آخر الأخبار

من الشياطين للنيران والحروب.. لماذا خشي البشر "القمر الدموي"؟

شارك

حينما وصل كريستوفر كولومبس إلى القارة الأميركية بعد رحلة طويلة، التقى في أثناء تنقلاته هناك شعب الأرواك، وتفاجأ في الحقيقة كثيرا من كرم الضيافة والترحيب الذي وجده لدى السكان المحليين في تلك المنطقة التي نعرفها الآن باسم "جاميكا"، حيث وصل الأمر بهم أن تقاسموا معه ما لديهم من طعام وممتلكات.

لكن بعد أن طالت إقامته هناك مدة 6 أشهر، بدأت تلك الحالة من الترحيب تخفُت شيئا فشيئا، وانخفض حجم عطاياهم من الطعام، هنا لجأ كولومبس إلى حِيلة ذكية، حيث كان كولومبس على علم سابق، عبر كتابات الرياضي والفلكي الألماني جوهانس مولر التي حملها معه، بأن خسوفا قمريا دمويا سوف يحل في وقت قريب.

كان الخسوف سيحدث تحديدا في 29 فبراير/شباط لعام 1504، هنا طلب الالتقاء مع قائد القبيلة قبيل الخسوف، وقال له إن "الآلهة" قد غضبت منهم لأنهم يمنعون الطعام عنه هو ورجاله، ولذلك فإنها ستخفي القمر أو تشعله بنار الغضب.

بعد ذلك حدث الخسوف فارتعب أهل القبيلة وطلبوا إلى كولومبس أن يتحدث مع إلهه لإيقاف الغضب، وبالطبع انتهى الخسوف القمري -بحكم طبيعته- وعاد القمر بلونه الأبيض المعتاد، ومعه عادت الأطعمة إلى رجال كولومبس، ونفذت أوامره.

مصدر الصورة تصوير فني يوضح قصة كريستوفر كولومبس وخسوف القمر (كاميلي فلاميرون)

نمر سماوي

قديما رفع البشر رؤوسهم إلى السماء ليلا بشكل دوري، حيث كانت توازي أهمية الكهرباء لنا في العالم المعاصر مثلا؛ فاستخدموا نجومها لتحديد خط سير رحلاتهم، ولتنظيم مواسم الحصاد، وتوقع الطقس.

وكان ظهور نجم خافت في الأفق قبيل شروق الشمس، يُدعى "البُطين"، يعني اقتراب الطقس الحار، أما ظهور نجم "الشعرى اليمانية" في الأفق فكان يعني اقتراب مواسم البرودة. وحسب تقاويم أسست نفسها على حركة النجوم والقمر والشمس في سماء الليل، أقام البشر حياتهم اليومية في جدول متزامن.

إعلان

لهذا السبب تدخلت الأجرام السماوية بكل شيء في حياتهم، تفاءلوا وتشاءموا بوجودها، بل وكانت قراراتهم بالسفر مثلا، أو بالزواج، أو بالعمل في مهنة ما، مرتبطة بموضع النجوم والقمر في أيام اتخاذ تلك القرارات.

كذلك ربطوها بأساطيرهم، ورسموا بين نجومها حكايات العدل، والغضب، والخيانة، والوفاء، ورد الجميل، وتأملوها وهم يحلمون بحياة سعيدة ومستقبل مسكون بالفرحة.

لكنهم كذلك وضعوا فيها مخاوفهم من المجهول، فكانت كل الظواهر الطارئة والنادرة هي نذير حدث عظيم، كموت ملك، أو قدوم الحرب، أو انتقام من أهل السماء، إحدى هذه الظواهر هي خسوف القمر، بلونه الأحمر الدموي المرعب، والذي طالما كان ممثلا رسميا عن الشر!

فمثلا، تخيل الهنود الحمر، في إمبراطورية الإنكا، أن أرواح الموتى قد تحولت إلى نمر سماوي ضخم غاضب يهاجم القمر أثناء الخسوف الكلّي ليأخذ قضمة منه، بالتالي يتسبب ذلك في إصابة القمر فتخرج الدماء لتصبغه باللون الأحمر، وكانت مخاوفهم أنه حينما ينتهي هذا النمر من أكل القمر فسوف يلتفت للأرض.

لذلك كان الناس، حينما تحدث ظاهرة الخسوف، يلقون بالرماح ناحية القمر، ويصدرون الكثير من الضوضاء بأي طريقة ممكنة، حتّى إنهم كانوا يضربون كلابهم لتعوي بصوت مرتفع، عسى أن تتمكن تلك الضجة من إخافة هذا النمر وطرده، وهو ما كان يحدث بالفعل، لأن لكل خسوف نهاية بالطبع.

أما شعب البومو، وهم السكان الأصليون لما نعرفه الآن باسم "كاليفورنيا" بالولايات المتحدة الأميركية، فقد تصوروا أن هناك دبا سماويا ضخما كان يسير في الحزام اللبني لمجرتنا "درب التبانة"، لكن في أثناء رحلته كانت الشمس واقفة في طريقه، وأبت أن تتحرك لتجعله يمر.

هنا يتعارك معها الدب فتغطي بقايا هذا العراك وجه الشمس فتنكسف، وتعود كما كانت حينما يمر، ثم في طريقه يلتقي الدب بالقمر (مؤنث بالنسبة لهم، وهي أخت الشمس)، وكالشمس يرفض القمر أن يسمح للدب بالمرور، فتنشأ معركة أخرى يتلون خلالها القمر بالدم، لكن الدب يمر في النهاية ليستكمل طريقه، ويعود من وقت لآخر كي تبدأ المعركة من جديد.

مصدر الصورة الأجرام السماوية تدخلت بكل شيء في حياة الشعوب القديمة (الأوروبية)

فيلم هندي

الآن دعنا نسافر إلى حضارة بلاد ما بين النهرين، وكانوا قديما على علم بالحسابات الفلكية، فكان من الممكن لعلمائهم أن يحسبوا مواعيد الخسوفات القمرية بطريقة ذات دقة مناسبة.

في أثناء ذلك كله كان لديهم معتقد أن الخسوف القمري هو نوع من الاعتداء على الملك، والذي كان يمثل "الأرض" بالنسبة لهم، لذلك، ومع اقتراب كل خسوف، كانت الطقوس تقضي بأن يتم استبدال شخص غير مهم بالملك، وأن يتنكر الملك في صورة فرد من عامة الشعب، بحيث يضرب اعتداء القمر هذا البديل فقط، ويبقى الملك الحقيقي في سلام إلى أن يمر الاعتداء كاملا، نقصد الخسوف القمري الدموي.

أما في الهند القديمة، فكان الأمر، حسنا، يشبه الأفلام الهندية المعاصرة، وتقول الحكاية إن مجموعة من الآلهة كانت تود أن تصنع "إكسير الخلود"، ولذلك استعانوا بمجموعة من الشياطين لكي تقوم بتقليب المحيط الكوني باستخدام أحد الجبال كعصا تقليب، وفي نهاية تلك الطبخة تتخثر السماء ويظهر كل من الشمس والقمر كنتيجة لتلك العملية، وكانت الآلهة، أثناء الاتفاق مع الشياطين، قد وعدتهم بأن تعطيهم من الإكسير، لكن بعد الانتهاء من الطبخ تنكر الإله فينشو في صورة امرأة، وسحر الشياطين، وسرق حصتهم من إكسير الخلود.

إعلان

لكن الشيطان "راهو" أبى أن يبقى الوضع هكذا، فتسلل إلى معسكر الآلهة وأراد سرقة بعض هذا الإكسير، هنا يراه كل من الشمس والقمر، ويطلعان الآلهة بعملية التسلل، فيقوم "فينشو" باصطياده وقطع رقبته، لكن راهو شيطان لا يموت، لذلك يستمر حيًّا بعد قطع رقبته، ويقرر مطاردة كل من القمر والشمس في السماء عقابا على إخبار الآلهة بوجوده.

إذا أمسك راهو بالقمر وابتلعه ينخسف ويتخذ لونا دمويا، وإذا أمسك بالشمس وابتلعها يخفيها فتنكسف. لكن الخسوف والكسوف ينتهيان، لأن رقبة راهو مقطوعة، وحينما يبتلع كلًّا منهما ينفلت من الفتحة في رقبته، ويعود للسماء من جديد، وهكذا يستمر راهو في مطاردة الشمس والقمر وابتلاعهما كلما سنحت الفرصة، لكنهما ينفلتان من رقبته المقطوعة.

وارتبطت بظاهرة الخسوف القمري طقوس عدة، فمثلا كان بوذيو التبت، وإلى الآن، يعتبرون أنه أثناء خسوف القمر تتضاعف أعمال الخير، والسيئات كذلك، 10 مرات، وفي جنوب القارة الأفريقية يعتبر الناس أن القمر والشمس، أثناء الخسوف، يتعاركان، لذلك فهو وقت للتسامح وإظهار الحب كي تراهم الأجرام السماوية فتفعل مثلهم.

وفي الهند كان الناس، وما زال بعضهم، يتجنبون الطبخ والأكل والشرب أثناء خسوف القمر والشمس، إذ يعتقدون أن الغذاء يفسد بشكل أسرع في غياب ضوء الشمس، وقد يؤدي إلى عسر الهضم.

مصدر الصورة ظاهرة الخسوف تحدث عندما يمر القمر في ظل الأرض (رويترز)

أساطير عربية

وفي بعض المناطق من الجزيرة العربية تصور الناس أن الحامل إذا لمست بطنها أثناء الخسوف فإن الطفل سيولد بنصف وجه أسود كالقمر المخسوف، أما إن حدث ذلك أثناء الكسوف الشمسي فسوف يولد الطفل بوجه أزرق اللون وجسد أحمر.

وكان يُطلب من النساء الحوامل البقاء في بيوتهن لأن الخسوف قد يلعن الجنين، فيُولد مُشوّها، أو مجنونا، فكانت النساء أثناء الحمل إذا جاء الكسوف تلجأ إلى الغرف المغلقة، وإن اضطرت للخروج فتخرج منكّسة الرأس، ولا ترفع رأسها للقمر أبدا، بل وقد تضع بعضهن آنية بها ماء على سطح المنزل أثناء الخسوف ثم تستخدمه للاستحمام كي تتخلص من السحر، كانت تلك العادات منتشرة في الجزيرة العربية حتى عدة عقود فائتة، وما زال البعض القليل يعتقد بها إلى الآن.

وكانت الحكاية العربية تقول إن حوتا ما (هنا بصيغة المؤنث "حوتة") يطارد القمر، ويتحول لون القمر إلى الأحمر حينما يبتلعه هذا الحوت، هنا يخرج الناس للشوارع ويُصدرون أصواتا عالية سواء عبر الصياح أو دق الهاون أو الضرب على الأواني النحاسية أو أي شيء آخر لإخافة الحوتة وإرجاع القمر، فينتصر القمر وتهرب الحوتة ليعود السلام من جديد.

تتخذ هذه الحكاية أشكالا سردية عدة في دول الجزيرة العربية المختلفة، وتختلف الأغاني المستخدمة كذلك، فيقول البعض مناديا أثناء الخسوف: "يا حوتة يا مكحوتة، قمرنا أكل الحوتة، والحوتة راحت مكحوتة"، والبعض الآخر في العراق: "يا حوته يا منحوته، هدي قمرنا العالي، وإن جان ما تهدينا لضربج بسجينه، هدي قمرنا العالي، هذا قمرنا الغالي"، وأيضا: "يا حوتة زوعي وردي القمر"، أو: "يا حوتة خلي قمرنا اسمعي دنين النحاسي".

أما في مصر، فقد اتخذت القصة خطًّا مشابها وإن كان يختلف قليلا، فقد تصور الناس أن الجن تخنق القمر (القمر مخنوق)، وتصور البعض أن بنات الحور، وهن من سكان النيل الغاية في الجمال، يمنعون ضوءه عنهم.

ولذلك فكلما انخسف القمر خرج الناس للشوارع بالأصوات العالية قدر إمكانهم مغنين: "يا بنات الحور، سيبوا القمر يدور"، و"يا بنات الجنّة، سيبوا القمر يتهنّى"، وقبل عدة عقود من الزمن فقط كانت تلك الأغاني من التراث الشعبي لا تزال تملأ الشوارع، خاصة في قُرى مصر، أثناء ظاهرة الخسوف القمري، ويظل الناس يطوفون الشوارع ويغنون إلى أن تذهب "خنقة" القمر.

مصدر الصورة (الجزيرة)

السر العلمي للون الأحمر

كما ترى، فرغم الاختلاف الواضح بين الآلية التي تُسرد بها قصص الخسوف عبر تاريخ البشر، فإن هناك سمة رئيسية تجمع الغالبية العظمى منها، إنها حالة الرعب العارمة التي تجتاح الناس بسبب الخسوف القمري، وبالطبع يشير اللون الأحمر إلى شيء واحد نعرفه جميعا، وهي الدماء.

إعلان

لذلك أيضا اتخذ كوكب المريخ، الذي يلمع باللون الأحمر في سماء الليل، في الأساطير القديمة، موضع الإله آريس الذي اختص بالحرب والدماء، لكن رعب البشر من ظاهرة الخسوف تحديدا، والكسوف كذلك، ربما امتد إلى ما هو أعمق من ذلك كثيرا.

تحدث ظاهرة الخسوف عندما يمر القمر في ظل الأرض، ولفهم الفكرة ببساطة ضع مصباحا كبيرا في منتصف حجرتك ثم قف على مسافة متر أو مترين من المصباح ودر حول نفسك وأنت تمد يداك بكرة تنس أرضي، حينما تعطي ظهرك للمصباح ستمر كرة التنس الأرضي في الظل الممتد أمامك بسبب جسمك.

الآن ضع الشمس مكان المصباح، والأرض مكانك، والقمر مكان كرة التنس الأرضي، حينما يمر القمر في ظل الأرض يحدث الخسوف القمري.

وظاهرة الخسوف القمري لا تحدث كل شهر، وذلك لأن القمر لا يدور في المستوى نفسه الذي يجمع الأرض مع الشمس، بل يدور بشكل مائل، فيعلو عنه قليلا أثناء دورانه ثم ينخفض من جديد، ومن ثم يتقاطع القمر مع هذا المستوى الذي يجمع الأرض والشمس مرتين فقط كل شهر.

إذا اتفق هذا التقاطع مع مرور القمر خلف الأرض يحدث الخسوف، لكن الخسوف قد يكون كاملا (حينما يمر كامل جسم القمر في ظل الأرض)، أو جزئيا (حينما يمر جزء من القمر فقط في ظل الأرض). ولفهم الفكرة، فقط تخيل أن كرة التنس الأرضي تمر بالكامل أو جزئيا في ظلك بالمثال السابق.

ما سبق ما زال لا يفسر سؤالا هو: لِمَ يتحول القمر إلى الأحمر الدموي؟ لكن اهدأ قليلا ولنستمر في التعلم، نعرف أن الضوء يتكون من ألوان عدة متداخلة، تميل في جانب منها ناحية الأحمر وفي جانب آخر ناحية الأزرق، هذا ما تعلمناه في المدرسة صغارا.

أثناء الخسوف، تقف الأرض بين الشمس والقمر، فتحجب ضوء الشمس المباشر، لكن بعض ضوء الشمس يمر عبر الغلاف الجوي للأرض وينحني (ينكسر) فيصل إلى القمر.

حينما يمر الغلاف الجوي يرشّح هذا الضوء، ما يدفع الجانب الأزرق من ضوء الشمس إلى التبعثر (مثلما يحدث في زرقة السماء)، بينما الجانب الأحمر من الضوء يمر أكثر.

ونتيجة ذلك أن ما يصل إلى القمر هو ضوء أحمر إلى برتقالي فقط، فيعكسه إلينا، فنراه "قمرًا دمويًّا".

وبسبب هذه الظاهرة، ارتبط الخسوف قديما بالرعب لدى البشر، حيث إن اللون الأحمر ارتبط بالحروب والدماء دائما كما أسلفنا، ولكننا الآن نعرف أنه ظاهرة طبيعية تتكرر من حين لآخر على الكوكب.

خسوف للعقلانية

في النهاية، فإن الشمس والقمر، بالنسبة للبشر قديما، وقبل اختراع الكهرباء على أي حال، كانا مصدر الضوء الوحيد في السماء، كانا -ببساطة- مصباحي البشر، ما جعل امتناع هذا النور عن الناس مصدر رعب وتشاؤم أساسيا، من هنا انطلقت كل تلك الحكايات الخائفة.

أضف إلى ذلك أن السماء منتظمة، بمعنى أن دوراتها مستقرة، خذ مثلا تعاقب الليل والنهار، دورة الفصول الأربعة، دورة القمر كل شهر، وهي أشياء شبه ثابتة، ما دعا الإنسان للاعتقاد بالثبات كحالة طبيعية وأساسية على مر الزمن، لذلك فإن الحالات الطارئة والنادرة سوف تُثير انتباه الناس ومخاوفهم لا شك.

لهذا السبب، ومع تقدم الحضارة البشرية، وظهور الفلسفة ثم العلوم الفلكية، واتضاح آليات تلك الظواهر، انحسرت تدريجيا تلك الأساطير وانضمت إلى قوائم التراث الشعبي في بلادها.

لكن على الرغم من ذلك ما زلنا نرى بعض الخرافات المرتبطة بظاهرة الخسوف، خذ مثلا ما نسميه بـ نبوءة القمر الدموي"، وقد استقاها البعض من الكتاب المقدس، تقول إن وجود 4 خسوفات قمرية كاملة متتالية، بينهم 6 بدور، تزامنا مع الأعياد اليهودية، يعني بداية "نهاية العالم"، وما زالت تلك الخرافة منتشرة إلى حد ما، خاصة بعد أن شهد العالم 4 خسوفات دموية بين عامي 2014 و2015.

لكن، في النهاية، فإن البشر كانوا دائما قادرين على التعلم، لكن ما يدعو للتأمل حقا، والتساؤل، والحزن كذلك، هو أننا نمر بفترة من تاريخ العالم يضرب الشك خلالها قواعد كل شيء تقريبا، بداية من العقلانية وصولا إلى أساسات العلم، ما أفقد البشر ثقتهم في ذواتهم، وقدراتهم.

وهو ما رفع بدوره وتيرة الخرافات المؤامراتية (خذ مثلا، الأرض المسطحة والمجوفة)، وأعلى من صوت مروجيها، وألجأ الناس إلى الأخبار الكاذبة المنتشرة بصورة بشعة، والعلاجات بالطاقة والطب البديل وعلاج السرطان ببذور المشمش.

بالتأكيد سنتجاوز ذلك يوما ما، لكن ما يُثير القلق دائما هو حجم الخسائر الممكن بعد معارك كتلك، كم سوف نفقد من الأفكار والأرواح في أثناء كل هذا التخبط؟!

إعلان
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار