حذّر الدكتور غازي بن عبدالعزيز الشمري، المستشار الأسري والتربوي ومؤسس مبادرة "تصافينا"، من تصاعد التحديات التي تواجه الآباء والمربين في العصر الحالي، مؤكدًا أن تسارع المؤثرات المحيطة بالأبناء وتعقيد الواقع جعلا التربية أكثر صعوبة من ذي قبل.
وأوضح الشمري أن الكثير من الآباء يقفون حائرين أمام مواقف تربوية حساسة، مثل اكتشاف تدخين أحد الأبناء، أو تعرضه لمحتوى غير مناسب عبر التلفاز أو الأجهزة الذكية، متسائلين عن التصرف الصحيح في مثل هذه الحالات.
وبيّن أن الصراخ والعقوبات التقليدية لم تعد أدوات فعالة في التربية، داعيًا إلى اعتماد ما يُعرف بـ"العقاب الإيجابي"، وهو أسلوب يواجه فيه الطفل نتائج سلوكه الخاطئ بطريقة هادئة تهدف للإصلاح لا للإيذاء، على أن يكون ذلك بما يتناسب مع عمره، ويُشرح له ارتباط السلوك بالنتيجة بأسلوب يفهمه.
وأكد أن الهدف من أي إجراء تربوي يجب أن يكون تقويم السلوك وليس معاقبة الطفل كشخص، مع منحه الفرصة لتصحيح الخطأ والتعويض عنه، مما يعزز إحساسه بالمسؤولية ويبني شخصية متزنة.
واستشهد الشمري بالمنهج النبوي في التعامل مع الأطفال، مستحضرًا رحمة النبي ﷺ وصبره في تعامله مع الحسن والحسين رضي الله عنهما، ومع بناته، معتبرًا أن ذلك يمثل نموذجًا راسخًا للتربية الإيجابية التي تثمر شخصيات قوية وواعية.
وختم الشمري حديثه بالتأكيد على أن تبني هذا النهج يضمن تنمية شخصية الطفل، ويؤهله لتحمّل المسؤولية ويهيئه ليكون إنسانًا ناضجًا في المستقبل.
المصدر:
سبق