أكّد المدير العام لشركة “فيليبس السعودية” أكرم صيرفي، أن المملكة تعيش مرحلة متقدمة في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي مع الجانب الإنساني للرعاية الصحية، ما يضعها في موقع عالمي متقدم ضمن مؤشرات الصحة المستقبلية الصادرة لعام 2025.
وقال صيرفي إن القطاع الصحي في السعودية يشهد تحولًا حقيقيًا تحت مظلة “رؤية 2030”، لافتًا إلى أن تقرير مؤشر الصحة المستقبلية 2025 أظهر تبنّي المملكة للصحة الرقمية بوتيرة متسارعة ومستوى عالٍ من التفاؤل، ما يجعلها ضمن أفضل الدول عالميًا في هذا المجال.
وأوضح أن مرحلة التجارب المحدودة للصحة الرقمية انتهت، وأن العمل انتقل إلى التوسع والتطبيق الشامل على مستوى المملكة، مستشهدًا ببيانات تؤكد أن 92% من العاملين في القطاع يرون تأثيرًا إيجابيًا واضحًا للذكاء الاصطناعي على أقسامهم، وأن 90% يؤمنون بدوره في تقليل أوقات انتظار المرضى.
وأشار إلى أن نتائج الاستثمار الحكومي والتحديث الشامل ظهرت فعليًا، حيث أصبحت السعودية من أسرع الدول في مواعيد مراجعة الاستشاريين بمعدل يبلغ 33 يومًا فقط مقارنةً بمتوسط عالمي يصل إلى 70 يومًا.
وبيّن صيرفي أن رأي المريض يُعد محورًا رئيسيًا في تقييم التحول الرقمي، إذ أظهر التقرير أن 79% من المرضى متفائلون بتأثير الذكاء الاصطناعي على جودة الرعاية، بينما رحّب 80% منهم بزيادة استخدام التقنيات شرط الحفاظ على جودة الخدمة.
وفي المقابل، أعرب 62% من المرضى عن قلقهم من تراجع التواصل الإنساني لصالح التكنولوجيا، إلا أن 94% يشعرون براحة أكبر عندما يتم توعيتهم بآلية استخدام الذكاء الاصطناعي في رعايتهم.
وأكد صيرفي أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن تطبيقه بمعزل عن العنصر البشري، مضيفًا:
“دور التقنية هو إزالة التعقيد—not إزالة الإنسان. هدفها هو تحرير الأطباء من الأعباء الإدارية ليقدّموا ما لا تستطيع الآلات تقديمه: الإصغاء والتفهم والإرشاد.”
وأوضح أن العاملين بالقطاع الصحي حدّدوا أولويات لضمان الثقة، أبرزها:
* المراقبة المستمرة لأنظمة الذكاء الاصطناعي (44%)
* الشفافية في آلية اتخاذ القرار (39%)
* تحديد المسؤولية القانونية (36%)
* تعزيز أمن البيانات (31%)
وأفاد صيرفي بأن هذه المتطلبات ليست عوائق، بل معايير تصميم ضرورية لبناء الجيل المقبل من الذكاء الاصطناعي المسؤول في القطاع الصحي.
وأضاف أن المملكة تتحرك نحو ريادة عالمية بفعل ثلاثة عوامل convergent:
1. جيل شاب رقمي الهوية متقبل للتقنيات الصحية الحديثة.
2. رؤية 2030 التي تحوّل القطاع الصحي عبر الابتكار لا عبر الإجراءات التقليدية.
3. حوكمة متقدمة تضع سلامة المريض وشفافيته في مركز التحول الرقمي.
وختم صيرفي قائلاً: “الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية ليس إحلالًا، بل شراكة مستمرة بين الإنسان والتقنية. والمملكة اليوم تقدّم نموذجًا عالميًا لكيفية تطوير الصحة دون التضحية بالإنسانية، حيث يُقاس الابتكار بقدرته على صون كرامة المريض قبل أي شيء.”
المصدر:
سبق