نفى علماء الحفريات والكيمياء الصينيون أن تنتمي جمجمة "هاربين" - التي اكتُشفت قبل أربع سنوات وتتميز بحجم دماغ كبير - إلى نوع بشري قديم غير معروف سابقا.
ويشير بيان أكاديمية العلوم الصينية إلى أن هذه الجمجمة تعود إلى "إنسان ألتاي" - إنسان دينيسوفان عاش في شمال الصين الحديثة قبل حوالي 146 ألف عام.
ووفقا للبيان، صنفت الجمجمة في البداية على أنها نوع جديد من أشباه البشر Homo longi. ولكن تحليل البروتينات القديمة الذي أجراه العلماء أظهر أن صاحب هذه الجمجمة ينتمي إلى إنسان دينيسوفان. كما أن وجود ثلاثة اختلافات فريدة في بنية بروتيناتها، وهي سمة مميزة للبشر القدماء الذين عاشوا في كهف دينيسوفا في ألتاي تؤكد ذلك".
وقد دفع العدد الكبير من السمات التشريحية البدائية و"المتقدمة" لهذه الجمجمة، إلى افتراض أن هذه البقايا لا تنتمي إلى إنسان نياندرتال أو إنسان دينيسوفا، بل إلى نوع غير معروف سابقا من أشباه البشر، يسمى Homo longi("رجل التنين"). ولكن العديد من علماء الحفريات الآخرين شككوا في هذا الأمر، ولكن حتى الآن لم يكن لديهم دليل قاطع على خطأ هذه الفرضية.
وتجدر الإشارة إلى أن العلماء ابتكروا نهجا جديدا لتحديد انتماء هذا الاكتشاف إلى نوع معين، استنادا إلى أن أجزاء بروتينية مختلفة غالبا ما تحفظ داخل عظام البشر القدماء، تختلف بنيتها وتكوينها اختلافا كبيرا بين الأنواع المختلفة، ما يسمح بتحديدها بدقة حتى في غياب عدد كاف من اجزاء الحمض النووي في البقايا.
وقد اكتشف علماء الكيمياء القديمة أن البروتينات من جمجمة هاربين تحتوي على ثلاثة اختلافات فريدة عثر عليها أيضا في ببتيدات من بقايا سكان كهف دينيسوفا في روسيا. ويسمح هذا بتصنيف سكان الصين القدماء على أنهم دينيسوفان، وهو أمر مهم جدا لأن علماء الأنثروبولوجيا لم يعثروا بعد على بقايا كاملة أخرى لهؤلاء البشر القدماء.
المصدر: تاس