في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في مشهد يعكس التحولات المتسارعة في الصناعة الوطنية، برزت شركة «نمذجة» كأحد أبرز النماذج السعودية القادرة على إعادة تشكيل سلاسل الإمداد عبر حلول الطباعة ثلاثية الأبعاد وتقنيات التصنيع المتقدمة. وخلال مشاركتها في معرض التحول الصناعي في السعودية 2025، كشفت الشركة عن نتائج لافتة تؤكد عمق الأثر المتحقق من تبني التقنيات الحديثة في القطاعات الصناعية.
وأكد أحمد محمد، مهندس تطوير الأعمال في الشركة، أن توطين سلاسل الإمداد بات اليوم خيارًا استراتيجيًا يوفر أكثر من 40 مليار ريال سنويًا كانت تُحوَّل إلى الخارج، مشيرًا إلى أن الشركة نجحت في تجاوز تصنيع 100 ألف قطعة عبر منصاتها الرقمية.
وأوضح أن «نمذجة» تعتمد فلسفة تقوم على إعادة تبسيط سلاسل التوريد وتحويلها إلى منظومة أكثر ذكاءً وكفاءة، وذلك من خلال توظيف التصنيع عند الطلب والمخزون الرقمي والتخصيص الشامل. وبيّن أن المنصة التي طورتها الشركة تمكّن المصانع من إدارة احتياجاتها الإنتاجية بدقة، عبر تقليل الهدر، وتسريع دورات التوريد، وتوطين القطع الحيوية، بما يتوافق مع احتياجات كل قطاع صناعي.
وأشار في حديثه إلى تجارب عملية كان لها أثر مباشر على أداء المصانع، من أبرزها تقليص زمن توريد إحدى القطع من 30 أسبوعًا إلى أسبوعين فقط عبر التصنيع المحلي، إلى جانب مشاريع أخرى حققت وفورات وصلت إلى 60% باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد. كما ساهمت الشركة في تطوير وحدة تكييف صناعية لإحدى الجهات، وهو ما أدى إلى خفض عمليات التجميع بنسبة كبيرة، وتقليل التكلفة، وتقليص حجم العمالة المطلوبة.
كما استعرض تجربة ناجحة بالتعاون مع أحد مشاريع أرامكو، حيث كان الفلتر المستورد يُستبدل كل ثلاثة أشهر، بينما النسخة المصنّعة محليًا عبر «نمذجة» استمرت لأكثر من عام، ما خفّض التكلفة ورفع مستوى الاعتمادية.
ونوّه إلى أن الشركة تمتلك تقنيات قادرة على إنتاج أشكال هندسية معقدة لا تستطيع الطرق التقليدية تصنيعها إلا عبر قوالب مرتفعة التكلفة، مؤكدًا أن الطباعة ثلاثية الأبعاد تتيح تغيير التصميم خلال دقائق دون الحاجة لأي قالب، وهو ما يختصر الزمن والتكلفة ويزيد القدرة على الابتكار.
وخلال أكثر من عشر سنوات من العمل في قطاعات الطاقة والغاز والأغذية والمشروبات والقطاعات الوطنية المختلفة، نجحت «نمذجة» في تصنيع عشرات الآلاف من القطع، وصولًا إلى تجاوز حاجز 100 ألف قطعة، ما يعكس حجم الطلب على الحلول الوطنية المتقدمة.
واختُتم حديث الشركة بالتأكيد على أن الصناعة السعودية قادرة على إنتاج قطع بجودة تضاهي المستورد وربما تتفوق عليه، وأن توطين سلاسل الإمداد يمثل رافدًا اقتصاديًا يضخ 40 مليار ريال سنويًا في الاقتصاد الوطني، وهو ما يدفع الشركة إلى المشاركة في القمم والمعارض الصناعية لتعزيز اعتماد المصانع على الحلول المحلية الحديثة.
ويُختتم اليوم الأربعاء معرض التحول الصناعي في السعودية 2025، الذي أقيم تحت شعار «تمكين المستقبل بالتقنية»، وارتكز على محاور الذكاء والاستدامة والمرونة، ليقدّم منصة دولية تستعرض أحدث حلول الثورة الصناعية الرابعة، والذكاء الاصطناعي، والأتمتة، والطاقة المستدامة، بما يعزز مسار التحول الصناعي ويؤكد مكانة المملكة مركزًا صناعيًا وتقنيًا عالميًا.
المصدر:
سبق