بقلم: فهد الدهمش المسعري (حريملاء)
هو الشيخ الوجيه ستر بن عبد العزيز آل راكان (أبو ناصر)، شريفٌ من أشراف العرب ، ينحدرُ من أرومةٍ كريمة فهو من آل راكان من قبيلة الخماسين الوداعين الدواسر، اشتهرت هذه القبيلة بالشجاعة والكرم والنخوة ، والوداعين في القدم أُطلِقَ عليهم المثل الذي يقول "وداية جارها من جدارها" ، ولقبيلته الدواسر مصاهرة مع الملوك آل سعود ومشاركة فالأولى: مع الملك عبد العزيز ، والثانية: نزولهم في ميادين الأئمة والملوك من آل سعود في الدولة السعودية منذ بدأت. وكأن الشاعر يعنيهم بقوله:
وإنّي لَمِنْ قَوْمٍ كأنّ نُفُوسَهُمْ
بها أنَفٌ أن تسكنَ اللّحمَ والعَظمَا
كذا أنَا يا دُنْيا إذا شِئْتِ فاذْهَبي
ويا نَفسِ زيدي في كرائهِها قُدْمَا
فلا عَبَرَتْ بي ساعَةٌ لا تُعِزّني
ولا صَحِبَتْني مُهجَةٌ تقبلُ الظُّلْمَا
الأعمال الخيرية:
جُبِلَ صاحب السيرة على السخاء، والكرم الباذخ، وبروحٍ ملؤها النقاء يقدم العمل الخير دون انتظار للثناء وتسليط الأضواء وفّقهُ الباري لبذلِ الخيرِ في مسالك البر والإحسان بأجناسها المتنوعة وأبوابها المتعددة من بر الوالدين، وصلة الأرحام، وكفالة الأيتام، وإصلاح ذات البين، وإطعام المساكين، والقيام على الأرامل وفي الحديث النبوي "إنما هي عاجل بشرى المؤمن" يعني أن ثناء الناس على المؤمن في الدنيا، وفرحه واطمئنانه للعمل الصالح، كلها من علامات رضا الله عنه ومحبته له.
فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله ** ولو سكتوا أثنت عليك الملامحُ
ولاؤه لوطنه:
يعد الشيخ ستر آل راكان مثالاً للمواطن الصالح في وطنه، حيث ساند برامج المسؤولية الاجتماعية وتضامن مع نشاطاتها الخيرية على كافة الأصعدة فجزاه الله خير الجزاء على ما قدم. ولعلنا نقتطف فقرة من كلمة الأستاذ والكاتب محمد بن عبدالله آل شملان حيث قال: جميع من حضر حفل تدشين جمعية «منقذ» للتوعية والإنقاذ بوادي الدواسر شاهد البهجة التي غمرت قلب الأسر المنتجة، من خلال شراء رجل الأعمال ستر آل راكان جميع منتوجاتهن دعماً لهن، بالإضافة إلى مساهماته في إصلاح ذات البين، وإعلاء قيمة العفو والتسامح .
ليس ذلك فحسب بل شهدت احتفائية جمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم، بحضور نائب أمير منطقة الرياض الرئيس الفخري للجمعية الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، تبرع رجل الأعمال ستر بن عبدالعزيز آل راكان بمبلغ مليون ريال، إضافةً إلى حافلة متنقلة بقيمة 400 ألف ريال، تُمثّل «شاليه» مصغراً، ويمكن للجمعية استثمارها، وساهم بمبلغ مليون ريال في دعم مرحلة تأسيس جمعية حفظ النعمة في وادي الدواسر، علاوة على دعمه للجمعيات الخيرية والاجتماعية، ومساهماته التي لا تكاد تنقطع في جميع المجالات .
اصلاح ذات البين:
يندرج هذا العنوان تحت أعمال الخير الآنف ذكره ولأن هذا الموضوعَ ذو أهميةٍ أفردناهُ بعنوانٍ مستقلٍ قال تعالى: وأصلحوا ذات بينكم.. وفي آيةٍ أخرى: ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.. الآية.
في أوقات يحتاج فيه المجتمع إلى مواطنين صالحين لإصلاح ذات البين وتقريب وجهات النظر واطفاء لهيب الخصومة فتجد الشيخ ستر آل راكان متقدماً الصفوف مطفئً حرارة النزاع، مصلحاً ذات البين، معززاً قيم الترابط، باذلاً في ذلك المشورة والمال وقد تكللت تلك الجهود الخيرية بالنجاح بفضل الله. واستمراراً في تعزيز مبدأ العفو فقد تكفل لشيخ ستر آل راكان (أبو ناصر) بإنشاء مسجد لـ (مصوت بالعفو) وهذا لا يرسم شيئاً على رقعة المبادئ أو يجسد أمراً على صخرة المرافئ سوى الفضائل وأخواتها.
علاقاته وصداقاته:
للمترجم له علاقات وصداقات مع أصحاب السمو الأمراء والوجهاء من رجال الأعمال وشيوخ القبائل، وقصره يظل مناراً شاهداً في مسقط رأسه.
مما قيل فيه:
قيل في الشيخ ستر بن عبدالعزيز آل راكان كلمات وعبارات وقصائد عديدة منها قول الشاعر الفذَ:
يابو ناصر جعل ربي يطول في بقاك ** جعل من مثلك يعيش ومن أطوال
العمر
يا ستر أنت الذي يستر اسمك من وزاك ** ويتنومس فيك من شاف وقعك ياستر
وقال آخر:
من لاد راكان نعم الاسم والبدّة ** شيخ المراجل بحاضرها وماضيها
وغير ذلك الكثير
الخاتمة:
أخيراً وليس آخراً يعتبر المترجم له من النادرين وأصحاب المروءات المعدودين فالكلمات لا تفيه حقّه، وسيرته تحتاج إلى ساعاتٍ وساعاتٍ لسبرها، هذا وأختم حديثي بالصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين.
* مدير مكتب ركن الجبل للبحوث والدراسات