آخر الأخبار

وفاء ممتد لعقود و"ليلة أُستعيرت من الماضي".. طلاب مدرسة "قباء بني حسين" قبل نصف قرن يكرّمون معلميهم اليوم

شارك

في بادرة وفاء نادرة تعكس عمق العلاقة بين التلميذ ومعلمه، استعاد طلاب مدرسة "قباء بني حسين" بمحافظة المجاردة ذكريات بدأت قبل نصف قرن، حين نظموا حفلًا تكريميًا لمعلميهم الذين منحوا القرية جهدهم وعلمهم منذ نهاية القرن المنصرم وحتى بداية القرن الحالي، وذلك في مبنى المدرسة القديم الذي أُغلق قبل نحو 40 عامًا، رغم وعورة الطريق الجبلي المؤدي إليه.

عودة إلى زمن الطفولة

وبحسب التفاصيل التي وثقتها "سبق"، فقد أقام طلاب المدرسة لقاءً جمعهم بمعلميهم السابقين الذين بدأوا تعليمهم منذ افتتاح المدرسة عام 1395هـ وحتى إغلاقها عام 1410هـ. وحضر اللقاء شيخ قبيلة بني حسين الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن شهوان، فيما شاركت الأمطار الهادئة في استقبال الضيوف، وقدِم المعلمون من منطقة الباحة ومحافظة المجاردة.

وتضمّن البرنامج حفل سمر وضيافة تراثية من منتجات القرية مثل "القَدوم" والعسل والسمن، ثم حفل خطابي بدأ بتلاوة الطالب أسامة عبدالرزاق بن مرهق — نجل أحد طلاب المدرسة قبل 40 عامًا ويحمل اليوم درجة الدكتوراه — تلتها كلمة شيخ القبيلة الذي شكر المعلمين على "فضلين".. الأول بتعليم أبناء القرية، والثاني بتلبية الدعوة رغم صعوبة الطريق الذي يتطلب سيارات دفع رباعي وسائقًا متمرسًا.

رسائل اعتزاز وتأثر

وألقى الأستاذ عبدالله أحمد الشهري كلمة نيابة عن المعلمين، تلتها كلمة اللواء ركن زاهر سالم الحسيني ممثلًا للدارسين قبل خمسة عقود، ثم فقرة صحية قدّمها الدكتور علي محمد الحسيني، عضو فريق فصل التوائم السيامية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني.

كما أُلقيت قصائد شعرية أعقبها تكريم المعلمين، واختُتمت الفعالية بوجبة عشاء أُعدّت بالطرق التقليدية في موقع المدرسة.

"أربعون عامًا.. والوفاء يجمعنا"

وقال المدير السابق للمدرسة الأستاذ عبدالرحمن علي بن قليل الشهري: "غمرتمونا بلطفكم وأصيل معدنكم.. استقبال لا يشبهه إلا أهله. أطلال مكان بقيت شاهدة على تاريخ كبير لا يبهته الغياب، وذكريات تستنهض الهمة فينا وتزرع القوة".

وأضاف: "أربعون عامًا.. وشاء الله ثم وفاء الرجال أن نلتقي بزملاء مهنة حملوا الرسالة بصدق وأحدثوا الفرق. جعلوا من التعليم رحلة إنسانية عميقة. واليوم أقف أمام طلاب الأمس وقادة اليوم، لم تُشغلهم مناصبهم ولا التزاماتهم عن البحث عن معلميهم. إنه موعد مع الوفاء وأهله".

"لقاء يعجز اللسان عن وصفه"

وقال الأستاذ علي بن عبدالله الزهراني، أحد المعلمين الحاضرين من منطقة الباحة: "سعدت بلقاء رجال دولة في مختلف القطاعات.. تعليمية، عسكرية، طبية، قضائية، ثقافية، أدبية وإعلامية. تخرجوا جميعًا من هذا الصرح. ما وجدناه من حفاوة وكرم وتواضع ينسينا تعب السنين. رحم الله من حالت الأقدار دون حضورهم".

مشاهدات من الحفل

- أمطار هادئة رافقت استقبال المعلمين.

- حضور أكثر من 50 خريجًا قدموا من مناطق مختلفة خصيصًا للاحتفال.

- حضور المعلمين من الباحة (أحمد محمد الزهراني – مساعد عبدالكريم الزهراني – إبراهيم محمد الزهراني – علي عبدالله الزهراني) ومن المجاردة (عبدالرحمن علي بن قليل الشهري – عامر عبدالله الكميتي – عبدالله أحمد بن قحيم الحسيني)، واعتذار الأستاذ حسن محمد الزيلعي.

- فرحة المعلمين كانت غامرة وهم يرون طلابهم وقد أصبحوا ضباطًا من رتبة لواء حتى عقيد، وأطباء عالميين، وأساتذة جامعات، وقضاة، ومحامين، ورؤساء جهات حكومية، ومالكي شركات، وإعلاميين بارزين.

- أُقيم الحفل في المدرسة القديمة أعلى جبال بطحة بني حسين وسط مزارع البن والحصون التراثية رغم غياب الخدمات، ووصفها الحضور بأنها "ليلة أُستعيرت من الماضي".

صدى المبادرة

محافظ المجاردة ناصر بن مفرح عسيري قال: "برغم أنني لم أكن طالبًا أو معلمًا في المدرسة، إلا أنكم أخذتمونا معكم إلى الحنين والانتماء والوفاء.. وهذا ما نسعى إليه دومًا".

أما الدكتور عبدالرزاق عبدالله بن مرهق فقال: "عندما وصلتُ إلى المدرسة وجدتها تنبض بالحياة. رأيت المعلمين في وقار العلم، وزملائي الصغار وقد خطّ الشيب رؤوسهم، لكننا تحدثنا بروح الطفولة.. كأنه يومنا الأول في الصف الابتدائي. ليلةٌ لا تزال حاضرة في الذاكرة".

خاتمة الوفاء

يُذكر أن فكرة الحفل كانت للإعلامي علي أحمد جابر، ونُفذت بمشاركة فريق من أبناء القرية.

واختتم الجميع اللقاء مردّدين: "أعزّ الله وطننا وقيادتنا التي نشرت العلم في كل بقعة من الوطن، وحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان".

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
سبق المصدر: سبق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا