وقّعت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) مذكرة تفاهم مشتركة مع المركز الدولي لتحسين الذرة والقمح (CIMMYT)، أحد أبرز المراكز البحثية العالمية المتخصصة في الزراعة المستدامة وتطوير المحاصيل الغذائية الأساسية، وذلك بهدف تعزيز التعاون العلمي في مجال تحسين المحاصيل الزراعية المقاومة لتغيرات المناخ في المملكة العربية السعودية.
ويأتي هذا التعاون في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز الأمن الغذائي، في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه النظم الغذائية العالمية، بما في ذلك التغيرات المناخية، وانتشار الآفات والأمراض، وارتفاع الطلب على الغذاء. كما يتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 والاستراتيجية الوطنية للزراعة، التي تركز على رفع كفاءة القطاع الزراعي وتطوير حلول مبتكرة تضمن استدامة الإمدادات الغذائية، لا سيما في البيئات الجافة وشديدة الحرارة.
وتهدف مذكرة التفاهم إلى توحيد خبرات المركز الدولي لتحسين الذرة والقمح في تطوير أصناف الذرة والقمح، مع الإمكانات البحثية المتقدمة لجامعة كاوست في مجالات علم الجينوم والمعلوماتية الحيوية والزراعة الحاسوبية، بما يسهم في تسريع تطوير أصناف عالية الإنتاجية وقادرة على التكيف مع الظروف المناخية القاسية.
ووقّع المذكرة كل من الدكتور إروان أرزيل، مدير قسم تمويل الأبحاث والخدمات بجامعة كاوست، والدكتور برام غوفارتس، المدير العام للمركز الدولي لتحسين الذرة والقمح، حيث تركز على البحث التعاوني في مجالات الانتقاء الجينومي، وتحليل البيانات، والتقنيات الرقمية في تحسين المحاصيل، إلى جانب تنفيذ برامج لبناء القدرات تشمل ورش عمل، وتبادل خبرات، وتدريب متخصص لدعم تنمية الكفاءات الوطنية في علوم الزراعة المتقدمة.
وأوضح المدير العام للمركز الدولي لتحسين الذرة والقمح أن هذه الشراكة تمثل نموذجًا للتعاون العلمي الدولي الهادف إلى تطوير محاصيل قادرة على مواجهة تحديات تغير المناخ، وبناء نظم غذائية مستدامة تدعم المزارعين وتعزز الأمن الغذائي، لا سيما في دول الجنوب العالمي.
من جانبه، أشار رئيس مركز التميز للأمن الغذائي المستدام بجامعة كاوست إلى أهمية تبنّي مناهج علمية مبتكرة لمواجهة آثار التغيرات البيئية، مؤكدًا أن هذه الشراكة تجمع بين مؤسستين عالميتين رائدتين تمتلكان خبرات تكاملية تمكّنهما من الإسهام في إيجاد حلول علمية عملية لقضايا الأمن الغذائي.
ويعزّز هذا التعاون سجل جامعة كاوست البحثي في مجال الزراعة المقاومة لتغير المناخ، من خلال دعم الدراسات المتعلقة بتأثير الحرارة والملوحة ونقص المياه على إنتاج المحاصيل، بما يسهم في تطوير حلول مستدامة تعزز الأمن الغذائي في المملكة وتدعم أنظمة الزراعة المستدامة في المنطقة.
المصدر:
سبق