آخر الأخبار

التربوي الحمادي لـ"سبق": 10 ساعات تطوع لكل مرحلة تعليمية لغرس السلوك مبكرًا وتعزيز الأثر المجتمعي

شارك

اقترح الكاتب التربوي عبدالحميد بن جابر الحمادي في تصريح لصحيفة سبق، بمناسبة اليوم العالمي للتطوع الموافق 5 ديسمبر، توزيع ساعات التطوع على جميع مراحل التعليم بواقع 10 ساعات لكل مرحلة، بدلاً من قصرها على المرحلة الثانوية فقط، مؤكداً أن ترسيخ ثقافة التطوع يبدأ من التنشئة المبكرة وليس من مرحلة واحدة.

وأوضح الحمادي أن الأيام العالمية — ومنها اليوم العالمي للتطوع — تنطلق من جذور إنسانية وإسلامية عميقة، مشيراً إلى أن كثيرًا من قيم التطوع مستمدة من التعاليم الإسلامية التي أكّدها القرآن الكريم: «إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم»، عقيدةً وخلقًا وعلمًا. وأضاف أن المفهوم الإسلامي للتطوع يضيف بعدًا روحيًا مهمًا، يقوم على إخلاص العمل لوجه الله تعالى، مستشهداً بقصة موسى عليه السلام مع ابنتي صاحب مدين، وقصة ذي القرنين، بما يؤكد أصالة التطوع في خدمة الآخرين دون مقابل.

وبيّن الحمادي أن تحويل التطوع إلى ممارسة فعلية يتطلب تخطيطًا استراتيجيًا يُسهم في نشر الثقافة التطوعية وقياس أثرها الاجتماعي والنفسي والاقتصادي، لافتًا إلى أن بعض المؤسسات والأفراد يتعاملون مع التطوع بوصفه متطلبًا تعليميًا أو وظيفيًا أكثر من كونه قيمة وسلوكًا، مما يضعف أثره الحقيقي. وقال: “التطوع الفعّال لا يُقاس بعدد الساعات، بل بتأثيره ونتائجه”، مشيرًا إلى أن منح مئات الساعات التطوعية دون أثر ملموس يفرغ العمل التطوعي من معناه، ويدعو إلى ضرورة وجود تقارير إنجاز فعلية تظهر أثر المتطوع والمؤسسة بدلاً من الاكتفاء بشواهد ورقية.

وأكد الحمادي أن التطوع المدرسي تحول إلى عبء على منسقي التطوع والطلاب في المرحلة الثانوية بسبب ارتفاع عدد الساعات المطلوبة، ما ينعكس على استعداداتهم للاختبارات التحصيلية والقدرات والثانوية العامة، مبينًا أن الحل المناسب هو توزيع ساعات التطوع على جميع مراحل التعليم بواقع 10 ساعات لكل مرحلة، حتى تُغرس الثقافة التطوعية بالتدرج لا بالضغط المكثف.

وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية تقدّم نموذجًا عالميًا رائدًا في العمل التطوعي عبر المبادرات الإنسانية والطبية وحملات الإغاثة، لكنه شدد على أن تعزيز ثقافة التطوع يتطلب تخطيطًا واعيًا يرفع مستوى الوعي، ويحوّل التطوع من ممارسة شكلية إلى ممارسة ذات أثر ملموس.

واختتم الحمادي تصريحه بقوله: “ثقافة التطوع ليست رقمًا يُسجل، بل قيمة تُمارس، وسلوك يُغرس، وأثرٌ يُقاس.”

سبق المصدر: سبق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا