهائي موسم 1992/1993، عندما هزم مرسيليا ميلان الإيطالي في ميونيخ.

وسجل مدافع إنتر السابق الدولي المغربي أشرف حكيمي (13) وديزيريه دويه (20 و63) والجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا (73) والبديل سيني مايولو (87) أهداف الفريق الباريسي.

وعوض الفريق خسارته النهائي الأول قبل خمسة أعوام في لشبونة أمام بايرن ميونيخ الألماني.

وبات ثاني فريق فرنسي يظفر بلقب المسابقة بعد مرسيليا عام 1993 على حساب القطب الثاني لميلانو أيه سي ميلان 1-0 في ميونيخ أيضاً، لكن على ملعبه الأولمبي القديم "أولمبياشتاديون".

وحقق سان جيرمان الرباعية بعد الثلاثية المحلية (الدوري والكأس وكأس الأبطال).

وسينافس على اللقب الخامس عندما يستهل بعد أسبوعين مشواره في مونديال الأندية في الولايات المتحدة ضمن المجموعة الثانية إلى جانب أتلتيكو مدريد الاسباني وبوتافوغو البرازيلي وسياتل ساوندرز الأمريكي.

مصدر الصورة

وحقق المدرب الإسباني لويس إنريكي في موسمه الثاني مع النادي، ما فشل في تحقيقه مدربون كبار تناوبوا على تدريب باريس سان جيرمان بدءاً من الأكثر تتويجاً بالمسابقة الإيطالي كارلو أنشيلوتي (5 بينها 3 مع ريال مدريد) مروراً بالفرنسي لوران بلان، والإسباني أوناي إيمري والألماني توماس توخيل والأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو والفرنسي كريستوف غالتييه.

ونجح إنريكي في تحقيق الهدف المنشود للملاك القطريون للنادي الباريسي منذ استحواذه على ملكيته عام 2011، وظفر باللقب الثاني في البطولة في مسيرته كمدرب بعد الأول مع مواطنه برشلونة عام 2015.

فوز باريسي باللّقب الأول

مصدر الصورة

وتُعد المباراة ذروة الموسم الأوروبي، في سعي من سان جيرمان المملوك لشركة قطر للاستثمارات الرياضية منذ 2011 الذي أنفق مئات الملايين من الدولارات خلال السنوات الماضية إلى التتويج بلقب مسابقة "ذات الأذنين الكبيرتين" للمرة الأولى في تاريخه.

وشهدت البطولة تألقاً لافتاً لمهاجم باريس عثمان ديمبيلي، وعاونه في المهام الهجومية الشابان ديزيريه دويه وبرادلي باركولا، بالإضافة إلى القادم شتاءً من نابولي الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا.

وفي باقي الخطوط، لمع نجم الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما الذي ظهر عملاقاً في الأدوار الإقصائية.

وأثبت المغربي أشرف حكيمي، لاعب إنتر السابق، أنه بين أفضل اللاعبين في مركز الظهير في العالم.

مصدر الصورة

وأدخل المدرب الإسباني لويس إنريكي تغييرات جذرية على باريس سان جيرمان الفرنسي، والتي أسهمت في قيادته إلى إحراز لقب تاريخي.

وراهن رئيس النادي ناصر الخليفي (القطري)، والمدير الرياضي البرتغالي، لويس كامبوس على إنريكي المتحدّر من خيخون الإسبانية، لقيادة مرحلة تخلى فيها الفريق عن نجوم العيار الثقيل.

وباريس هو ثالث فريق فرنسي يصل إلى النهائي أكثر من مرة، بعد ريمس (1955/1956، 1958/1959) ومرسيليا (1990/1991، 1992/1993).

النهائي السابع والخسارة الرابعة

مصدر الصورة

فشل إنتر الذي أطاح ببايرن ميونيخ الألماني وبرشلونة الإسباني في ربع ونصف النهائي توالياً، في الفوز بالنهائي الثاني توالياً بعد الأول أمام مانشستر سيتي الإنجليزي قبل عامين.

وخسر إنتر السبت، النهائي الرابع في سبع مباريات نهائية في تاريخه بعد عامي 1967 أمام سلتيك الاسكتلندي (1-2) و1972 أمام أياكس أمستردام الهولندي (0-2) و2023 أمام مانشستر سيتي.

وتوقف رصيد إنتر عند ثلاثة ألقاب أعوام 1964 على حساب ريال مدريد (3-1) و1965 على حساب بنفيكا البرتغالي (1-0) بقيادة المدرب الأرجنتيني هيلينو هيريرا، و2010 على حساب بايرن ميونيخ الألماني (2-0) تحت إشراف المدرب المشاغب البرتغالي جوزيه مورينيو.

وكان مدرب الفريق الإيطالي سيموني إينزاغي يعوّل على الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز والهولندي دينزل دمفريس والإيطالي نيكولو باريلا والتركي هاكان تشالهانوغلو أملً بإحراز اللقب.

ميونيخ تنحاز عادةً لغير المتوَّجين

قبل مباراة السبت، ضَيفت ميونيخ المدينة الألمانية النابضة بكرة القدم نهائي دوري الأبطال أربع مرّات، لكنها كانت تبتسم دوماً في النهائي لفريق لم يسبق له الفوز بالبطولة.

وكرست ذلك مع باريس في النهائي الخامس الذي أحرز لقبه الأول والعنيد في مدينة ميونيخ.

ضيّفت المدينة النهائي ثلاث مرات على ملعب "أولمبياشتاديون" القديم، وفي المرة الرابعة على ملعب أليانز أرينا الحالي.

في 1979، فاز فريق نوتنغهام فوريست الإنجليزي على حساب مالمو السويدي، وفي 1993، تمكن نادي مرسيليا الفرنسي من إحراز لقبه القاري الأول بفوزه على ميلان الإيطالي.

وفي 1997، ظفر بوروسيا دورتموند الألماني بلقبه الوحيد في البطولة على حساب يوفنتوس الإيطالي.

وفي 2012، خذلت الأرض أصحابها عندما أحرز تشيلسي الإنجليزي لقبه الأول على حساب بايرن ميونيخ صاحب ملعب أليانز أرينا.

واكتمل بناء ملعب أليانز أرينا الذي يتسع لأكثر من 75 ألف متفرج في 2005.

وللملعب جدار خارجي شفاف من ألواح من رقائق معدنية تُضاء من الداخل، ويمكن أن يتغير لونها اعتماداً على ألوان من يلعب.

ضيّف الملعب أربع مباريات في بطولة كأس أوروبا 2020 التي أقيمت في 12 بلداً.

ولأن ألمانيا ضيّفت كأس أوروبا 2024، أصبح أول ملعب في التاريخ يُضيّف مباريات في بطولتين أوروبيتين متتاليتين.

رافينيا

وعرفت هذه البطولة تألقاً لافتاً لبعض اللاعبين؛ فالبرازيلي رافينيا لاعب برشلونة الإسباني يتصدر قائمة الهدافين بالاشتراك مع الغيني سيرهو جيراسي لاعب بوروسيا دورتموند الألماني برصيد 13 هدفاً لكل منهما.

كما يتصدر رافينيا قائمة أصحاب التمريرات الحاسمة برصيد تِسع تمريرات.

وشهدت البطولة لمحات فنية ساحرة لفتى برشلونة الواعد لامين يامال (17 عاماً) صاحب ثماني مساهمات تهديفية (خمسة أهداف وثلاث تمريرات حاسمة).

وتألّق يامال بشكل كبير أمام إنتر في مواجهتَي نصف النهائي.

وقد يمر طريق الفرنسي عثمان ديمبيلي للفوز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم من بوابة المباراة النهائية بعدما تحوّل هذا الموسم إلى قائد لهجوم سان جيرمان.

وأعاد المدرب الإسباني لويس إنريكي تموضع ديمبيلي من الجناح الأيمن إلى مركز المهاجم الصريح، فلعب دوراً محورياً في هجوم نادي العاصمة الفرنسية.

اشتهر ديمبيلي بتسديداته الطائشة خارج الخشبات الثلاث وإهداره للفُرص السهلة، لكنه تحول لمهاجم حاسم هذا العام.

وأثنى الكاتب الرياضي محمد حلمي راشد في حديث مع بي بي سي، على أداء ديمبيلي، وقال إنه قدم أداء رائعاً.

ويميل راشد لأن يكون رافينيا هو أفضل لاعبي البطولة، وفق المستويات المقدمة قبل المباراة النهائية.

ويرى راشد أن رافينيا قدّم كل شيء خلال هذه النسخة فردياً وجماعياً، وأحدث الفارق، بعد مطالبات لفريق برشلونة بالتخلص منه نهاية الموسم الماضي.

"بكل تأكيد، رافينيا يجب أن يكون هو أفضل لاعب في البطولة، حتى لو لم يتواجد في النهائي"، يقول راشد لبي بي سي.

النسخة الأولى من النظام الجديد

هذه النسخة شهدت بدء تطبيق نظام جديد للبطولة ألغى تقسيم الفرق إلى ثماني مجموعات، ووضعهم في مجموعة واحدة يلعب فيها كل فريق ثماني مباريات فقط نصفها خارج أرضه.

ورفع النظام الجديد عدد الفرق المشاركة إلى 36 بدلاً من 32، يتأهل 16 منهم إلى الدور الثاني.

ويرى راشد أن تطبيق النظام الجديد كان ممتازاً، وأدى إلى زيادة العوائد المادية للأندية.

ورفع النظام الجديد من منسوب المتعة لدى المشاهدين في ظل زيادة عدد المباريات، وفق راشد.

ويعطي النظام الجديد الفرصة لكبرى الفرق بشكل أكبر للتأهل للدور الثاني في ظل نظام الملحق الذي استُحدث في البطولة كما حدث مع باريس سان جيرمان وريال مدريد هذا الموسم، بحسب راشد.

ولوحظ انخفاض الاهتمام في المنطقة العربية بالمباراة النهائية هذا العام مقارنة بمواسم سابقة.

ويتفق راشد مع ذلك ويعيد الأمر لغياب ريال مدريد وبرشلونة عن النهائي، وكذلك غياب أي فريق إنجليزي أيضاً.

"لو كان هناك طرف إنجليزي. الاهتمام سيكون مختلفاً ... والتغطية الإعلامية من الإنجليز عالية جداً"، وفق راشد الذي أشار أيضاً إلى انشغال وسائل الإعلام الإيطالية بتعاقدات الفريق الإيطالية مع مدربين جدد.

ويرى أن طرفَي النهائي غير متابَعين عربياً، مقارنة بنفس قدر متابعة فرق أخرى.

هيمنة إسبانية

ويتصدر ريال مدريد سِجِلّ الفائزين في البطولة برصيد 15 لقباً وبفارق كبير عن أقرب ملاحقيه ميلان الإيطالي صاحب الألقاب السبعة، ثم بايرن ميونيخ الألماني وليفربول الإنجليزي بستة ألقاب، ثم برشلونة الإسباني بخمس بطولات.

وأحرزت الأندية الإسبانية اللقب 20 مرة، ثم الإنجليزية 15 مرة، ثم الإيطالية 12 مرة، أما أندية فرنسا فلديها لقبان اثنان فقط.

وبدأت البطولة لأول مرة في موسم 1955/1956 باسْم كأس الأندية الأوروبية البطلة، ثم أُعيد إطلاقها تحت اسم دوري أبطال أوروبا في موسم 1992/1993.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا