في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في 20 سبتمبر/أيلول 2025، وصل كوكب زحل إلى موضع التقابل، حيث تكون الأرض بين الشمس وزحل تماما، وهذا يجعله أقرب إلى الأرض وأكثر إضاءة في سماء الليل خلال تلك الفترة من العام.
سيظهر زحل عند غروب الشمس مباشرة، ويبقى مرئيا طوال الليل حتى شروق اليوم التالي، ما يمثل فرصة مناسبة لهواة الرصد بالعينين المجردتين وكذلك التلسكوبات، لتأمل الكوكب الذي يعد الأجمل في المجموعة الشمسية.
وإليك فيديو قصير من وكالة الفضاء والطيران الأميركية ناسا يوضح بعضا من ملامح هذا الكوكب المدهشة:
لرؤية الكوكب بعينيك فهناك طريقتان، الأولى تتطلب معرفة بنجوم السماء والثانية لا تتطلب ذلك.
لو كانت لديك معرفة بالنجوم في سماء الليل، فيمكن لك بسهولة أن تحدد الشكل الرباعي الشهير الضخم، والممثل لكوكبة الفرس الأعظم، وهو أشهر علامات فصل الخريف، أسفله يمكن أن تجد شكلا خماسيا أصغر من النجوم الخافتة يمثل رأس كوكبة الحوت، أسفل هذا الشكل تلاحظ جرما لامعا بلون مائل للأصفر، هذا هو كوكب زحل.
أما إذا لم تتمكن من التعرف على موضع زحل عبر نجوم السماء، فيمكن لك أن تنتظر مرور القمر إلى جوار الكوكب، وسيحدث ذلك في مساء 5 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، يظل الكوكب في ألمع حالاته، لذلك لا مشكلة من الانتظار.
وتلمع الكواكب مثل زحل والزهرة والمشتري والمريخ كالنجوم في سماء الليل، ذلك لأنها تعكس ضوء الشمس مثلما يفعل القمر، لكنها أبعد بكثير من القمر، فتظهر في صورة نجوم.
غير أن ما يميّز الكواكب عن النجوم هو أنها لا تظهر ثابتة في القبة السماوية، بل تغير مواقعها بالنسبة إلى خلفية النجوم بانتظام عبر الزمن.
ولهذا أدرك العرب القدماء هذا الاختلاف السلوكي، فميّزوا بينها في التسمية، فأطلقوا على النجوم وصف "الكواكب الثابتة"، بينما سمّوا الكواكب "الكواكب السيارة".
ومع ذلك لم يكونوا يعرفون آنذاك طبيعتها الفيزيائية المختلفة تماما، بل اعتمدوا على المشاهدة الظاهرية للحركة.
أما إذا كنت تمتلك تلسكوبا صغيرا، فحاول تتبع كوكب زحل وقت منتصف الليل، حين يكون بالقرب من أعلى ارتفاعه، للتقليل من تشوّش الغلاف الجوي، ولكي ترى الحلقات بوضوح أكثر.
إلا أن ميلان الحلقات سيكون ضئيلا هذه المرة، مما يجعل رؤيتهما أقرب إلى الحافة مما يكون في بعض السنوات الأخرى.
بسبب ميل زحل على محوره فإن شكل حلقاته يتغير بالنسبة لنا كل عام ببطء شديد في دورة مقدارها حوالي 29 سنة، ففي بعض السنوات نرى الحلقات كبيرة وواضحة ومواجهة لنا تماما، وفي سنوات أخرى تظهر كخيط رفيع يمر من على الكوكب.
كوكب زحل هو ثاني أكبر كواكب المجموعة الشمسية بعد المشتري، يلفت الانتباه بسبب حلقاته، والتي تتكوّن في معظمها من جليد ومقادير متفاوتة من الغبار والصخور الصغيرة.
يبعد زحل عن الأرض في المتوسط أكثر من 1.4 مليار كيلومتر، وهو عملاق غازي مكوَّن في معظمه من الهيدروجين والهيليوم، ولا يملك سطحا صلبا بالمعنى التقليدي.
يعتقد العلماء أن رياح هذا الكوكب العاتية يمكن أن تصل سرعتها إلى أكثر من 1800 كيلومتر في الساعة، بينما يظهر غلافه الجوي خطوطا ملوّنة من السحب والدوامات المشابهة لما نراه على المشتري.
إضافة إلى ذلك، يضم زحل عددا هائلا من الأقمار يزيد عن 140 قمرا مكتشفا حتى الآن، أكبرها "تيتان" الذي يثير اهتمام العلماء بسبب غلافه الجوي الكثيف وبحيراته الهيدروكربونية.