آخر الأخبار

جازان وعسير تتصدران خط الدفاع البيئي لسواحل المانجروف

شارك
تشكل غابات المانجروف «القرم» أحد أهم النظم البيئية الساحلية في المملكة، ليس فقط بوصفها غطاء نباتياً بحرياً، بل باعتبارها خط الدفاع الأول عن الشواطئ ومخزوناً استراتيجياً للتنوع البيولوجي. ووفقاً لبيانات تقرير حديث صادر عن المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، تبلغ المساحة الإجمالية لغابات المانجروف في المملكة نحو 8.374.25 هكتاراً، مع تركز جغرافي لافت في المناطق الجنوبية. ويكشف التحليل الرقمي أن منطقتي جازان وعسير تستحوذان على أكثر من 89% من إجمالي هذه المساحة، في مؤشر واضح إلى الدور المحوري للجنوب في حماية السواحل السعودية وتعزيز استدامتها البيئية، وسط تحديات مناخية متصاعدة.

تركز جغرافي

تُعد غابات المانجروف من الأنظمة البيئية المتخصصة التي لا تنمو إلا في البيئات الساحلية المالحة وشبه المالحة، وهو ما يفسر محدودية انتشارها الجغرافي داخل المملكة. وتُظهر البيانات أن وجودها يقتصر على ثلاث مناطق إدارية فقط هي جازان، عسير، ومكة المكرمة. ويعكس هذا التوزيع خصوصية الشريط الساحلي للبحر الأحمر، وبخاصة في جزئه الجنوبي، الذي يوفر الظروف البيئية المثلى لنمو هذا النوع من الغطاء النباتي. هذا التركز لا يقلل من أهميته، بل يعزز قيمته الاستراتيجية، كونه غطاء نادراً وعالي التأثير في حماية السواحل.


صدارة جازان

تتصدر منطقة جازان المشهد البيئي في هذا الملف، بمساحة مانجروف تبلغ 4.407.65 هكتاراً، أي ما يزيد على نصف المساحة الإجمالية المسجلة على مستوى المملكة. هذه الصدارة تعكس الطبيعة الساحلية الفريدة للمنطقة، وتنوع مصبات الأودية والخلجان التي تشكل بيئة مثالية لنمو القرم. كما تبرز جازان بوصفها الحاضنة الأكبر لهذا المورد البيئي، مما يضعها في قلب أي استراتيجية وطنية لحماية السواحل وتعزيز الغطاء النباتي البحري مستقبلاً.

_________امتداد عسير

في المرتبة الثانية، تأتي منطقة عسير بمساحة إجمالية تبلغ 3.052.73 هكتاراً من غابات المانجروف، موزعة على عدد من المحافظات الساحلية. وتستحوذ محافظة البرك على النصيب الأكبر بواقع 2.609.78 هكتاراً، تليها محايل بـ 309.12 هكتاراً، ثم رجال ألمع بـ133.83 هكتاراً. هذا الامتداد يعكس تكاملاً بيئياً على طول الساحل العسيري، ويشير إلى جهود متراكمة في الحفاظ على هذا النظام البيئي، سواء عبر الحماية الطبيعية أو برامج الاستزراع وإعادة التأهيل.

حضور مكة

رغم أن مساهمة منطقة مكة المكرمة تبدو أقل نسبياً، فإنها تظل ذات دلالة بيئية مهمة، إذ تبلغ المساحة المسجلة فيها 913.87 هكتاراً، تتركز بشكل رئيسي في محافظة جدة. ويمنح هذا الحضور بعداً بيئياً إضافياً لمدينة ساحلية كبرى، تواجه ضغوطاً عمرانية وسكانية متزايدة، مما يجعل الحفاظ على غابات المانجروف عاملاً حاسماً في تحقيق التوازن بين التنمية الحضرية والاستدامة البيئية.

قيمة بيئية

لا تقتصر أهمية غابات المانجروف على أرقام المساحة، بل تتجاوزها إلى أدوار بيئية بالغة التأثير. فهي تمثل موئلاً طبيعياً لتكاثر الأسماك والروبيان والعديد من الكائنات البحرية، إضافة إلى كونها محطة فهم للطيور المهاجرة. كما تسهم هذه الغابات في تثبيت التربة وحماية الشواطئ من التآكل، وتعمل كمصد طبيعي للأمواج والعواصف. وعلى صعيد المناخ، تُعد المانجروف من أكثر النظم البيئية كفاءة في امتصاص وتخزين الكربون، مما يجعلها أداة فعالة في جهود مكافحة التغير المناخي. إن التركيز على تنمية هذه الغابات وحمايتها، خصوصاً في المناطق الجنوبية الرائدة، يُعد استثماراً وطنياً طويل الأمد في أمن السواحل والتنوع البيولوجي والاستدامة البيئية عموماً.

غابات المانجروف

مساحة الغابات في المملكة 8.374.25 هكتاراً.

المنطقة الأكثر احتواء

جازان بـ4.407.65 هكتاراً.

مساهمة عسير

3.052.73 هكتاراً.

نسبة التركز:

جازان وعسير تستحوذان على أكثر من 89% من الإجمالي.

مناطق الانتشار

جازان، عسير، مكة المكرمة

- الدور البيئي

حماية السواحل

موئل بحري

امتصاص الكربون

دعم الاستدامة البيئية

الوطن المصدر: الوطن
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا