يشهد عدد من الأحياء في مختلف المدن انتشارًا واسعًا للكافتيريات الشعبية، التي أصبحت وجهة لشرائح كبيرة من المستهلكين، لاسيما طلاب المدارس والعمال والموظفين، نظرًا لانخفاض أسعارها وسهولة الوصول إليها. إلا أن هذا الانتشار السريع كشف عن ممارسات تتجاهل أبسط معايير النظافة والسلامة الغذائية، وسط غياب رقابي ملحوظ يثير مخاوف الأهالي والخبراء الصحيين على حد سواء، فيما تفرض وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان غرامات مالية على الكافتيريات التي لا تلتزم بمعايير النظافة العامة، تبدأ من 200 ريال كحد أدنى وتصل إلى 500 ريال كحد أقصى، في حين طالب عدد من السكان بزيادة قيمة الغرامات وتشديد الرقابة للحد من المخالفات.
شكاوى تتزايد
يقول فالح محمد، أحد سكان حي الصواري بجدة: إن بعض الكافتيريات تنتشر فيها الروائح الكريهة، وتُعد الأطعمة على أسطح غير معقمة، كما يتم استخدام زيوت القلي لأسابيع دون تغيير، ما قد يؤدي لمشاكل صحية خطيرة على المدى الطويل، ويضيف أن قرب هذه المنشآت من المدارس يجعل الطلاب عرضة يوميًا للأغذية غير الصحية، ما يستدعي تشديد الرقابة وفرض غرامات رادعة.
مخالفات متكررة
أوضح، مسؤول السلامة والصحة المهنية عبدالله الشهري، أن بعض الكافتيريات تعمل في أماكن ضيقة تفتقر للتهوية، وتستخدم أدوات غير صالحة، بينما تُحفظ الأغذية أحيانًا بطرق خاطئة تُسهم في تكاثر البكتيريا. وأشار إلى أن نقص التدريب لدى العاملين على أساليب النظافة يمثل أبرز المشكلات، رغم وجود لوائح صارمة للسلامة الغذائية.
غرامات أشد
يرى مختص السلامة العامة صالح عبد الجواد، أن الحل يبدأ بجولات رقابية فاعلة، وفرض غرامات صارمة، وإغلاق المنشآت المخالفة بشكل متكرر، ودعا لإطلاق حملات توعوية للمستهلكين لتوجيههم نحو اختيار منشآت غذائية آمنة والإبلاغ عن المخالفات، مشددًا على أن الغرامات الحالية (من 200 إلى 500 ريال) غير كافية للردع.
تحسين الجودة
يشير خبراء اقتصاديون إلى أن الالتزام بمعايير الجودة والصحة في هذه الكافتيريات ليس مجرد التزام قانوني، بل استثمار يعزز ثقة المستهلكين ويرفع مستوى السوق. ولفتوا إلى أن انتشار الكافتيريات منخفضة التكلفة أمر طبيعي، لكن غياب الرقابة يجعلها مصدر خطر صحي حقيقي.
إنشاء وتشغيل
من جانبها، أكدت كراسة شروط ومواصفات إنشاء وتشغيل وصيانة المطاعم والكافيتريات الصادرة من وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، ضرورة التزام المستثمرين بالنظافة العامة في جميع أجزاء الكافتيريا، وتعقيم الأدوات والأواني، واستخدام المنظفات المعتمدة. كما شددت على مسؤولية العاملين في المحافظة على النظافة وحصولهم على شهادات تدريب على الممارسات الصحية لتداول الأغذية.
وتعاقب الوزارة تدني مستوى النظافة الشخصية بغرامة تترواح بين 300 إلى 500 ريال، بينما تتراوح غرامة تداول المواد الغذائية بطريقة غير صحيحة داخل المحل بين 1000 إلى 2000 ريال، وغرامة عرض مواد غذائية او مشروبات تم تجهيزها اليوم السابق وتقديمها او تخزينها تتراوح بين 2000 إلى 5000 ريال.
3 أنواع من البكتيريا تهدد سلامة الغذاء
01 الإشريكية القولونية
تسبب أمراضًا معوية خطيرة، ويمكن أن تنتقل إلى الغذاء نتيجة تلوث الأيدي والأسطح.
02 السالمونيلا
من البكتيريا التي تؤدي إلى الإصابة بالتسمم الغذائي، وغالبًا ما تنتقل عبر تناول الدواجن والبيض النيء والحليب غير المبستر.
03 الليستيريا
بكتيريا قد تنشأ في التربة والمياه، ويمكن أن تستوطن بيئات التصنيع أو التخزين، خاصة في الأغذية المبردة مثل اللحوم الجاهزة والأجبان الطرية.